برز عدد من المهاجمين في بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم منذ بداية الموسم الكروي (2020 - 2021)، بتسجيلهم أهدافا سمحت لفرقهم من اعتلاء سلم الترتيب مبكرا، يتقدمهم هدّاف البطولة بخمسة أهداف المخضرم قدور بلجيلالي لاعب جمعية الشلف، ومهاجم مولودية الجزائر سامي فريوي الذي تألّق محليا وقاريا، بالإضافة إلى محرك شباب بلوزداد أمير سعيود الذي أضحى أفضل ممرر وهداف في فريقه. تألّق كان منتظرا بالنظر إلى خبرتهم الواسعة بالميدان، عكس الجوهرة الصاعدة لنادي وفاق سطيف محمد الأمين عمورة الذي خطف كل الأضواء مع بداية الموسم، وأسال الكثير من الحبر بتسجيله أهدافا حاسمة أنقضت النسر من مصيدة التعثر داخل وخارج الديار. أضحى الشاب عمورة صاحب العشرين ربيعا أفضل هداف في وفاق سطيف ووصيف هدّافي المحترف الأول، رغم صغر سنه وقلة خبرته، توهّج جعل منه حديث الشارع الرياضي الجزائري الذي أثنى كثيرا على موهبته، بعدما تمكّن من تسجيل أربعة أهداف جلبت للوفاق 9 نقاط كاملة. ابن مدينة الطاهير بجيجل أهدى الفوز لأبناء عين الفوارة في أول جولة من الموسم ضد اتحاد العاصمة بملعب عمر حمادي ببولوغين، حين قلب دخوله المباراة رأسا على عقب في (د 85)، أين تمكّن من افتتاح باب التهديف دقيقة بعد ذلك بطريقة فنية رائعة من أول كرة لمسها من خارج منطقة العمليات، مسجّلا أحد أجمل أهداف البطولة منذ انطلاق الموسم، ليضاعف خمس دقائق بعد ذلك النتيجة بعد استرجاعه الكرة في وسط الميدان، وتحويلها في الجهة المقابلة نحو زميله هواري فرحاني الذي مرّر له كرة عرضية تابعها جيدا، وأسكنها في الزاوية البعيدة للوافد الجديد على حراسة مرمى الاتحاد أليكسيس قندوز. بديل المدرب التونسي نبيل الكوكي صام بعدها عن التهديف لثلاث جولات كاملة ضد كل من سريع غليزان وإتحاد بلعباس ونجم مقرة، ليعود لممارسة هوايته المفضلة ضد نادي بارادو، الذي كان يتجه للعودة إلى العاصمة بنقطة التعادل، قبل أن يدخل عمورة أطوار المباراة في الربع ساعة الأخير ويهدي أبناء عين الفوارة ثلاث نقاط ثمينة. مدلّل الكوكي ووصفته لتحقيق الانتصارات في الأيام الحالكات ضربت مرة أخرى، لما غابت الحلول الهجومية ضد نصر حسين داي، أين تمكّن من إهداء فوز آخر للوفاق بملعب 20 أوت بالعناصر، معقّدا وضعية فريق الدم والذهب، هدف أعاد به عمورة «الكحلة وبيضاء» للتربع على عرش البطولة من جديد. خمس أهداف في 130 دقيقة انتظر الجميع تألّق خرّيجي المدرسة السطايفية الذين تمت ترقيتهم هذا الموسم أو في المواسم السابقة في صورة المهاجمين إسماعيل سعدي صاحب ال 23 ربيعا والخير أنس بلعيد صاحب ال 21 عاما، أو الجناحين السريعين عبد الرحيم دغموم وأحمد قندوسي وكذا متوسط الميدان الهجومي يوسف دالي، لكن أصغرهم هو من برز وخطف منهم الأضواء. ويسير على خطى ابن مدينة ميلة إسحاق طلال بوصوف، الذي خطف عقدا احترافيا مع قطب تكوين مجمع سيتي فوتبول المالك لعشر نوادي أوروبية، بينها نادي لوميل البلجيكي الذي يحمل ألوانه هذا الموسم، وذلك بعد خوضه 9 مباريات فقط مع الأكابر في المحترف الأول ومواجهتين في منافسة كأس الجمهورية. في ذات السياق، بوصوف تألّق مع الوفاق على الجهة اليمنى بعدما وضع فيه الكوكي ثقة كبيرة، وساعده على البروز هو الذي كان يلعب أساسيا، عكس عمورة الذي انقض على فرصته الموسم المنصرم في السبع دقائق الأخيرة من عمر لقاء الداربي ضد أهلي البرج حين سجل الهدف الثالث للوفاق، وأكّد علو كعبه هذا الموسم بمواصلة دك شباك الخصوم، رافعا رصيده إلى خمس أهداف في سبع مباريات كان نصيبه منها 130 دقيقة بالمحترف الأول. موهبة تطرق أبواب المنتخب المحلي من جهة أخرى، يتميز الشاب الواعد عمورة بتعدد المناصب، حيث اعتمد عليه الكوكي في منصبي جناح أيسر ومهاجم صريح، وهو الأمر الذي سيرفع أسهمه أكثر، وقد يجعل حتى مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة يهتم بخدماته، خصوصا أن «الماجيك» يبحث عن العصافير النادرة لتكوين كتيبته المرشحة لتدعيم المنتخب الأول الذي يقوده مهندس التتويج القاري جمال بلماضي. «رُبَّ ضارّةٍ نافعةٍ»، المثل الذي ينطبق على وفاق سطيف الذي شرع الموسم الماضي في ترقية الشبان والاعتماد عليهم، ولم تكن سياسة انتهجتها إدارة الفريق في مشروعها الرياضي، بل الوضعية المالية المعقدة للوفاق التي وقع فيها في صائفة 2019، وأدت بالمدير العام فهد حلفاية للجوء إلى ترقية اللاعبين الآمال، والاعتماد عليهم لنقص الموارد المالية التي حرمت الفريق من انتداب لاعبين كبار قادرين على تشريف الألوان. سياسة حلفاية أتت أكلها خصوصا مع قدوم المدرب الكوكي الذي وضع ثقة عمياء في اللاعبين الشباب في كل الخطوط، بعدما تأكد من الإمكانيات التي يملكونها، الأمر الذي تمخّض عنه بروز بوصوف الذي جلب الخير معه للوفاق، حين أمضى على عقد احترافي بقرابة مليون يورو، وسمح بتوقيع النادي عقد شراكة مع قطب تكوين مجمع سيتي فوتبول لتحويل مواهب أخرى بداية من الموسم الجاري، الأمر الذي فرض سياسة الاعتماد على الشباب التي ستكون المورد المالي الرئيسي للإدارة السطايفية في السنوات المقبلة، وسيتيح الفرصة لأكبر عدد من المواهب للبروز. يذكر، أنّ الشاب محمد الأمين عمورة سيبلغ عقده الثاني يوم 9 ماي المقبل.