لعلّ الكثير يستغرب افتقار ولاية كبيرة مثل سطيف بما فيها عاصمتها، إلى تواجد مسابح يلجأ إليها الناس صيفا تعويضا ن غياب البحر باعتبارها ليست ولاية ساحلية، حيث باستثناء مسبح المركب الرياضي 8 ماي 45 بمدينة سطيف والمسبح الأولمبي التابع للمدرسة الوطنية للرياضات الأولمبية، والمكون من حوضين والذي لم يدخل الخدمة بعد، ومسبح في مركب شوف لكداد الذي يفتح صيفا فقط، فإن المدينة تفتقر فعلا لمسابح بعد غلق مسبحين بحديقة التسلية منذ سنوات، وأمام هذه الوضعية لا يجد المراهقون وبعض الشباب ملجأ إلا البرك والوديان وحتى السدود للاستحمام فيها عند الضرورة مع ما يشكله هذا التصرف العفوي، وما ينطوي عليه من خطورة على حياتهم سواء بسبب الغرق أو احتمال الإصابة بأمراض خطيرة بسبب عدم نظافة المياه. ولغرض معرفة عدد ضحايا هذا التصرف اتصلنا بالحماية المدنية، حيث أفادنا الملازم الأول المكلف بالاعلام أحمد لعمامرة بالأرقام المسجلة في السنوات الأربع الأخيرة، في هذا الإطار سجلت مصالح الحماية المدنية منذ بداية السنة الجارية إلى يومنا هذا 8 تدخلات تتعلق بأشخاص غرقوا في مصادر مائية ليست للاستحمام باعتبار أن الموسم الصيفي لم يحل بعد تم فيها انقاذ شخص واحد، بينما سجلت وفيات خمسة في آبار وشخص واحد في واد وآخر في حوض تجميع للمياه القذرة. ومن بين العدد المسجل طفلان 3 و7 سنوات وامرأتان والباقي رجال، ام السنة المنصرمة كاملة فقد سجلت مجموع 10 تدخلات أسفرت عن إنقاذ شخص واحد ووفاة 10 اشخاص سواء في البرك المائية أو الآبار، بينما سجلت سنة 2010، ما مجموعه 14 تدخلا للحماية المدنية، حيث تم إنقاذ 4 أشخاص، في حين لقي 10 آخرون حتفهم. وبالرجوع إلى السنة التي سبقتها، فقد تم تسجيل 11 تدخلا، تم فيها إحصاء 12 قتيلا في البرك المائية والآبار، وحسب المصدر نفسه، فإن أغلبية الحالات تخص السقوط في آبار أو أحيانا سقوط اطفال في البرك المائية عن قصد أو غير قصد، لكن هذا لا يعني بتاتا عدم لجوء الشباب والمراهقين لمختلف البحيرات والأحواض وحتى سد عين زادة للاستحمام غير أنه لم تسجل حوادث خطيرة، وفي هذا الإطار نذكر أن بحيرة حديقة التسلية بالمدينة لا تسلم صيفا من تسرب الأطفال داخلها للاستحمام للحظات والفرار بعد تدخل أعوان الحديقة، مع العلم أن مياهها ليست نظيفة ويحتمل أن تتسبب لهم في أمراض على المدى الطويل. وهنا يتعين دق ناقوس الخطر لتجهيز كل البلديات بالمسابح لوقف الظاهرة وحتى لا تتحول هذه المواقع إلى مقابر لأطفالنا وشبابنا، أو على الأقل تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة، لكن هذا لا يحجب مسؤولية الأولياء في تتبع ابنائهم ومنعهم من الاستحمام في أي بركة مائية أو حوض مجهول مصدر مياهه وغير محروس.