[Image]قال عنه بيكامبور انه باستطاعته صناعة أفراح أي نادي أروبي، وصنفه بيلي كأحسن جناح الأيسر في العالم، أرغمته الإصابة على الاعتزال في ال 28 من عمره ومنعته من أن يكون أفضل لاعب جزائري لكل الأوقات، صالح عصاد صاحب “الغراف السحري” يعود بنا إلى أول مشاركة في المونديال ونقاط أخرى تطالعونها في هذا الحوار. ❊ 30 سنة مرت على أول مشاركة للمنتخب الوطني في كأس العالم، لو تعطينا نقاط قوة هذا الفريق الذي أبهر العالم؟ ❊❊ فريق 82 لم يصنع كما قال أو يعتقد البعض، بمحض الصدفة ولاعبوه كانوا معروفين منذ صنف الأصاغر، في سن 14 و 15 سنة بدأو يكتبون عنا في الجرائد، كنا نلعب على الساعة 8 صباحا تحت مدرجات مملوءة، ويأتي مناجرة الفرق الوطنية ولاعبو فريق جبهة التحرير الوطني لمشاهدتنا مما كان يعطينا الحافز من أجل مواصلة العمل. وفي ذلك الوقت كان المشرفون علينا محترفون وعلى دراية كبيرة بكرة القدم ووفروا لنا جو عمل نقي يقوم على الأخلاق والتربية. ولما كانوا يأتون لمشاهدتنا في ذلك السن دليل على أن هناك متابعة واهتمام بلاعبي الغد، أنا مثلا لما أمضيت في رائد القبة أول مرة تلقيت 15 عرضا، لأن هناك متابعة. ولعبنا معا لمدة سنتين في صنف الآمال وعامين مع المنتخب العسكري، يعني التحضير كان قائما و مستمر وهذا راجع للاستقرار الذي كان موجودا على مستوى الطاقم الفني، فكل هذه المعطيات جعلت منا منتخبا قويا، وبالتالي لم نفز على ألمانيا فقط وقبلها لم نهزم لمدة سنتين مع رايكوف وتفوقنا على ايطاليا في ملعبها بهدفين، على أرضية ميدانها وأمام 80 ألف متفرج. ❊ هناك من يقول أن الإرادة أساس تألقكم، هل تعتقد أن هذا كافيا للتفوق على منتخبين بحجم ألمانيا والشيلي؟ ❊❊ في كرة القدم يجب توفير عدة عوامل، وكل مكمل للآخر، وكما قلت فريقنا كان يملك قاعدة متينة، وفي مونديال إسبانيا لم يكن لدينا نحن اللاعبون أي مركب نقص أمام أي فريق أو النجوم العالمية آنذاك، لقد كنا فريقا من العيار الثقيل، لكن هناك أمر يؤسف له. ❊ ما هو؟ ❊❊ يا ليت لو تغيرت طريقة تفكير المسيرين ، لأنهم اعتبروا أن الوصول إلى المونديال يعد بحد ذاته انجازا عظيما، ولم يضعوا أي برنامج أو مخطط للوصول إلى الدور ربع النهائي، لأنه كان باستطاعتنا تحقيق ذلك، ونحن اللاعبون كنا واثقين من قدراتنا. واضعف فريق في ذلك المونديال كان يعرف برنامجها وأهدافها قبل 6 أشهر وكل اللاعبين يعرفون جيدا ما سيفعلون وماذا سيحصلون عليه إلا نحن. ❊ كيف كانت الأجواء داخل المنتخب قبل أول مباراة ضد الألمان؟ ❊❊ ضيعنا طاقة كبيرة في الحديث عن المشاكل المتعلقة بالحوافز والعلاوات، وعشية لقاء ألمانيا كان الجدال على أشده حول هذه النقطة. ❊ كيف كان يناقش المشكل، هل فوضتم قائد الفريق لإسماع انشغالاتكم إلى المسيريين ؟ رغم إحباطنا الشديد أمام تجاهل المسيريين لحقوقنا، إلا أن تربيتنا منعتنا من المجاهرة بالأمر وكنا نبلغ قائد الفريق الذي يخبر المدرب وهو يبلغ الرسالة، لكن بيننا كلاعبين لم نتوقف عن الحديث حول المشكل. ❊ لنتحدث عن الجانب الفني، ماهي الخطة التكتيكية التي لعبتم بها؟ ❊❊ نحن لم نكن نحضر لكل فريق خطة كما يحدث الآن، وإنما كنا نمنح الخصم الكرة ونقوم بالهجمات المعاكسة بالاعتماد على مهارة وسرعة مهاجمينا الذين كانت تتمناهم كل الفرق آنذاك. وهزمنا ألمانيا والشيلي، أما خسارتنا ضد النمسا، تعبنا من المشاكل، ولو كنا في كامل قوانا لعرفنا، كيف نسير اللقاء، لأن التعادل كان يكفينا، والنمسا أضعف من الألمان، والمدرب خالف أخطأ بالإبقاء على العناصر التي لعبت اللقاء الأول وكان يجب إقحام بن شيخ وكويسي اللذان يجيدان الاحتفاظ بالكرة والمراوغة وتثبيت الخصم في منطقته، واندفاعنا إلى الأمام جعل الخصم يطبق طريقة لعبنا. ❊ كيف كان وقع الإقصاء عليكم بعد أن كان بالإمكان أن يكون الحال أفضل مما كان؟ ❊ ❊ بعد الهزيمة في اللقاء الثاني عرفنا أننا لن نتأهل، لأن ألمانيا والنمسا سيرتبان اللقاء، ورغم هذا أدينا ما علينا ضد الشيلي. وصحيح أن فريقنا كان بإمكانه تقديم آداء أحسن، كيف لفريق أغلب لاعبيه تم اختيارهم في التشكيلة المثالية لكأس العالم أنا أفضل جناح أيسر، بلومي في الوسط، ماجر على اليمين، شعبان مرزقان في الدفاع، نجد أنفسنا أمام مشاكل من المفروض أن تكون من البديهيات ، فنحن مطالبون باللعب وتشريف الألوان الوطنية، وفي المقابل نعرف جيدا، ما هي حقوقنا مسبقا. ❊ بعد المونديال جاء دور الاحتراف، القوانين آنذاك حرمتكم من فرق كبيرة وبالتالي المنتخب الوطني من مستوى أعلى، كيف استطاع عصاد كسر الحاجز ولماذا اخترت ميلوز؟ ❊❊ بعد العودة من كأس العالم أقام الرئيس السابق الشاذلي بن جديد حفلة في ملعب 05 جويلية، وهناك التقيت به وطلبت منه مساعدتي على الاحتراف في الخارج، فأمر بمنحي كل التسهيلات شرط عدم التفريط في المنتخب الوطني. أما بالنسبة لميلوز، فأنا لم اختر هذا الفريق، بل هو من اتصل بي عندما سمع المدرب واللاعب في نفس الوقت غيو و الرئيس غوريك بحصولي على ترخيص الرئيس بالاحتراف اتصلا بي، ولم يكن أمامي خيار بعد ما حولت الفرق نظرها عنا عندما علمت أن القوانين لا تسمح لنا بالاحتراف قبل سن 28 سنة، ولما كنا بإسبانيا وصلتنا عروض من أكبر النوادي الآروبية، لكن القانون حرمنا من ذلك. ❊ كيف تقيم مغامرتك الاحترافية وهل اللعب في باري سان جيرمان حلما تحقق بالنسبة لك؟ ❊❊ في أول موسم لي مع ميلوز سنة 1983 تحصلت على لقب أفضل لاعب جناح في فرنسا وسجلت 14 هدفا رغم أني لم أكمل الموسم بسبب الإصابة التي حرمتني من التألق مع باري سان جيرمان الذي لم يكن اللعب معه بمثابة الحلم لأن مستوانا آنذاك يسمح لنا باللعب في أكبر النوادي، باعتراف بيكامبوار الذي قال أن صالح عصاد يمكن أن يصنع أفراح أي نادي في آروبا. وأتذكر حين صرحت للصحافة أني طلبت من الرئيس السماح لي بالذهاب لتعلم الاحتراف قال لي مدربي محمد سوكان “صالح لا تقل أذهب لأتعلم بل قل أنا ذاهب لأعلمهم الاحتراف..” ❊ الإصابة حرمتك من مشوار كبير؟ ❊❊ بعد مغادرتي إلى فرنسا بدأت الإصابات تتوالى على مستوى الركبة، ونصحني البروفيسور”ياغير” بعدم اللعب 3 مرات في الأسبوع لخطورتها وتأسف لأنها جاءت في سن مبكرة، ورغم ذلك كنت لا أعرف كيف أرفض دعوة المنتخب، مما زاد في تفاقمها. وضد البرازيل في مونديال سنة 86 اعتقدت أنها آخر مباراة في مشواري، بعدما أحسست بآلام لا تطاق على مستوى الركبة، لكني أكملت اللقاء وخرجت بها منتفخة وعندما عدنا وجدت نفسي وحيدا في مستشفى مايو، أجري 3 عمليات جراحية ولم أتلق أي اتصال. أرغمت على التوقف سنة كاملة. وضاع كل شيء بعدما كنت أنوي الانتقال الى البطولة الاسبانية أو الألمانية. ❊ ألم يكن اتخاذ قرار الاعتزال وأنت في ال 28 قاسيا؟ ❊❊ كما قلت لك الإصابة حرمتني من اللعب في أفضل النوادي الأروبية قبل مونديال المكسيك والمعاملة التي تعرضت لها صدمتني وكرهت كرة القدم وأنهيت مشواري في رائد القبة، لأني تعاطفت معه. ❊ كيف تقيم الواقع الحالي للكرة حاليا في الجزائر ؟ ❊❊ رغم الأموال الكبيرة التي تصرف إلا أن المستوى ضعيف جدا وسيبقى ضعيفا ما بقي الدخلاء على الكرة يسيرونها، في وقتنا كنا نلعب ب 60 دينار لليوم وفي أكبر المناسبات لم نتحصل على أي علاوات تفرحنا واليوم حتى المسيرين يأخدون مبالغ كبيرة، لكن الرداءة تعم الميدان من كل الجوانب. ❊ ما رأيك فيما يقوم به هاليلوزيتش حاليا على رأس المنتخب حاليا؟ ❊❊ في رأيي هاليلوزيتش يتجه الى بناء فريق يلعب بطريقة أفضل تعتمد على السرعة والفنيات وتسجيل الأهداف وإن لم يتسرب لهم الشك، فيمكن أن يحققوا نتائج جيدة. ❊ لنختم بالعلامة المسجلة باسم صالح عصاد” الغراف” التي راح ضحيتها الكثير من المدافعين؟ ❊❊ يضحك.. الناس قديما لم يكونوا يعرفونها وكنت أقوم بها بسرعة فائقة ولما أسقط أي مدافع، يقال أن زلزال عصاد ضربه، وكان وزير الشباب والرياضة لمنتخب البينين ينزل الى أرضية الميدان ليرى كيف أقوم بها وقال لي أنت لست لاعبا بل ساحرا.