لم تكن تستطيع مجاراته نغمة وامرأة كان أوسع في صمته من حدود المحيط وأعمق من فكرة وفضاء جاءني يتعثر فيه المساء ليقصّ على ساحلي ما رأى..؟ صاحبي شاعر لا يصدق ما تشتهيه القصائد يقذف كل مساء بدفتره إلى نَهَمِ المدفأة ويغني لليلاه شعرا رقيقا يعانقها في الخيال ثم يعلن توبته عن العشق والشعر والأوبئة وينام . . . في عيونه يرقد تاريخ أمته النائمة يتمتع حين يعدد باكٍ هزائمها ويحط التواريخ مبتهجا في زوايا الغرف قال لي : «ما رأيته فيما يرى النائم جبة فاقع لونها ترتديني وتضيق... تضيق إلى أن تمتع خاصرتي بالشعور اللذيذ تمتعني ببرد القيود ثم تفتح أزرارها فيسقط مني الرُّطبْ» قلت: «تلك القصيدة يا صاحبي» فاكتأبْ؟ سقطت من عيونه لؤلؤتان وانحنى فحملت التعبْ منذ عشرين جرحا أحاول شم رحيق القصيدة في ريقه واكتشاف السببْ تعب الخوف في صاحبي تعب الورق تعبت رغبات الأدبْ وتعبت أحاول دس المساء على ثغره والسحبْ صاحبي، لا يحاول تفسير أحلامه أبدا هولا يمنح الحلم إلا القليل من الوقت بين ما إن يراه إلى أن يقصّه لي أو يذَرِّيه للعابرات على تلة البوح ثم يتركنا بين أحلامه للضجيج وحيرتنا . . . ينسحبْ هو إن صادف امرأة تتمشط للشمس مد ضره بين عطور ضفائرها وتعلق بالوهم في جيدها وسمى راح يصعد بين ظلال الصفاء إلى أن يعانقه الصحو بين السحبْ صاحبي كلما راودته القصيدة يكتبها بين أضلاعه ويزينها برمال الشواطئ ملح المحيطات طول النخيل هو يرسمها كالسماء بهاء ويراقصها في غدير العنبْ يتحين لحظة مولدها كالوليد يُداعب سُرتها يُقمطها بالحنين يُنيمها بين أهدابه ساعة يقبلها ثم يقذفها للهبْ صاحبي حين يعبر بين المفاتن والحسن يصمت صمت الشوارع والطرقات تغازله الواقفات على الشرفات وتقذفنه بالعطور هولا يحسن الانتباه لعطر اللواتي يقفن على العشب أو يتدثرن بالشعر ويغازلنه من ثقوب التقاليد أومن فضاء الحضارات أومن سماء الحبور هولا يحسن الانتباه لهكذا أشياء تصدمه في صباحاته هولا يحسن الانتباه سوى للقصيدة حين تحاصره ثم تعصره عنبًا يُسكر الحبر والكلمات صاحبي يوم مات غفر الله كل خطايا البشر