أشرف وزير النقل بالنيابة عبد الماك سلال على الاطلاق الرسمي للشطر الثاني للجزائر العاصمة الذي يربط شارع المعدومين (وسط المدينة) بحي زرهوني مختار (الضاحية الشرقية) الذي سيتم تشغيله يوم الجمعة المقبل. و أكد سلال بهذه المناسبة أن "مشروع الترامواي من بين المشاريع الرئيسية في الاستراتيجية الشاملة الهادفة إلى عصرنة العاصمة". و يضم هذا الشطر الذي يمتد على طول 1ر9 كلم 14 محطة من بينها محطتين اثنتين متعددتي الأنماط (محطة تضم ميترو و ترامواي و قطار و مصعد هوائي و سيارات أجرة و حافلات) تقعان في حيي الخروبة و شارع المعدومين. و أوضح مسؤولو المشروع أنه من المقرر عبور عربة كل سبعة (7) دقائق مشيرين إلى أن تشغيل العربات سيتم من الساعة الخامسة صباحا (5سا00) إلى منتصف الليل. و بالنسبة للأسعار فهي تتراوح ما بين 20 دينار و 50 دينار بالنسبة للتذكرة الوحيدة و تختلف حسب كل منطقة. و تمتد المنطقة الأولى من محطة "المعدومين" إلى "لاغلاسيير" في حين تمتد الثانية من "جسر الحراش" إلى "الصنوبر البحري". أما المنطقة الثالثة فتخص الشطر الذي يربط تاماريس (حي الموز) بمحطة ميموني حمود (برج الكيفان). و قد تم تحديد سعر 20 دينار بالنسبة لرحلة في منطقة واحدة في حين أن تذكرة 40 دينار ستسمح باجراء رحلة على منطقتين متتاليتين. و حدد سعر 50 دينار بالنسبة للرحلة على مجمل خط الترامواي. يقدر سعر تذكرة 10 رحلات ب400 دينار و يسمح باجراء 10 رحلات على كافة خط الترامواي من خلال الاستفادة من تخفيض بنسبة 20 بالمئة. و من جهة أخرى سيتم اقتراح اشتراكات مشخصة بالنسبة للتنقلات المنتظمة على فترة أسبوع أو شهر. و يتعلق الأمر باشتراك أسبوعي (540 دينار) يسمح باجراء عدد غير محدود من الرحلات خلال سبعة أيام متتالية و اشتراك شهري (1820 دينار) يسمح باجراء عدد غير محدود من الرحلات خلال 30 يوما متتالية. أوكل الاستغلال التجاري و تسيير ترامواي الجزائر العاصمة لمؤسسة النقل الحضري و شبه الحضري للجزائر العاصمة في انتظار مباشرة شركة استغلال الترامواي نشاطها بعد بضعة أشهر حسب عمر حدبي الرئيس المدير العام لمؤسسة مترو الجزائر العاصمة التي تشرف على مشاريع الترامواي و الميترو و المصاعد الهوائية لحساب الدولة. و تجدر الإشارة إلى أن شركة استغلال الترامواي تملكها مؤسسة ميترو الجزائر العاصمة بنسبة 30 بالمئة و مؤسسة النقل الحضري و شبه الحضري بنسبة 21 بالمئة و الشريك الأجنبي "أر أ تي بي" (فرنسا) بنسبة 49 بالمئة. و قد تم توظيف حوالي 490 عامل جديد (سائقين و منظمين و مراقبين و مشرفين على الشبابيك) الذين كونتهم "أر أ تي بي" لضمان السير الحسن للترامواي. و قد سبق عملية التشغيل هاته عدة تجارب تقنية و "التشغيل التجريبي" (السير الدائم للعربات دون مسافرين) الذي أطلق في مارس الماضي. كما أطلقت مؤسسة مترو الجزائر و المؤسسة الوطنية للنقل الحضري و شبه الحضري حملة تحسيسية بغرض اشراك سكان الضواحي المعنية في المحافظة على الترامواي من أجل ضمان استغلال آمن. في هذا الصدد يتم منذ بضعة أيام بث ومضات اشهارية عبر التلفزيون و الإذاعة الوطنيتين قصد نصح المارة و سائقي السيارات ب "الابتعاد عن السكة الحديدية عند مرور الترامواي و عدم لمس والكوابل الكهربائية". و للتذكير بدأ تشغيل الشطر الأول من ترامواي العاصمة الرابط بين برج الكيفان بحي زرهوني مختار و الممتد على طول 2ر7 كلم في شهر ماي 2011. و أشار حدبي إلى أن "أزيد من 6 ملايين مسافر نقلوا في الترامواي على هذا الشطر الأول منذ بداية تشغيله موضحا بأن الترامواي يضمن نقل حوالي 20.000 مسافر يوميا حيث فاق بذلك توقعات مؤسسة مترو الجزائر. و بخصوص الشطر الثالث و الأخير للترامواي الرابط بين برج الكيفان و درقانة على طول 7 كلم أكد الرئيس المدير العام لمؤسسة مترو الجزائر أن الاشغال لا تزال متواصلة على أن تستكمل في ظرف سنة. و اجمالا فانه من شأن ترامواي العاصمة الذي سينقل 185.000 مسافر يوميا أن يضمن ربط 36 محطة على خط يمتد على 2ر23 كلم. و سيربط درقانة في الضاحية الشرقية للعاصمة بوسط المدينة. و بالتأكيد فان الترامواي الذي يعتبر وسيلة نقل جماعية حقيقية تضاف إلى مترو العاصمة الذي تم تشغيله منذ سبعة أشهر سيساهم في تسهيل التنقلات اليومية لسكان العاصمة. و حسب مسؤولي قطاع النقل الذين يراهنون كثيرا على هاتين الوسيلتين في الحد من مشاكل النقل التي تعرفها العاصمة حاليا فان توسعات هذا المشروع مقررة سيما من محطة المعدومين إلى بئر مراد رايس و هي موجودة "قيد الدراسة". و من المقرر أيضا أن يمتد ترامواي العاصمة من بئر مراد رايس إلى درارية حيث سيتقاطع مع المترو.