رغم أجواء التفاهم التي عبر عنها المشاركون في الجلسة الثالثة من الجولة الثانية للحوار الليبي، في المغرب، حول معايير تولي المناصب السيادية، ما تزال مسارات البحث عن حل ليبي شامل متشعبة وتواجه تحديات وعراقيل، لاسيما في شقها العسكري لارتباطه بوضع اللواء المتقاعد، خليفة حفتر. أعلن عضو برلمان طبرق، إدريس عمران، استمرار المفاوضات بين وفدي مجلس نواب طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، من أجل التوصل إلى توافق كامل بشأن كل الإجراءات المتعلقة بالمادة 15 من الاتفاق السياسي. وقال عمران، في إيجاز صحافي مقتضب عقده باسم الوفدين، بعد انتهاء جلسات اليوم الثاني للمحادثات ببوزنيقة، إنّ المفاوضات «مرت في أجواء تسودها روح التفاهم والتوافق حول المعايير الواجب مراعاتها في اختيار شاغلي المناصب السيادية وفق المادة 15 من الاتفاق السياسي الليبي الموقع في 2015. المسار العسكري متعثّر لكن في مقابل هذا التفاؤل ما تزال المشاورات الأمنية والعسكرية بين ممثلين عن حكومة الوفاق الليبية وقيادة مليشيات حفتر يعتريها تصلب في مواقف الطرفين، رغم ثناء البعثة الأممية في ليبيا على نتائج اللقاءات التي انطلقت في الغردقة المصرية الأسبوع الماضي، تمهيدا للقاء المقرر الأسبوع الجاري بين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، بحسب بيان سابق للبعثة. وقالت مصادر ليبية، حكومية من طرابلس وبرلمانية من طبرق، إن المشاورات التي استمرت بين الطرفين بشكل غير مباشر بعد لقاء الغردقة عادت وتعقدت مجددا على خلفية بند يتعلق بتشكيل مجلس عسكري ليبي مشترك يقود المؤسسة العسكرية رفض ممثلو حكومة الوفاق وجود حفتر أو ممثلين مقربين عنه فيه. وعلى النقيض من ذلك يصر ممثلو حفتر على وجود صلاحيات عسكرية منفصلة عن القيادة السياسية الجديدة، في مسعى جديد على ما يبدو لعرقلة لقاء أعضاء اللجنة العسكرية المقرر هذا الأسبوع. إخلاء سرت والجفرة وبشأن التوافق على إخلاء منطقتي سرت والجفرة من السلاح ونقل نقاط التماس بين طرفي القتال (قوات حكومة الوفاق ومليشيات حفتر) إلى خارج المنطقتين، تطابقت معلومات المصادر حول وجود توافق جزئي بشأن المنطقة الوسطى. وفيما وافقت قيادة حفتر على سحب مليشياتها من سرت تحفظت على إخلاء منطقة الجفرة، التي تتواجد فيها قاعدة عسكرية هامة يشغل أغلب أجزائها مقاتلون تابعون لشركة «فاغنر» الروسية للخدمات الأمنية، وذلك بذريعة بعدها عن مناطق التوتر وكون قوات حكومة الوفاق لا تمتلك نقاط تمركز عسكرية قريبة منها. التأثيرات الخارجية وبين الوضوح في مسار المناصب القيادية والغموض في المسار العسكري لا يرى الباحث السياسي الليبي، سعيد الجواشي، توافقا ليبيا قريبا في ظل وجود مناورات من جانب الطرفين في محاولة لكسب مصالح أكثر استباقا للمنتدى السياسي الرسمي الذي ستشرف عليه البعثة الأممية خلال الشهر الجاري. ويرى الجواشي أن التأثيرات الخارجية تعد العامل الأكثر تشويشا على جهود التوافق الحالية.