[Image]لم يختلف أحد من المسافرين على أهمية «ترامواي الجزائر» في فك الخناق المروري منذ دخول الشطر الثاني حيز التشغيل يوم 15 جوان المنقضي والتي كانت ولازالت أحد أهم مظاهر العاصمة وينتظر أن يقضى عليها باعتباره إضافة جوهرية ونوعية بالنظر للخدمات التي يقدمها كونه وسيلة نقل عمومية نظيفة وإيكولوجية. هي شهادات حية سجلتها «الشعب» في جولة استطلاعية ناقلة آراء المواطنين وانتقاداتهم لهذا المرفق العمومي الذي أنهى كوابيس الانتظار بالمحطات، والاكتظاظ المروري طوال اليوم. ويؤكد من حدثناه منذ انطلاقنا من حي محمود ميموني في حدود التاسعة و42 دقيقة صباحا إلى غاية وصولنا إلى رويسو في حدود العاشرة و23 دقيقة ان شبكة الترامواي أضحت أحد أهم ركائز مخطط التنمية المندمجة لما أقامه من توازن بين مناطق مختلفة بالعاصمة وفك العزلة عن الأحياء الهامشية التي كانت تعاني الأمرين فيما يتعلق بوسائل النقل. وفي المقابل تباينت آراء المسافرين التي جاءت في شكل ملاحظات وانتقادات رصدناها أمس صبيحة السبت كان أهمها سعر التذكرة، حيث اشتكى عمي احمد من ذلك، معتبرا أن 50 دج ثمن مرتفع جدا بالنسبة للمتقاعدين وذوي الدخل الضعيف ناهيك عن الطلبة، وذلك بالنظر للمسافة التي يقطعها في ظرف 50 دقيقة. بينما رأى الآخرون سيما الإطارات ان السعر مناسب بالنظر للخدمات التي قدمها بطريقة حضرية وتكنولوجيا عالية في إشارة إلى المكيف الذي يتحكم في الحرارة داخل الترامواي حسب الفصول بعيدا عن الروائح الكريهة، ناهيك عن إمكانية الجلوس بدل الذهاب واقفا ماعدا في وقت الذروة ناهيك عن التحكم في وقت الالتحاق بالعمل. شراء التذاكر من الشبابيك نقطة سوداء إلى جانب ذلك اعتبر المواطنون، سيما العمال والطلبة أن شراء التذاكر من الشبابيك بدلا من الأعوان والتصديق عليها لدى علبة المصادقة أو لدى المراقبين تشكل نقطة سوداء تحد من الاستفادة من مزايا هذه الوسيلة الحديثة. وهو ما عبرت عنه الإطار زينب بقطاع البريد والمواصلات بالمحمدية، بالنظر للطوابير الطويلة التي تخلقها العملية خاصة إذا كان هناك عون واحد فقط يشرف عليها ناهيك عن تضييع الوقت مقترحين العودة إلى الطريقة السابقة في الدفع أي بعد الركوب مباشرة والدفع لدى القابض داخل الترامواي. الثقافة المرورية مشكل مستمر رغم التحسيس من جهة أخرى حدثنا القائمون على خط «ترامواي الجزائر» العاصمة عن بعض العراقيل التي يتعرضون لها أهمها مشكل الثقافة المرورية الذي لازال يطرح في كل مرة بالنظر لحالات التوقف المفاجئة بسبب السلوكات غير المسؤولة لسائقي المركبات الذين لا يحترمون ولا يولون أي أهمية لمبدأ الأولوية، بالإضافة إلى قلة وعي الراجلين وعدم اهتمامهم بنتيجة خطواتهم غير المدروسة رغم إشارات المرور من وامض احمر والتحذير وإشارة الأولوية. ومن ذلك حالة التوقف التي صادفت الترامواي في نقطة التقاطع بأمن الدائرة لباب الزوار في حدود التاسعة و47 دقيقة بسبب تعطل ناقلة صهريج المياه في وسط التقاطع ما استدعى تدخل الشرطة والأعوان لإبعادها حتى يتسنى للترام ان يواصل سيره بعد توقفه قرابة ثلاث دقائق. وكان قد سبق هذه الحالة بدقائق تخفيض للسرعة بسبب إقدام امرأة عجوز على قطع الخط دون ان تنتبه لمرور الترامواي لتتراجع في الأخير نتيجة لاستعمال المنبه الذي لولاه لكانت قد حدثت الكارثة بسبب سلوك بسيط لا ندرك عواقبه الوخيمة. مثل هذه العراقيل التي يتلقاها سائقو عربات الترامواي يمكن أن تتسبب في زيادة الوقت وتتجاوز ال 50 دقيقة المحددة إلى أكثر من ذلك لهذا يعتمد كثيرا على الأعوان المراقبين سيما على مستوى نقاط التقاطع لتقديم التوجيهات والتحكم في الحركة المرورية. وفي هذا السياق، أشار أحد المنظمين الذي رفض الإفصاح عن اسمه لعدم حصولنا على ترخيص رغم تجاوبه معنا ومنحنا بعض المعلومات ان الوعي المروري لا زال ناقصا لدى المواطنين رغم التجارب التي قمنا بها من خلال السير التجريبي الذي كان هدفه التحسيس والتوعية بالدرجة الأولى وليس فقط تعود السائقين على الشطر الثاني. وبالنسبة للتذاكر أوضح نفس المصدر أنها صالحة لرحلة واحدة بعد المصادقة عليها سواء من طرف المراقبين أو لدى علبة المصادقة الالكترونية، مشيرا إلى انه لحد الساعة نتعامل بمرونة إلى ان يتعود المسافرون على الطريقة الجديدة لبيع التذاكر على مستوى الشبابيك، وفي حال عدم شرائها هناك عقوبة. وحسب محدثنا يتم تحديد السعر عبر ثلاث مراحل من رويسو إلى المنظر الجميل «لافيجري» ب 20 دج، ومن هذه الأخيرة إلى 05 جويلية 20 دج، ومن رويسو إلى المحطة الأخيرة ببرج الكيفان هضبة موحوس 50 دج، مشيرا إلى إمكانية استفادة الزبون من تخفيضات محسوسة في حال الاشتراك الشهري.