حققت المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة، قفزة نوعية في مجال مطابقة الإنتاج للمقاييس العالمية، والانتقال من التفكير في تصفية المؤسسات وتسريح العمال إلى تلبية الاحتياجات الوطنية والتصدير هذه التحولات التي عاينتها «الشعب» في معرض الجزائر الدولي ال45 من خلال اقترابها مع عديد مسؤولي الشركات الوطنية العمومية والخاصة الذين دعوا السلطات إلى منح الشركات استقلالية أكثر في اتخاذ القرار مع محاربة السوق الموازي والتقليد الذي يرهن الاقتصاد الوطني ويمنعه من النمو خارج المحروقات. كما وقفت «الشعب» على الإقبال المكثف للزائرين على جناح الإنتاج الوطني في صورة تؤكد إمكانية تدارك الصناعة الجزائرية للتأخر ورفع مساهمتها في الناتج الداخلي الخام والتقليص من حجم التبعية للنفط. وتبين من خلال ما حققه الإنتاج الصناعي الوطني من تطور أن هناك لوبيات خفية لا تريد تحرير الاقتصاد الوطني من الاستيراد من خلال الترويج لرداءة المنتوج المحلي وعدم مطابقته للمقاييس الدولية وغيرها من العوامل السلبية التي لا تجعل الصناعة الوطنية تسترجع مكانتها الإقليمية على الأقل. الشراكة سمحت برفع الإنتاج ب 80 ٪ تمكنت الشركة الوطنية لتحويل وتوزيع الكهرباء الكائنة بالعاشور (العاصمة) من رفع إنتاجها ب 80 ٪ في ظرف ال 3 سنوات الأخيرة بعد إقامتها الشراكة مع متعامل لبناني. وثمنت السيدة مصباح رئيسة المصلحة التقنية والتجارية بالشركة في تصريح ل «الشعب» عملية الشراكة خاصة بعد أن تمكنت من جلب نظام تسيير جديد وتسطير العديد من الدورات التكوينية التي سمحت لنا بالاطلاع والتكيف مع التحولات في مجال صناعة لوحات توزيع الكهرباء ولوحات التحكم في محطات التنقيب وقواطع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى خلايا الجهد المتوسط والمحولات. وقالت المتحدثة أن الشركة التي تضم 250 عاملا قد تجاوزت مرحلة الشك والخوف، واليوم هي توظف كل جهودها لتلبية الاحتياجات الوطنية في ظل ارتفاع الطلب على منتوجها، وأرجعت القفزة النوعية كذلك إلى انتشارها عبر التراب الوطني من خلال وجود 20 وكيلا معتمدا يقوم بالترويج وتوزيع منتجاتها وهو ما ساعد على زيادة الإنتاج. وتفكر الشركة اليوم في التوسع من خلال الاستثمار في بناء وحدة إنتاجية جديدة لرفع القدرات الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي ومنه الوصول إلى الاستيراد إن تطلب الأمر ما دام ما ننتجه يطابق ما ينتج في دول أوروبا. وعبرت المتحدثة عن تخوفها من انتشار المنتجات المقلدة المستوردة من الصين والتي تؤثر كثيرا على «انتشارنا في السوق الوطنية ومن المشاكل التي تعرقل المؤسسة صعوبة الحصول على قروض بسبب الديون السابقة لدى بنك الجزائر الخارجي». وأشارت المتحدثة إلى ضرورة مساعدة الشركة للحصول على تجهيزات جديدة للإنتاج وتحفيف الضرائب. «إيني» قريبا في الأسواق العربية والإفريقية تمكنت المؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية بسيدي بلعباس من استرجاع 40 ٪ من حصة السوق الوطنية بعد أن اجتازت مرحلة صعبة كادت تؤدي إلى غلقها بسبب المشاكل الاجتماعية والمهنية. وأكد بن الدين مباركي رئيس المصلحة التقنية والتجارية للشركة أن مخطط الإنعاش والاستثمار الذي جاء بعد تقليص العمال ومجيء طاقم مسير شاب وراء عودة المؤسسة القوية إلى السوق الوطنية مع إمكانية التصدير لدول عربية وإفريقية بعد أن أعجبوا بالمنتجات في المعرض الدولي وخاصة الأسعار التنافسية التي عرضناها. وأشار المتحدث إلى أن نسبة الانتشار في الأسواق الوطنية ستصل 50 ٪ نهاية السنة الجارية. وتمكنت الشركة من إنتاج تلفزيون ذكي «3د» مع حاسوب مدمج في ثلاث أصناف، تسوق بأسعار تتراوح بين 92 ألف دينار و180 ألف دينار مع إنتاج جهاز استقبال «ديمو أش.دي» ببطاقة قراءة عالية الجودة. وصرح المتحدث ل «الشعب» أن «متعاملين من دول عربية وإفريقية زاروا جناح الشركة في المعرض وأعجبوا كثيرا بنوعية الإنتاج والأسعار المعروضة، وأكدوا على رغبتهم في استيراد المنتوج الجزائري، وهو ما سيشجعنا على الإنتاج والإبداع أكثر». وقال المدير التقني والتجاري أن مسح الديون المتراكمة ساهم كثيرا في إعطاء دفع للشركة من خلال التركيز على تطوير الإنتاج، حيث انتقل من إنتاج 400 وحدة إلى 700 وحدة حاليا، على أمل الوصول إلى 1500 وحدة في نهاية 2012، ثم 2000 وحدة في 2013. يذكر أن برنامج إعادة إنعاش الشركة أطلق بعد تقليص عدد العمال من 3000 آلآف عامل إلى 1200 عامل مع فتح المجال للكفاءات الجامعية بعقود ما قبل التشغيل التي بلغت 500 منصب. الخواص يشتكون غلاء الإشهار اشتكى رضا درمون موظف في المؤسسة الوطنية للصناعات الورقية (مؤسسة خاصة) التي تنشط في الميدان منذ 1986 بغرداية من غلاء أسعار الإشهار من أجل الترويج للمنتجات والسلع، داعيا القائمين على وسائل الإعلام الثقيلة وتخصيص مساحات تفضيلية للإنتاج الوطني من أجل التعريف به في سياق التقليص من الاستيراد الذي يؤثر علينا بشكل سلبي. ولتدارك التأخر في هذا المجال توجهنا إلى إنشاء موقع إلكتروني لاستقطاب زبائن جدد بعد أن شجعنا الكثير من الزائرين للمعرض الدولي على مواصلة تطوير الإنتاج من خلال التركيز على الجودة والنوعية. ودعا في سياق متصل السلطات إلى دعم نقل المنتجات من الجنوب نحو مختلف مناطق الشمال وهو ما يرفع من أسعار المنتجات نوعا ما. ومن المشاكل التي تعترضهم البيروقراطية الكبيرة في إخراج المواد الأولية من الموانئ حيث تتطلب وقتا كبيرا وهو ما ندعو لمعالجته وإلى إضفاء نوع من المرونة على التعاملات في الموانئ. وتحدث ل «الشعب» بالمقابل عن نمو السوق الوطنية حيث قال «ضاعفنا النشاط ب 30 ٪ ونسعى لخلق مؤسسة إنتاجية في العاصمة مع فتح وحدة توزيع بعين مليلة. وقد دفعنا هذا الوضع لتوظيف أصحاب عقود ما قبل التشغيل». وثمن المتحدث التنظيم المكثف للمعارض «الذي يسمح للترويج والبحث عن شركاء ومتعاملين مثلما حدث في المعرض الدولي حيث اتصل بنا متعاملون من مصر وعرضوا علينا تبادل الخبرات والتعاون». الديون تعرقل الاستثمار دعت رئيسة المصلحة التجارية بالشركة الوطنية للأسرة العصرية المتخصصة في صناعة الأفرشة الصحية الخاصة بالأسرة الكائنة بوادي السمار أموري شهرزاد إلى «إلغاء الديون السابقة التي بقيت تلاحقنا وتمنعنا من الاستثمار وتطوير الانتاج». وأشارت المتحدثة عن الشركة ذات الأسهم التي أصبحت مجموعة تضم 26 مؤسسة، إلى الديون المتراكمة التي تؤثر على نشاط الشركة التي تداركت الكثير من التأخر وتمكنت من العودة بقوة إلى السوق الوطنية حيث فازت بالكثير من الأسواق بالنظر للجودة والنوعية العالية التي نعمل بها». «ويسعى المجمع حاليا إلى تجديد تجهيزات الإنتاج من خلال إطلاق مناقصة واشتكت المؤسسة من وجود منافسة غير شريفة مع القطاع الخاص الذي يملك قدرات مناورة أكثر منا خاصة من خلال القدرة على التحرك والمناورة في اقتناء المواد الأولية التي تبقى إجراءات الحصول عليها صعبة جدا وتعرقلنا كثيرا».