مع تولي جنوب إفريقيا، الحليف القوي للبوليساريو، رئاسة مجلس الأمن الدولي،أمس، من المؤكد أن تنهي الصمت الحاصل تجاه التوتر المتواصل، في ظل تصاعد دعوات للتحرك العاجل لتسوية الأزمة. في مقابل ذلك، ردت الحكومة الصحراوية، بشدة، على تصريحات رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، «المتناقضة» حول حقيقة الوضع بالكركرات ومحاولاته التقليل من خطورة ما أقدم عليه المغرب ونسفه لاتفاق وقف إطلاق النار بعدوانه على المدنيين الصحراويين في 13 نوفمبر الماضي. تعول البوليساريو كثيرا على جنوب إفريقيا الحليف القوي في مجلس الأمن الدولي، الذي التزم الصمت إزاء العدوان المغربي الجديد على الأراضي الصحراوية المحررة. وقال ممثل جبهة البوليساريو في الأممالمتحدة سيدي عمار في تغريدة على توتير، إنه حان الوقت للقيام بفعل شيء في هذا الصدد، مؤكدا ان سبب العدوان المغربي هو المشكل المتجذر الذي يعاني منه النظام في عالمه الافتراضي وحلمه الفاشل بالسيادة على الأراضي الصحراوية. وصف الناطق الرسمي باسم الحكومة الصحراوية، وزير الاعلام حمادة سلمى الداف، «المغالطات» التي أدلى بها رئيس الحكومة المغربية «بالهذيان والتناقض»، مبرزا أن «الخطاب المغربي الرسمي يمر بحالة ارتباك وتباين». ومع الحرب الإعلامية التي يشنها الاعلام المغربي منذ خرق المغرب وقف اطلاق النار، قال المسؤول الصحراوي إن ما أدلى به رئيس حكومة المغرب ونشرته بعض الصحف يؤكد أن «المحتل المغربي لم يقدر فعلته العدوانية في منطقة الكركرات حق قدرها، كونها شكلت خرقا صريحا لوقف إطلاق النار وكانت السبب المباشر في إشعال فتيل الحرب، التي لم تضع أوزارها إلا بعد 16 سنة من القتال المرير و6 سنوات من المفاوضات، كان المغرب خلالها يلهث وراء وقف لإطلاق النار، لم يمنح له إلا بعد توقيعه على شرطه المتمثل في تنظيم استفتاء تقرير المصير». وشدد الناطق باسم الحكومة الصحراوية، على أن «هذيان رئيس حكومة الاحتلال تأكيد للعالم من جديد بأن المغرب متناقض في أفعاله وأقواله... فهو عدواني توسعي ومسالم في نفس الوقت، وهو الظالم والضحية في آن واحد». وتابع قائلا: «كيف يعقل أن يتجرأ المغرب ويضع ما قام به في 13 نوفمبر وعمله العسكري وخرقه لوقف إطلاق النار في خانة العمل اللاّعدائي». ومع استمرار التوتر بين الجيش الصحراوي والجيش المغربي على طول الجدار العازل في يومه 20، واصل مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي، هجوماتهم المركزة ضد تخندقات قوات الاحتلال المغربي على طول جدار العار، بحسب ما أفاد به بيان وزارة الدفاع الصحراوية. وأكد البيان «أن قوات العدو المغربي تعرضت للقصف المكثف؛ حيث شهد، أمس، هجمات لأبطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي الأماجد، استهدفوا من خلالها قواعد جنود الاحتلال خلف جدار العار المغربي». في مقابل ذلك، أعربت المجموعة البرلمانية السويسرية- الصحراوية عن قلقها العميق إزاء حالة الحرب التي تشهدها المنطقة بعد الإعتداءات المغربية الخطيرة في الكركرات ضد المدنيين الصحراويين والهجوم العسكري الذي تسبب في انهيار إتفاق وقف إطلاق النار، والذي رد عليه الجيش الصحراوي في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس. بدوره أدان إتحاد الشبيبة الشيوعية البرتغالية، إستمرار إحتلال المغرب لأجزاء من تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، محملا إياه مسؤولية التصعيد الحاصل بسبب خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة الكركرات. وأدان بيان إتحاد الشبيبة الشيوعية البرتغالية، خلال وقفة تضامنية مع الشعب الصحراوي نظمها، تدخل قوات الإحتلال المغربية بشكل همجي في حق متظاهرين سلميين صحراويين بمنطقة الكركرات جنوب الجمهورية الصحراوية، مؤديا بذلك إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع طرفي النزاع -جبهة البوليساريو والمملكة المغربية- سنة 1991 بإشرف من الأممالمتحدة.