استفاد تلاميذ بلدية قدارة بوزقزة الجبلية ببومرداس من حافلتين للنقل المدرسي لدعم الحظيرة الفقيرة من حيث العتاد والإمكانيات، وهذا من أصل 60 حافلة خصصتها الولاية لفائدة 32 بلدية مع التركيز على مناطق الظل والتجمعات السكنية الريفية التي تعاني من أزمة النقل نتيجة التضاريس الصعبة وتدهور شبكة الطرقات، مع تخصيص مشاريع مستعجلة لتهيئة شبكة الطرقات المهترئة، صيانة المدارس وتوسيع شبكتي الغاز الطبيعي والصرف الصحي.. تحاول بلدية بوزقزة قدارة التاريخية التابعة إداريا لدائرة بودواو الاستفادة من مختلف العمليات التنموية التي خصصتها ولاية بومرداس عبر مختلف مصادر التمويل بالخصوص منها ميزانية الولاية وصندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية، في ظل ضعف الميزانية البلدية وشح الموارد المالية على الرغم من الإمكانيات والقدرات الاقتصادية الهامة التي تزخر بها المنطقة، أهمها الثروة الغابية ذات الطابع السياحي، إلى جانب سبعة محاجر كبرى أغلب رسومها تصب خارج خزينة البلدية ولا تستفيد من جبايتها لأن أغلب هذه الشركات تتواجد مقراتها الاجتماعية والإدارية بإقليم العاصمة. ورغم هذه الصعوبات الاقتصادية، إلا أن البلدية النائية تعمل على عقلنة طريقة استغلال الميزانية السنوية عن طريق تجسيد المشاريع التنموية المستعجلة التي يتطلع اليها المواطن بداية بتهيئة المدارس الابتدائية، وإنجاز مطاعم مدرسية لتقديم وجبات ساخنة وتوسيع شبكة التدفئة المركزية بعد تقدم مشاريع شبكة الغاز الطبيعي الذي ظلت محرومة منه لسنوات. وهي من أبرز الانشغالات التي رفعها السكان وأولياء التلاميذ لقرى زوقاغة، ذراع الحفى، انسة، بودغاغن وغيرها من التجمعات السكنية المتناثرة بجبال بوزقزة المجاهدة بسبب الطابع الجبلي للمنطقة وبرودة الطقس شتاء. وبهدف التكفل بانشغالات مواطني البلدية ومتابعة تجسيد المشاريع المبرمجة لفائدة الأحياء والقرى، شهدت بلدية بوزقزة عدة زيارات ميدانية من قبل رئيس الدائرة والأمين العام للولاية من أجل الوقوف على واقع مناطق الظل الكثيرة التي قدرها رئيس البلدية كمال اخزرون، في اتصال مع «الشعب»، بأزيد من 12 منطقة او بالأحرى اغلب القرى والتجمعات مصنفة في هذه الخانة بسبب نقص اشغال التهيئة والمرافق العمومية التي تتطلب تسجيل مشاريع تأخذ طابع الأولوية في حياة الأسر، منها شبكة الطرقات، الغاز الطبيعي، الصرف الصحي. وهي القطاعات التي استفادت مؤخرا من ميزانية خصصت لتهيئة عدد من المدارس الابتدائية وإنجاز مطعم وتجهيزه لفائدة تلاميذ مدرسة الشهيد بن حفاف، الى جانب تهيئة الطريق المؤدي إلى قرية «انسة» النائية، تهيئة عدد من الملاعب الجوارية منها ملعب قرية بن حشلاف الذي استفاد من مشروع للعشب الاصطناعي، في انتظار مشاريع أخرى لتحسين الإطار المعيشي للسكان، وفتح المسالك الجبلية لمساعدة الفلاحين في استغلال أراضيهم الزراعية وتوسيع نشاط تربية المواشي. يذكر أنّ بلدية بوزقزة قدارة قد حظيت بعناية خاصة في مجال توسيع النشاط السياحي، واستغلال القدرات الهامة التي تزخر بها في مجال السياحة الجبلية والغابية ومناظرها الخلابة التي تتمتع بها المنطقة للنهوض بها اقتصاديا، حيث استفادت من مشروع لإنجاز مسالك سياحية جبلية على شاكلة مشروع سد قدارة، منطقة الكحلة ببلدية الاربعطاش، وثلاث ببلدية عمال، لكن كأغلب مشاريع قطاع السياحة بولاية بومرداس لا تزال تعاني من غياب الإرادة والمتابعة، بل أكثر من هذا لا تزال هذه المنطقة تعاني من نزيف الاستغلال المتواصل للمحاجر، ومادة التيف التي أضرّت كثيرا بالبيئة والتوازن الايكولوجي.