الفصول الأربعة “لأشبال عين البنيان"‏

أحلى ماشافت عيني فصل الربيع

تحوّل ركح قاعة “الأطلس” أول أمس إلى فضاء تزاحمت فيه الفصول وتحدثت فيه الشمس، مفسرة حركة دورانها ضمن نظام كوني، وتابع الجمهور الصغير تغيّر الفصول ورقص للأغاني وتمتّع بديكور جذاب.
«الفصول الأربعة” عرض استعراضي غنائي راقص يقدمه عشرات الممثلين الأطفال ليظهروا حركية الفصول، حيث يظهرون على الركح على شكل أشجار وأزهار وتلال وشمس، ويظهر أيضا أطفال صغار لهم علاقة بالطبيعة.
المسرحية تتناول الخصوصيات المناخية والجمالية لكل فصل، وما يتبع ذلك من تغيرات ومميزات، وذلك وسط أجواء حوارية بديعة بين الشمس والأشجار.
تندرج “الفصول الأربعة” في إطار المسرح البيئي الذي تبنته جمعية “أشبال عين البنيان” فيما سبق في مسرحية “روضة النور” و«أطفال وألوان الطبيعة” وغيرها.
يحوي كل مشهد من مسرحية “الفصول الأربعة” على أغنية تعالج في مضمونها موضوع المشهد وجاءت كلماتها وألحانها غاية في الإبداع، وصاحب مشهد الشتاء أغنية أدتها “الأشجار”، يقول مطلعها؛ “ياشتاء صبي صبي واسقينا باش نكونو كبار ونعطو الثمار وأوراقنا تخضار...”
ونصبت على الركح شاشة عرض عملاقة، تصاحب المشهد، حيث تظهر خصوصيات الفصل (رعد، أمطار، رياح عاتية) وهكذا.
يظهر الأطفال الصغار في الخريف وهم يغرسون الشجيرات متسائلين كيف ستنمو؟ وعدما تهطل عليهم القطرات الأولى من المطر يهربون، هؤلاء الأطفال الصغار اكتشفوا حزن الخريف وهجرة الطيور فيه وتساقط الأوراق، وقدموا أنشودة “الخريف” للجمهور الصغير، يقول مطلعها؛ “أنشودة الخريف تعرفها الرياح وأفراحها الأحزان”.
للإشارة، فإن الممثلين (الأشجار) نُصبت على رؤوسهم أغصان وكانوا يغيرونها مع كل فصل، كما كانوا يتفاعلون مع متغيراته.
يحل الربيع ويعود معه الأطفال لرؤية الأشجار الراقصة المزينة بالزهور ويتحدون الشمس قائلين لها؛ “نحن من اعتنينا بالأشجار حتى كبرت ولست أنت أيتها الشمس”، فتبين لهم الشمس بالشرح المبسّط مراحل نمو الأشجار وفق تعاقب الفصول، ليردد الجميع أنشودة الربيع “أحلى ما شافت عيني فصل الربيع”، وهنا يعجّ الركح بالرقص والفرح والغناء، وتبتهج الأشجار بشكلها الجديد.
يأتي الصيف ومعه الحرارة والحشرات والأيام الطويلة، ولا تكف الأشجار عن الشكوى وتلوم الشمس لطلوعها المبكر، لكن يعود الصغار لسقيها وقطف ثمارها وينشد الجميع “قطرة ماء لاغيمة ولا نسمة”.
وتستعرض أغنية الخاتمة “دوري دوري يا فصول” خصوصيات كل فصل وحركة الكون، وتتغنى بفضائل الفصول، والحكمة منها داعية - أي الأغنية - إلى المحافظة على هذا الكون والتأمل في أسراره.
«الفصول الأربعة” نص وتأليف موسيقى لعمر شتيوي وكوريغرافيا لادامي نوارة، وسينوغرافيا لاسماعيل ليماش، من إخراج إسلام محمد عباس بمساعدة مصطفى علوان. المسرحية أنتجت عام 2011 ولاتزال تلاقي النجاح وتحصد الجوائز، كانت آخرها الجائزة الأولى لمهرجان مسرح الأطفال بخنشلة.