نفى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، وجود نقص في مختلف أنواع الأدوية على مستوى مستشفيات الوطن إلا البعض منها مؤكدا بأن الخلل يكمن في سوء التوزيع والتسيير، وفي المقابل لم ينكر ذات المسؤول تسجيل نقص فادح في لقاح مكافحة تسمم العقارب، لذا سيتم حسبه إقتناء 50 ألف لقاح ضد لدغات العقرب خلال أسبوعين. مشكل ندرة الأدوية مفتعل والخلل في التوزيع 50ألف لقاح تدخل الجزائر خلال أسبوعين وتأسف الوزير على هامش اجتماعه، أمس، بمدراء ومسؤولي مستشفيات الوطن بمقر الوزارة لعمليات الفساد التي تهدد القطاع، منها قضية بعض المستوردين الجزائريين والأجانب الذين قاموا بتضخيم فواتير استيراد الأدوية وصلت إلى مئات ملايين الدولارات. مشيرا إلى أن المناطق التي تعرف انتشار التسمم هي تحت الرقابة الكاملة والوزارة جاهزة على كامل المستويات من أجل مواجهة التسمم العقربي. وأضاف ولد عباس في هذا السياق، بأن القضية أحيلت إلى العدالة وهي في صدد التحقيق مع 12 مخبرا متورطا بعد أن قدمت ملفاتهم إلى وزارة المالية والعدل، واصفا هذا الفعل بالعمليات الإجرامية الخطيرة التي تسعى الوزارة الوصية بالتنسيق مع قطاعات أخرى إلى القضاء عليها عن طريق تشديد الرقابة. وكشف الوزير بأن كمية لقاحات التسمم العقربي الموجودة حاليا في السوق والمقدرة ب 6 آلاف غير كافية وبالتالي ستعمل الوزارة جاهدة على تغطية الحاجيات في اقرب وقت ممكن مشيرا إلى أن المناطق التي تعرف انتشار التسمم هي تحت الرقابة الكاملة. وبخصوص سرقة الأدوية واللقاحات من المراكز الاستشفائية والتي تتسبب في شقاء المرضى ومعاناتهم في البحث عن العلاج شدد ذات المسؤول بضرورة القيام بتحقيق في كل المستشفيات من اجل التخلص من هذه الظاهرة التي تتنافى مع مبادئ الصحة وهي مهمة أوكلت حسب الوزير للمدراء والمسؤولين عن المراكز الاستشفائية الجامعية مهددا مافيا الدواء على حد قوله باتخاذ عقوبات صارمة تصل إلى حد دخول السجن ودفع غرامات مالية. وردا على سؤال للصحافة حول سبب نقص لقاح التهاب الكبد الفيروسي نوع ب والخاص بالأطفال أجاب الوزير بان الخلل يكمن في التوزيع غير العادل لهذا النوع من اللقاح على مستوى مستشفيات العاصمة مؤكدا بان ولايات الجنوب والهضاب العليا لم يسجل فيها هذا النقص بسبب التنظيم الجيد في توزيع الأدوية واللقاحات حسب عدد الزيادات والسكان. وبهدف القضاء على مشكلة عدم توفر اللقاحات في المستشفيات والتي باتت تشكل خطرا كبيرا على صحة الأطفال كشف وزير القطاع عن تنظيم يوم وطني الأسبوع المقبل حول تنظيم توزيع اللقاحات على كافة مستشفيات الجزائر مشيرا بان اللقاء سيتم فيه التشديد على ضرورة مراقبة عدد اللقاحات الموزعة تماشيا مع عدد الزيادات كاشفا بان الدولة أنفقت هذه السنة 30 مليون دولار من اجل استيراد اللقاحات. وأضاف ذات المسؤول قائلا: »انفي وجود ندرة في الأدوية على مستوى المستشفيات والمستشفيات الجامعية فالخطأ يقترفه المسؤولون المحليون الذي لا يطالبون بالكميات اللازمة والكافية لمواجهة المرضى«. وشدد أيضا على ضرورة تجاوز كل المعوقات التي تحول دون التكفل بالمرضى مؤكدا أن مشكلة الندرة لم تعد مطروحة في المستشفيات وأن الأدوية الموجودة على مستوى الصيدليات المركزية كافية لمدة أكثر من 15 شهرا خاصة بعد الاجتماع الوزاري المشترك حيث قدم الوزير الأول التسهيلات الكاملة للصيدلة المركزية للمستشفيات، إذ سمح بمسح الديون وتقديم قرض ب30 مليار دينار جزائري للصيدلة المركزية للمستشفيات. وأوضح المتحدث، أن الهدف من اجتماعه مع مدراء المستشفيات ليس بغرض مدح القطاع، بل هو من أجل تقييم ما قاموا به مسؤولو قطاع الصحة في الجزائر من مدراء وموزعين الدواء للمستشفيات خلال 5 أشهر وكذا تشخيص النقص وضعف التسيير وكذا تقديم آرائهم حول الواقع الملموس ومن ثم تصحيح الأخطاء والنقائص الموجودة في التسيير والتوزيع.