تحل السنة الجديدة 2021 على الجزائريين في ظروف استثنائية حالت دون احتفال الكثير منهم بالمناسبة في الوجهات السياحية التي اعتادوا عليها، نظرا لتعليق الرحلات خارج الوطن والتضييق على تنقلات الجزائريين وفق ساعات محددة ومنع التجمعات في مواقع عديدة على غرار المطاعم والفنادق وما شابه ذلك، ورغم ذلك لاقت بعض البرامج السياحية الداخلية إقبالا من قبل أشخاص وعائلات تفضل استقبال العام الجديدة بالفرحة والسرور كفأل خير للتخلص من المعاناة التي عاشوها على مدار عام كامل بسبب وباء كورونا. وتعتبر احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة فرصة ذهبية للوكالات السياحية لإنعاش نشاطها الذي تضرر كلية بسبب الوباء، غير هاجس القرارات الرسمية بمنع الاحتفالات وإلغاء الرحلات يلاحقها ويجعلها تغامر ببرامجها التي أطلقتها وتخوفها من عدم الالتزام بما تتعهد به أمام زبائنها. وفي هذا السياق، أوضح مولود يوبي صاحب وكالة سياحية "يوبي" والمكلف بالإعلام على مستوى الفيدرالية الوطنية لوكالات السياحة والأسفار أنّ الإقبال على السياحة الداخلية محتشم جدا ولم يستطع منع الرحلات الخارجية تعويضه، وبرر المتحدث الأمر بتخوفات المواطنين من الإجراءات التي قد تتخذ بشان منع الاحتفالات وبالتالي الحيلولة دون الاستمتاع بالبرامج السياحي رغم البروتوكول الصحي الموصى بع والمطبق من قبل الوكالات. وحسب ما اطلعت على الشروق فإن لجنة الأمن لولاية بشار قررت بناء على اجتماع لها انعقد يوم 22/12/2020 تعليق كافة الحجوزات على مستوى الفنادق وتعليق الرحلات المنظمة وهذا بمناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية 2021 التي تقام كل سنة على مستوى إقليم ولاية بشار خلال الفترة 28/12/2020 إلى غاية 02/01/2021 . وقد استقبلت الوكالات هذا الخبر بصدمة كبيرة خاصة أن تاغيت بولاية بشار تعد الوجهة السياحية الأولى من ناحية العرض والطلب هذا العام، وهو ما اخلط حسابات كثير من السياح والوكالات، التي تخشى امتداد الإجراء إلى ولايات أخرى. وتحدث يوبي عن سوق سياحية موازية تنافس السوق النظامية وتستحوذ على زبائنها دون رقابة أو متابعة على غرار بعض الصفحات الفايسبوكية والجمعيات السياحية، رغم أن القانون واضح في هذا المجال ويخول للوكالات السياحية فقط تنظيم رحلات سياحية وبرامج سياحية. ويؤكد ممثل الفيدرالية الوطنية للوكالات السياحية تراجع الأسعار هذا الموسم مقارن مع سابقيه مراعاة للحالة الاقتصادية العامة للمواطنين الذين تعتبر السياحة أمرا كماليا لهم، حيث تراجعت التكاليف الإجمالية بنسبة 25 بالمائة وفق تقديرات محدثنا، إذ تبلغ تكلفة برنامج سياحي من 4 ليالي و5 أيام حوالي 30 ألف دج يضمن فيه النقل برا مع الإيواء والإطعام الكامل. وأوضح يوبي أن أكثر الوجهات السياحية المطلوبة والمعروضة هي تاغيت بولاية بشار تليها تيميمون وجانت وتمنراست والمنيعة بغرداية. وبدوره أكد مناصرة علي صاحب وكالة سياحية "موسيو فواياج" أو" monsieur voyage" نفس الوجهات السالف ذكرها، مركزا على تراجع الإقبال وقلة الطلب، والأسعار المقبولة جدا برأيه مراعاة للقدرة الشرائية للمواطنين سواء كانت التنقلات برية أو جوية. وأوضح مناصرة بأنّ الوكالات السياحية التي تضررت كثيرا من وباء كورونا وتراجعت مداخيلها تلتزم التزاما كبيرا بتطبيق البروتوكول الصحي، في مقدمته تخفيض طاقة حافلات نقل السائحين إلى 50 بالمائة والتباعد أثناء تنقلات السواح في مختلف الأماكن التي يقصدونها ناهيك عن ارتداء الكمامات والتعقيم المستمر للأيدي، حيث تبقى الحيطة والحذر براية عنصران أساسيان لقضاء المناسبة على خير ودون ارتفاع لحصيلة الإصابات بكورونا.