تخلى عن حلم الصغر في أن يصبح طيارا واقتحم عالم الرياضة التي سلبته وعمره لا يتجاوز 9 سنوات، كانت بداياته مع إختصاص ألعاب القوى قبل أن يستقر في ممارسة الكرة الصغيرة، لعب في أندية عديدة، لها وزنها، حبيب لعبان، يروي لجريدة «الشعب» مشواره الرياضي، منذ البداية، إلى غاية ترأسه الإتحادية الجزائرية لكرة اليد، سنة 2017، في حوار شيق ستكتشفون خلاله الوجه الآخر لإسم قدم الكثير للجزائر إلى يومنا هذا، وطموحاته المستقبلية والأهداف القادمة وحكايته مع آلة القيثارة. - «الشعب»: ما هي أبرز المحطات في مشوارك الرياضي؟ حبيب لعبان: بدايتي مع عالم الرياضة، كانت في إختصاص ألعاب القوى وعمري لا يتجاوز 9 سنوات، رفقة فريق شباب بلوزداد، ثم إنتقلت إلى مولودية الجزائر بعدها غيرت الوجهة إلى كرة اليد التي أحببتها كثيرا. لعبت في صنف الأصاغر مع نادي الأبيار، نهاية السبعينات ثم حملت ألوان المولودية، عام واحد فقط، وعدت بعدها إلى الأبيار وتدرجت معه في كل الأصناف حتى الأكابر، نفس الشيء، بالنسبة للمنتخب الوطني حيث لعب في كل المراحل العمرية ولكن للأسف بسبب الإصابات التي طالتني، قررت وضع حد لمشواري كلاعب وتحوّلت إلى عالم التدريب، حيث أشرفت على فريق الأبيار في صنف الأواسط، بين 1990 و1991، وبعدها فريق الفتيات كبريات، وتنقل إلى نادي القصبة، كما كنت مساعد مدرب في المنتخب الوطني أشبال، إلاّ أني تحولت إلى عالم التسيير بما أني متحصل على شهادة عليا في التسيير الرياضي وتدرجت في مختلف المناصب إلى غاية توّلي المهام على رأس الإتحادية الجزائرية لكرة اليد. - من ساعدك في النجاح خلال مسيرتك؟ بما أني أنتمي إلى عائلة رياضية أكيد كانت السند المباشر لي لكي أنجح في عالم الرياضة، منذ البداية كرياضي إلى غاية إعتزالي ودخولي عالم التدريب والتسيير، فيما بعد، لأن إخوتي كانوا رياضيين وقدموا لي الدعم اللازم، إضافة إلى إصراري وعزيمتي من أجل النجاح ما جعلني أضّحي لكي أُوفّق بين الدراسة وممارسة الرياضة وبالرغم من إلتحاقي، بجامعة باب الزوار، عام 1986، درست عامين هناك ثم إنتقلت إلى المدرسة العليا للعلوم والتكنولوجيا الرياضية بدالي براهيم لأني أردت البقاء في المجال الذي أحببته وتخرجت بشهادة مُستشار في الرياضة. عملت في الإتحادية الجزائرية لذوي الإحتياجات الخاصة لسنتين ثم مدير للتكوين والتطوير بإتحادية كرة اليدو سنة 2001، أمين عام للإتحادية ثم شغلت مدير تقني لفترة قصيرةوسنة 2005 مع الفريق الوطني رفقة المدرب كالديراش ومكي، لكني عدت إلى منصب الأمين إلى غاية عام 2012، بعدها تحولت إلى كرة القدم حيث عملت أمين عام فريق إتحاد العاصمة إلى غاية 2017 السنة التي تم إنتخابي فيها، رئيس إتحادية كرة اليد. - هل بلغت كل الأهداف التي تصبو إليها؟ بكل صراحة أنا جد راض على كل ما حققته خلال مشواري، منذ بدايتي، مع عالم الرياضة إلى غاية اليوم، ولم أندم على أي شيء، لأنني بلغت الأهداف التي عملت من أجلها والدليل، من خلال النتائج التي سجلتها سواء في عالم التدريب أو كمُسيّر بداية مع إتحادية ذوي الإحتياجات الخاصة، ثم أمين عام لإتحادية كرة اليد، وبعدها غيرت الوجهة إلى كرة القدم وعدت إلى الكرة الصغيرة، سنة 2017، مثلما سبق لي القول، حيث تنقلت بين عدة إختصاصات رياضية أثرت سجلي الشخصي ولم أندم على أي شيء، بالرغم من أني كنت أرغب في أن أصبح طيارا في صغري، لكن سحر الرياضة جعلني أميل لهذا المجال وأواصل فيه إلى اليوم. - ما تقييمك لكرة اليد الجزائرية في السنوات الأخيرة؟ كرة اليد الجزائرية عاشت مراحل صعبة في بعض الأحيان، خلال السنوات الأخيرة، والكل يعرف ذلك لكننا عملنا على تصحيح الأوضاع، منذ توّلينا المهام من خلال العمل الجماعي، رفقة كل الفاعلين في ساحة الكرة الصغيرة وركزنا على إعادة التوازن والحمد لله وفقنا إلى حد كبير، والدليل واضح على أننا كنا وراء إحتضان الجزائر لبطولة إفريقيا رجال وسيدات، لسنة 2014 وعاد اللقب لدى الرجال للجزائر، فيما إحتلت الفتيات المركز الرابع والتي تعد ثمرة عمل كبير لعدة سنوات سبق هذا الموعد الكبير، وحاليا عاد الخضر للمشاركة في المونديال الذي غابت عنه كرة اليد الجزائرية، منذ سنة 2015، بعد العمل الكبير الذي قمنا به، بداية من إستعادة مكانتنا قاريا وحاليا نريد أن تكون نتائج إيجابية بمصر، إضافة إلى كرة اليد النسوية التي غابت في السابق وبعودتنا عاد الفريق من جديد، سنة 2018. - كيف كانت المأمورية على رأس الإتحادية؟ توّليت أمور تسيير الإتحادية في ظرف صعب جدا كانت فيه كرة اليد الجزائرية تعيش مرحلة فراغ كبيرة بدليل أن المنتخب الوطني لم يتمكن من تحقيق التأهل إلى البطولة العالم بفرنسا 2017 وقبلها كانت نتائج كارثية في موعد قطر 2015 إضافة للتراجع الكبير على الصعيد القاري، ولكن عملنا بكل إحترافية، بداية من إعادة هيكلة الإتحادية، لأن الإستقرار عامل مهم جدا للنجاح في العمل والدليل واضح من خلال إنجاح بطولة العالم للشباب بكل المقاييس، أعدنا المنتخب الوطني النسوي للمشاركة في المنافسة القارية، منتخب الرجال إستعاد هيبته وهو مقبل على المشاركة في المونديال وبمعنى آخر تمكنا من تجسيد الوعود التي جئنا من أجلها. - ما هي أجمل الذكريات؟ هناك عدة محطات تستحق أن أتوقف عندها في مشواري ككل،لكن الأبرز عندما تأهلنا إلى نهائي أمم إفريقيا سنة 2012 بالمغرب، بعد المواجهة المثيرة والكبيرة التي قدمها الفريق الوطني ضد مصر، في وقت لم يكن أحد يُرشحنا لكي نظهر بذلك المستوى، لكن البساط كان له كلام آخر وستبقى أجمل ذكرى بالنسبة لي، كنت حينها أمين عام الإتحادية، هناك ذكرى أخرى عندما دخلت للإتحاد الإفريقي، سنة 2008، كمدير للجنة المناهج والتدريب، عضو لجنة المدربين في الإتحاد الدولي، سفيرا للإتحاد الدولي لكرة اليد، بالجزائر سنة 2010 خلال مونديال السويد، خبير الإتحاد الدولي لكرة اليد الخاصة بالمدارس، عضو مجلس الإتحاد الأفريقي، منذ 2012 إلى يومنا. - ما هي الهواية التي تمارسها بعيدا عن الرياضة؟ أعزف على آلة الغيثارة والارمونيكا، لأنني أحبهما كثيرا وأتقن إستعمالهما بعيدا عن عالم الرياضة. - ماذا عن الأهداف المرجوة من كتيبة ألان بورت؟ المنتخب الوطني أكابر رجال دخل في تربص مغلق بمدينة سيرايدي، بولاية عنابة، لأن هذا المركز يحتوي على كل الشروط الضرورية التي تضمن تطبيق البروتوكول الصّحي المفروض من طرف وزارة الشباب والرياضة واللجنة الطبية التابعة للمركز الوطني للطب الرياضي، وتبقى المجموعة من 19 إلى 30 سبتمبر رفقة الطاقم الفني بقيادة المدرب الفرنسي ألان بورت الذي إلتحق بالجزائر على متن رحلة خاصة رفقة مساعده الطاهر لعبان ونحن على مستوى الإتحادية، سنوفر كل الإمكانيات اللازمة من أجل تدارك التأخر الذي لم يكن بإرادتنا، بعد الوضع الصّحي الخطير الذي مسّ العالم بأكمله جراء إنتشار فيروس كوفيد 19 وتوقف المجال الجوي، لكن حدّدنا رزنامة مكثفة ستتخللها لقاءات ودية حتى يستعيد اللاعبون مستواهم خاصة في الجانب البدني، بعد التوقف الطويل عن التدريبات لتحقيق نتائج إيجابية في بطولة العالم التي ستكون بمصر، في جانفي 2021، والهدف المباشر بلوغ الدور الثاني من المنافسة التي عدنا إليها بما أن آخر مشاركة كانت عام 2015 بقطر. - هل سنتمكن من تدارك التأخر في ظرف قياسي؟ حدّدنا رزنامة عمل مكثفة وشرعنا في تجسيدها من خلال تربص عنابة حيث سيركز الطاقم الفني على الجانب البدني، بالنسبة للمجموعة التي تتكون من 20 لاعبا، كلهم ينشطون ضمن البطولة الوطنية بعد التوقف الطويل، مثلما سبق لي القول، وفي المقابل برمجنا ثلاثة تربصات أخرى، بالجزائر، كمرحلة أولى للتدارك في الجانب البدني وبعدها سيتنقل الفريق إلى تونس للدخول في معسكر جد مهم، يتزامن مع الأسبوع الأولمبي بمشاركة العناصر التي تلعب في الخارج حيث سيكون التعداد مكتمل ويخوض لقاءين وديين ضد المنتخب التونسي، ثم سنتنقل إلى بولونيا، شهر ديسمبر، نلعب هناك أربعة لقاءات 2 ضد المنتخب الأول و2 ضد المنتخب (ب) و4 مقابلات مع أندية تنشط ضمن الدوري المحلي الممتاز، ومن الممكن أن يكون معسكر أخير في تشيك ونحن في مفاوضات من أجل تجسيد ذلك، حتى يتمكن منتخبنا من لعب أكبر عدد من اللقاءات لكي يستعيد اللاعبين مستواهم، وفي نفس الوقت تكون فرصة للطاقم الفني من أجل الوقوف على المستوى الحقيقي للمجموعة وتصحيح الأخطاء قبل التنقل إلى مصر للدخول في أجواء البطولة العالمية. - ما هي قراءتك لمجموعة الجزائر، خلال مونديال مصر؟ سنلعب كل حظوظنا، خلال مونديال مصر 2021، من أجل تشريف كرة اليد الجزائرية، بعدما حققنا الأهم من خلال العودة للمشاركة في هذا الموعد العالمي الذي غابت عنه الجزائر لدرورتين متتاليتين، حيث سنواجه كل من أيسلندا والبرتغال والكل يعرف مستوى الفريقين، وكذا المغرب، لكن سندخل بكل ثقة ومن دون أي عقدة، لأننا نملك تشكيلة متكاملة في حين سنلعب حظوظنا ونقدم كل ما لدينا فوق البساط، منذ البداية حتى النهاية، ونركز على داربي مغاربي الذي يبقى له خصوصياته، وهو اللقاء المفتاح، لكي نتمكن من إحتلال المركز الثالث الذي يسمح لنا بالمرور للدور الثاني الذي يعد الهدف المباشر لنا، مثلما سبق لي القول، حيث نعوّل على اللاعبين ونثق في قدراتهم من خلال المزج الموجود بين عناصر لها الخبرة وأخرى شابة يُشرف عليهم طاقم فني له الخبرة والتجربة، بقيادة ألان بورت الإسم الكبير في عالم الكرة الصغيرة هناك نقطة أخرى، جد مهمة. - ما هي..؟ لإشاعات التي تتحدث عن وجود مشاكل مع المدرب الفرنسي ألان بورت ليست صحيحة بدليل أنه يتواجد بالجزائر رفقة اللاعبين، بعنابة وشرع في العمل من أجل التدارك ونحن من جهتنا على مستوى الإتحادية سنضع كل الإمكانيات تحت تصرف الطاقم الفني، واللاعبين لضمان أفضل إستعداد، حيث ستكون اللقاءات الودية، جد مهمة بالنسبة، لمنتخبنا لأنها ستكون ضد فرق ستشارك في المونديال القادم ما يعني أن الإحتكاك مع المستوى العالي جد مهم لإكتساب الخبرة، وستليها مباشرة دورة تيكيو المؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو2021 والتي ستجري بألمانيا، شهر مارس، القادم، وهي الأخرى ستكون موعد جد هام لكي تستعيد كرة اليد الجزائرية بريقها ومكانتها على الصعيد العالمي، ومثل هذه اللقاءات جد مهمة لكي نكون في المستوى العالي، مثلما هوعليه الحال مع كل من تونس ومصر حتى بلغوا العالمية في وقت غابت فيها كرة اليد الجزائرية لأننا تراجعنا كثيرا في السنوات الماضية بدليل أننا لم نشارك في المونديال، منذ 2015، ما يعني أنه جاء الوقت الذي يجب أن نكون حاضرين في كل المواعيد والدورات القوية. - كلمة أخيرة للأسرة الرياضية أتمنى أن يعود الإستقرار للرياضة الجزائرية ويسود الهدوء من جديد وتزول المشاكل والصراعات التي إنعكست بشكل سلبي على نتائج الرياضيين، وفي ما يتعلق بكرة اليد أهدف إلى الذهاب وبعيدا وتحقيق إنجازات أخرى على كل المستويات في قادم المواعيد بحول الله.