أعرف يا مصطفى أني تأخرت، و كالعادة تفوتني الأشياء الجميلة، هذه القصيدة من ديوان خيانة التراب : سيد المقامات مرفوعة إلى الشاعر و الصديق "عمر كريم "
قلتُ : كنْ فاِنتشى الرّمل في مقلتيك تشيّأت أوقدتَ في غسق الليل أوتارك الخالدات و انتصبت مع الصّبح أيْقونة للفرح قامة عانقتك القصائد و زغاريد عرس الوطن نصّبتك العوانس سيّد أحلامهن و اتخذنك و الليل أنسا جميلا و لحنا بهي الشجن و رسمنك كحلا حزينا على كل جفن ينام و يصحو يساءل أين ؟؟ و كيف , ومن ؟؟ أنت حلم الصبايا رفيق الوحيدات في ليلهن الطويل حكايا العجائز للطالعين من الأرض بين السّنابل والعشب أنت عقرب ليل المواعيد حين تعلق أعمارها للزمن تغزل الشّعر أو تأكل الصبر، لا فرق أنت الترانيم في البدء علقت غصنا على شفة الليل و عبرت القصائد مندهشا من تفاهات جاراتك العاشقات تدثرت بالشعر أوقدت روحك بين المدن . الصباحات تدرك أنك بعض الندى و تُفاخر صمت المرافئ أنك منها تُغازل في شفتيك الأثير تقول لآخر نجم ينام تنحّى , ليعبرني طيف هذا الأمير كأنك في البدء و المنتهى رذاذ الربيع , و همس الخرير كأنك قبل القصائد كنت القصائد قبل الأناشيد كنت العصافير قبل التّوحّد في الرّمل والشّعر كنت البداية كنت الأخير كأنك سيّد تاج المقامات و سيّد وهم العبور