طمأن غالبية أطباء الأمراض الصدرية بولاية باتنة، خاصة العاملين ببعض المؤسسات الاستشفائية التي باشرت حملة التحسيس بضرورة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، المواطنين بأنه لا توجد أي مخاوف من التلقيح تزامنا وفيروس كورونا، بل بالعكس تماما، بحسب ما أفادت به مديرية الصحة، مؤكدة أن اللقاح سيساعد حتما على تجنب الإصابة بالفيروس التاجي. لمعرفة المزيد عن هذه المخاوف، إنتقلنا لبعض الفضاءات العمومية القريبة من الصيدليات الخاصة، حيث التقينا ببعض المواطنين الذي اختلفت آراؤهم بخصوص التلقيح ضد الأنفلونزا من عدمه، حيث أشارت إحدى السيدات التي رافقت والدتها لإجراء فحص الكشف عن فيروس كورونا، إلى أن التلقيح ضد الأنفلونزا عادة صحية لدى عائلتها، إلا أن هذه السنة والتزامن مع الجائحة فهي تخشى كثيرا من أخذ التلقيح، خاصة بالنسبة لوالدتها التي تجاوزت العقد 9 من العمر. وسجلنا أيضا خلال جولتنا، الإرتفاع الكبير لسعر اللقاح مقارنة بالموسم الماضي، الذي لم يكن يتجاوز فيها سعر قارورة صغيرة لجرعات التلقيح المضاد للأنفلونزا الموسمية 650 دج، في مقابل بيعه هذه السنة ب1400 دج، الأمر الذي صدم المواطنين وتسبب في عزوفهم عن اقتنائه، ما يشكل، بحسب بعضهم، عائقا حقيقيا أمام تحقيق اهداف حملة التلقيح. كما ان اللافت، بحسب بعض الصيادلة، أن اللقاح لا يظهر على القائمة الإسمية للمنتجات المعوضة من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وبالتالي لا يمكن تعويضه. في حين أشار صيادلة آخرون إلى إمكانية استدراك وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات هذا الأمر من خلال السماح بتعويضه بالتنسيق مع وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، استثنائيا بسبب جائحة كورونا كوفيد. كما أشار مواطن آخر التقيناه بممرات الشهيد بن بولعيد بوسط مدينة باتنة، إلى مخاوفه من القيام بالتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية هذا العام بسبب احتمال فقدانه المناعة وبالتالي تعرضه في اول نكسة صحية للإصابة بفيروس كورونا. غير ان العكس تماما يحدث في رأي مواطن يعمل في قطاع الصحة، والذي اكد أن الوقاية من فيروس الأنفلونزا الموسمية مطلوبة كثيرا هذا العام عكس السنوات الماضية، بسبب تضاعف الخطر على صحة الإنسان وجهازه المناعي بسبب خطر كوفيد، اللذين لهما تقريبا أعراض مرضية متشابهة. غير ان الثابت، بحسب المختصين، الفوائد الكبيرة للقاح الأنفلونزا الموجود، بدل تعليق الآمال على لقاح كورونا غير الموجود حاليا، وتعريض الصحة العامة للخطر. فلقاح الأنفلونزا يخفف، بحسب الأطباء بمستشفى السوناتوريوم، من احتمال الإصابة بنزلة برد قد تتحول مع الأجواء العامة التي تعيشها ولاية باتنة إلى فيروس كورونا، في ظل عدم احترام إجراءات الوقاية، من تباعد اجتماعي وارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي وغيرها من الإجراءات الاحترازية التي تسبب إهمالها في عدوى الوباء بقوة في باتنة.