كان على الأشجار أن ترخي سدولها عليك كان للرياح أن تنهض باكرا، لتطرد الوحش اللّعين خارج أسوار «عكا..» كان على الشمس أن تشرق باكرا، لتكشف القتلة.. وهم يتسلّلون إلى حديقة المعنى.. كان على شجر البرتقال.. أن يقذفهم بوابل من حباته.. لينحصر القتلة.. كان على طائر الماء.. أن يرش دربك بماء البركة.. ليحفظ روحك من كراهية «صهيون..» كان على البحر.. أن يهيج ليغرق القتلة .. وهم يصوّبون على يفاعة النص.. كان على الاطفال أن ينشدوا لك، أناشيد الوداع الأخير.. وأنت تكتب لهم: كيف يحبون «فلسطين..؟ « وكيف يبدعون أغاني الآه، والميجنا..؟ وكيف يبذرون القرنفل، والبرتقال في أحواز «يافا..» لكن القتلة.. كانوا أسرع، وأبرع، وأوجع..!! لكن رجال الشمس، وأطفال الحجارة، وقصائد درويش العظيمة.. سيدّقون جدران الخزان.. وسيخرجون من رحم كتاباتك.. مسوّمين بالفرح، وأعلام النصر.. وأناشيد هوميروس.. لتشرق شمس المحبّة، والأمل، والمستقبل، الذي في عيون أطفال المخيّم.. لاليتفرج عليهم العَالم القاسي.. بل ليقولوا: نحن ورثة الكتابة، ومجد الحياة..!!