منع الفنادق والوكالات من النشاط السياحي «مجرد إشاعة» استقبلت ولاية بشار، منذ أيام. أفواجا من السياح الذين توافدوا إليها قادمين من مختلف ولايات الوطن، وذلك من أجل زيارة مناطقها السياحية «تاغيت» و» أقلي» و»القنادسة» و» بني عباس» التي تزخر بمناظرها وواحاتها الخلابة ورمالها الذهبية وقصورها العتيقة. لأن المناطق الصحراوية دافئة في فصل الشتاء، فهي بذلك تعتبر القبلة المفضلة للسياح على طول الفترة الممتدة بين شهر أكتوبر وشهر أفريل. «أهلا بالسياح»، هكذا ردّ مدير السياحة والصناعات التقليدية لولاية بشار على سؤال «الشعب» المتعلق بما تم تداوله حول إلغاء النشاط السياحي، مؤكدا أن ولاية بشار تتمتع بالعديد من المؤهلات السياحية التي تجعلها تستقطب السياح من داخل الوطن ومن خارجه. وتعتبر «تاغيت» الوجهة المفضلة بالنسبة للعديد من السياح لما تمتاز به من مناظر طبيعية تتمثل في الكثبان الرملية والجبال والأودية الجافة والواحات الطبيعية والنقوش والآثار والقصور التي تظل آثارها شاهدة على الحضارات القديمة التي شهدتها المنطقة والزوايا والصناعات التقليدية. وتشتهر بشار باحتفالات المولد النبوي الشريف التي تقام «ببني عباس»، واحتفالات رأس السنة الميلادية التي تقام «بتاغيت»، كما تشتهر الولاية أيضا بالسياحة العلاجية والتي تتمثل في الردم بالرمال للتداوي من الأمراض، إلى جانب مجموعة من الفنادق الجميلة والتي تقدم خدمات راقية لزوارها. وأضاف قائلا: «إن ولاية بشار بدأت في استقبال السيّاح، خلال هذه السنة 2020 إلى غاية شهر نوفمبر، وبلغ عدد السياح 2900 سائح جزائري و398 أجنبي بالرغم من جائحة كورونا التي ضربت خلال الموجة الأولى. بشار خالية من كورونا وتابع نفس المسؤول كلامه «ما شجع انتعاش السياحة الصحراوية مع نهاية هذه السنة، عاملان أساسيان: العامل الأول يتعلق بإعادة فتح الخطوط الداخلية للرحلات الجوّية، أما العامل الثاني فهو خلو بشار من فيروس كورونا، وأيضا ليست ضمن الولايات المعنية بالحجر. 4118 سائح جزائري ببشار في 2019 أشار إلى أن عدد السياح بلغ 4118 سائح جزائري، عام 2019، إلى جانب 112 أجنبي، نزلوا في فندقي «الساورة» و» البرج» بتاغيت، وهناك من السائحين من يفضلون الإقامة في سكنات تقليدية يقومون بتأجيرها من أصحابها، ناهيك عن أعداد السياح الأخرى التي تقيم في بيوت الشباب ومنازل خاصة وعددهم ضعف العدد المصرّح به. وتابع حديثه كل الاحتياطات الأمنية تم اتخاذها، مع تكثيف بعثات التفتيش للمؤسسات الفندقية للحرص على مطابقتها من أجل السلامة والنظافة لتوفير جو ملائم للسياح. وفي ذات السياق، أكدت مصادر مسؤولة ل «الشعب» أنه لم يتم تسجيل حالة واحدة على مستوى ولاية بشار، وأن جميع المؤسسات الصحّية قد تم تدعيمها بأطقم طبية، وتوفير المستلزمات الصحية، على مستوى المؤسسات والمراكز الصحية وقاعات متعددة الخدمات. لا ولم تمنع زيارة «تاغيت» وإلى ذلك تم تجنيد وحدات الحماية المدنية، وتكثيف الحواجز الأمنية، وتخصيص فرق طبية مكلفة بالكشف الصحي على مستوى مدخل ولاية بشار وبالتحديد في « بني ونيف» وأخرى على مستوى مدخل «تاغيت». وفيما يتعلق بتعليمة اللّجنة الأمنية التي صدرت بخصوص الاحتفالات يقول نفس المصدر إنها تندرج في إطار الإجراءات الوقائية والاحترازية تخوفا من تفشي وباء كورونا، وأنها تمنع مظاهر الاحتفال على مستوى «تاغيت» ولم ولا تمنع من يزورها، بدليل أن هناك سواح حجزوا في فنادق «تاغيت»، منذ شهر نوفمبر. 500 مليون سنتيم خسائر وكالة واحدة قال أصحاب بعض الوكالات السياحية ل «الشعب»، إن جائحة كورونا أثرت سلبا على نشاط وكالاتهم وكبدتهم خسائر مالية كبيرة، وأفاد مسير وكالة «مونوساورة» بتاغيت أنه تفاجأ بإلغاء 49 وكالة سياحية من ضمن 50 وكالة يعمل معها لرحلاتها خوفا من أي مشاكل قد تصادفها، ولم تبق إلا وكالة واحدة من الشمال، والنتيجة أنه تحمل تكاليف حجز غرف التي قال إن بعضها ما تزال فارغة. وكشف في السياق، عن توافد السياح إلى تاغيت قبل الموعد المحدد لهم خوفا من أي إجراءات تتعلق بغلق الطريق، الأمر الذي جعله أيضا يتحمل تكاليف الايام التي يقضيها السياح في الفنادق، ويتنازل عن المطالبة بها. وقدّر محدثنا خسائر وكالته ب 500 مليون سنتيم، هذا ناهيك عن الحجوزات التي كانت موّجهة إلى تونس وتركيا وتم إلغاؤها. وحرص صاحب وكالة «مونوساورة» على الالتزام بالبرتوكول الصحي، مفندا كل الإشاعات المتداولة حول منع الدولة الفنادق والوكالات من النشاط السياحي. وأشار إلى أنه يتحدث معنا وهو متواجد وسط وفد سياحي قادم من شمال الجزائر، مؤكدا أن الأمور تسير بشكل طبيعي، بالمقابل لفت إلى أن السلطات المحلية منعت هذا الموسم الاحتفالات والتجمعات وبيع الأكل في المنازل وبعض النشاطات الرياضية كالسباق بالدراجات النارية وركوب الجمال والاكتفاء بالاستمتاع بالمناظر الطبيعية. وأضاف المتحدث فكرنا في تعويض العجز الذي سببه تعليق الرحلات الجوية بتنشيط السياحة الداخلية في الصحراء، لكن لم نفلح في ذلك فقد تراجع عدد السياح بشكل غير متوقع وغير مسبوق حيث بلغت نسبته 50 في المائة خلال هذا الموسم مقارنة بالسنة الماضية. وفي معرض حديثه طرح صاحب الوكالة مشكلة تتعلق تفتيش النساء في الحواجز الأمنية، وقال هناك الكثير من النساء يخجلن من تفتيش حقائبهن من طرف رجال من الشرطة، كون الحقائب تحتوي على أغراض خاصة بهن، وقد تحدثوا معي في هذا الشأن وكنت أتمنى لوتم تجنيد شرطيات لهذا الغرض. انتعاش السياحة الداخلية الوكالة السياحية «جات ترافل للخدمات» قال صاحبها بعد سماعنا للقرار المتعلق بغلق الفنادق «بتاغيت» قدمنا نحن الوكالات السياحية شكوى إلى وزارة السياحة واستجابت هذه الأخيرة وقامت بإلغاء القرار. أما فيما يتعلق بأعداد السائحين مقارنة بالسنة الماضية، فقد شهدت السياحة الداخلية ارتفاعا في أعداد الجزائريين بسبب غلق الرحلات الجوّية، والسيّاح الذين كانت وجهتهم تونس وتركيا مثلا أصبحوا يتوّجهون إلى السياحة الداخلية الصحراوية. لكن بالرغم من هذا الارتفاع فقد تضاعفت مصاريف الوكالة بسبب عدد الرحلات لأنه تسبب في تقليص عدد السياح الذين يستقلون الحافلة الى 25 سائحا عوض 49 ولم نقم برفع الأسعار التي بقيت كما هي، بالإضافة إلى الخسائر التي لحقت بالوكالة جراء إلغاء حجوزاتها بالخطوط الجوّية الدولية والفنادق بالخارج، وفي كل الأحوال هناك فرصة للسائح الجزائري أن يتعرف على بلاده، إلا أن أسعار فنادق الجزائر ما تزال مرتفعة مقارنة بفندق الدول المجاورة. تخفيض أسعار الغرف في الفنادق قال أحد عمال المركب السياحي «الجزيرة» يزيد تزكرات في حديثه مع «الشعب» أن أفواج من السائحين وصلت منذ أيام الى بشار، متجهين الى منطقة تاغيت، وأن الموسم السياحي انطلق منذ مدة، قبل صدور أي تعليمات تتعلق بتوقيف الحجوزات. وأضاف بالرغم من ذلك، إلا أن أعدد السائحين قليل جدا مقارنة بالسنوات الماضية، ما أدى بنا إلى التخفيض في الأسعار، حيث أن سعر الغرفة لشخص واحد مثلا تم تخفيضه من 4300 دج إلى 3900 دج، وهو نفس الكلام الذي قاله أحد عمال فندق «واكدة». وقال تزكرات، إن هذا الوضع الاستثنائي، انعكس على أجور العمال الذين أصبحوا يتلقون الأجر القاعدي فقط، لافتا الى المركب السياحي «الجزيرة» استقبل مجموعة من السيّاح، خلال هذه الأيام. وعلى إثر هذا الوضع الوبائي، تم اتخاذ عدة اجراءات، من بينها، توقيف الحفلات التي كانت تقام بمناسبة رأس السنة في السنوات الماضية، وعدم تحضير وجبات الاطعام، إلا بعدما يتم طلبها من طرف الزبائن، وتتمثل خدماتنا في توفير ظروف مريحة للزبائن وتنظيف غرفهم بشكل جيد، بالاضافة الى الاجراءات الاحترازية من تعقيم وقياس درجة الحرارة وارتداء الكمامات. أعداد السائحين انخفضت لكن السياحة مستمرة من جهتها نقلت» الشعب» آراء بعض السياح الذين توافدوا إلى تاغيت، الذين أعربوا عن سعادتهم بعودة السياحة وفتح الرحلات الداخلية، حيث قال أحدهم إنه سوف يقضي، ليلة رأس السنة الميلادية في الاستمتاع بالرمال الذهبية والأكلات التقليدية رغم منعه من ركوب الجمال والدراجات النارية. فيما يشكو 0خر من صعوبة الحجز في الفندق مباشرة دون اتصاله بالوكالات السياحية، حيث قال: «من الصعب أن تجد مكانا في هذا الوقت الذي تتوافد فيه أعداد كبيرة من السياح الى « تاغيت» إذا لم تحجز عن طريق الوكالات السياحية، مما يجعلك مضطرا الى كراء منزل تقليدي وقد يكلفك أكثر من سعر كراء غرفة أحد فنادق تاغيت.