دعا الأمين العام للنقابة الوطنية لبيولوجي الصحة العمومية، يوسف بوجلاّل، إلى إنشاء نظام وطني لمراقبة استعمال المضادات الحيوية، واعتبرها خطوة ضرورية للتحكم في الارتفاع المخيف لمقاومة البكتيريا لها، وهو المعمول به عالميا في ظل الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية، خاصة بعد انتشار الجائحة العالمية «كوفيد-19». لاحظ المختصّون منذ بداية الأزمة الصحية الاستثنائية التي تعيشها الجزائر على غرار باقي دول العالم، تنامي ظاهرة الاستعمال المفرط والعشوائي للمضادات الحيوية، فرغم التحذيرات التي أطلقتها الدراسات الطبية والمخبرية على المستوى العالمي، بقي الإقبال على هذا النوع من الدواء أسهل طريقة يتبعها المواطن لتفادي أعراض كورونا، في الوقت الذي يدعو فيه الأطباء إلى ضرورة استشارة الطبيب للتأكد من الإصابة بعدوى الفيروس التاجي أم لا، يصر المصابون بنزلات البرد والرشح على التطبيب الذاتي. وتمثل مقاومة المضادات الحيوية مشكلة صحية حقيقية عالمية يعمل العديد من العلماء والباحثين على دراستها ومحاولة إيجاد حل لها،فاستعمالها العشوائي دون وصفة طبية ودون تحاليل بيولوجية، يمكن أن يؤدي إلى تطوير مقاومة البكتيريا لبعض المضادات الحيوية وبالتالي تصبح غير فعالة في علاج من يتناولها في المستقبل. وأعطى المختصون نصائح لتفادي هذا الاستعمال العشوائي، فيجب زيارة الطبيب في حالة إحساس الشخص بالمرض، لا يتسرّع في استعمال المضادات الحيوية إن كان يعاني أعراض الإصابة بفيروس كورونا لوجود إمكانية إعطائها نتائج تحاليل خاطئة، لذلك على المريض التوجه إلى اقرب مركز لفحص كورونا للاستشارة الطبية. ويجب الابتعاد عن التطبيب الذاتي وتفادي استهلاك المضادات الحيوية دون وصفة طبية لمجرد أنها نفعته من قبل أو تم وصفها له أو لأحد أقربائه من قبل، كما يجب الانتباه إلى أن العديد من الحالات يمكن أن تتشابه في الأعراض فيما تختلف الأمراض المسببة لها، لهذا حتى وإن اشتبه الشخص في إصابته بمرض معين لا يتناول المضادات الحيوية دون استشارة طبية، ودون التحاليل التي تثبت أو تنفي إصابته. ويذكر أن النقابة المستقلة لبيولوجي الصحة العمومية أطلقت حملة تحسيسية وطنية يوم الأربعاء الماضي دامت ثلاثة أيام، حول مخاطر الاستعمال المفرط والعشوائي للمضادات الحيوية وتوعية المواطن حول تأثيرها السلبي على الجسم، خاصة فيما يتعلق بتطويرها مقاومة كبيرة ومتعددة للمضادات الحيوية من طرف العديد من البكتيريا، ما يضعف من تأثير هذا النوع من الأدوية، وينتج عنه انخفاض أو انعدام فعالية هذه المضادات في الأعوام المقبلة. واعتبرت دراسات علمية مؤخرا أنّ مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية السبب الأول للوفيات بحلول 2050، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية صارمة، حيث ما تزال المضادات الحيوية هي الأكثر مبيعا، فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية من زيادة الوفيات جراء استخدام المضادات الحيوية لمكافحة جائحة كوفيد-19 بسبب تعزيزها مقاومة البكتيريا، ما يجعلها تؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من الوفيات أثناء الأزمة وما بعدها.