نحو صناعة سيارات وشاحنات إلكترونية في الجزائر محطّات للطّاقة الشّمسية في 10 ولايات تحدّث وزير الانتقال الطّاقوي والطّاقات المتجدّدة، شمس الدين شيتور، عن قدرة الجزائر للتحول إلى الصناعات السيارات والشاحنات الالكترونية، في إطار سياسة الجزائر القاضية بالانتقال نحو الطاقات المتجددة. وكشف عن استحداث شركة وطنية تعنى بالاستهلاك الطاقوي في الجزائر، على شاكلة مؤسسة سونلغاز للكهرباء والغاز، وهذا بالتعاون مع وزارة الطاقة، حيث تتكفل بالطاقات المتجدّدة. قال وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، خلال نزوله ضيفا على منتدى «الشعب»، إن الجزائر التي تعتبر واحدة من بين أكبر حقول الطاقة الشمسية في العالم، لا خيار لها اليوم سوى الذهاب التدريجي نحو استعمال الطاقات المتجددة، بإنشاء شركة خاصة ستكون من بين أكبر المؤسسات العمومية الإقتصادية للطاقة، مثل «سونلغاز» و»سوناطراك» النفطية قبل انقضاء الثلاثي الأول من سنة 2021، مؤكدا سعي الدولة إلى تحقيق 1000 ميغاواط من التجهيزات الشمسية الذي يكلّف 800 مليون دولار سنة 2021 لبلوغ سقف 15000 ميغاواط في آفاق 2035. وقال الوزير إنّ الجزائر تعرف تأخرا في التحول نحو الطاقات «النظيفة»، موضحا أنه لا خيار أمامنا اليوم سوى تنفيذ برنامج هام لبناء محطات الطاقة الشمسية في مناطق مختلفة من الجنوب الكبير والهضاب العليا، في 10 ولايات من الوطن لتحقيق 1000 ميغاواط من التجهيزات الشمسية، من أجل اقتصاد 1.5 مليار متر مكعب من الغاز، مضيفا أنه سيتم في هذا الإطار إطلاق مناقصات وطنية تتميز بالشفافية لهذا الغرض، وإن سارت الأمور كما هو مخطط لها، ستكون عملية في جانفي 2022. وبعد أن شدّد على وجود استهلاك كبير وغير عقلاني للغاز، أوضح أنّه ينبغي علينا تحقيق 1000 ميغاواط سنويا على الأقل في آفاق 2035، في وقت تتوفر البلاد على 2500 مليار متر مكعب من احتياطات الغاز، لهذا أكّد على ضرورة الإسراع في إنجاز المخطط الطاقوي من الغاز، داعيا إلى استعمال مواردنا بصفة عقلانية لأنّنا حسبه اليوم «نحرقها». شراكة أجنبية مع الصينوألمانيا تحدّث الوزير شيتور على آفاق التعاون الدولي في مجال الطاقات المتجددة، حيث كشف عن شراكة أجنبية مستقبلا مع كل من ألمانياوالصين التي قال إنها تملك تجربة في هذا المجال وفي الجزائر، وقد قدمت نتائج جيّدة، موضحا أنه «تم الاجتماع بسفيري البلدين، لتباحث الشروط التي يجب أن تتوفر من أجل اقتحام السوق الطاقوي في الجزائر». وأشار في السياق عن لقاء قريب يجمعه مع السفير الإيطالي في الجزائر، وهذا حسبه «لتطوير مشروع الطاقات المتجددة في الجزائر خاصة بالصحراء والهضاب، ما يلزمنا البحث عن الشركاء المختصين في المجال»، داعيا إلى «ضرورة تضافر الجهود من جميع الجهات لتحقيق ذلك». وأبرز الوزير في خضم رده على أسئلة الصحافة المشاركة في النقاش، الذي تبع الندوة ضرورة التوجه نحو خلق صناعة للوحات الشمسية عن طريق اقحام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر، لحماية مخزون الغاز الطبيعي وتركه للجيل الصاعد. نحو إشراك المجتمع المدني كشف الوزير شيتور عن إشراك المجتمع المدني في مسالة رهان الانتقال الطاقوي في الجزائر، من خلال التواصل مع الجمعيات المختصة في المجال، والتي يصل عددها إلى 700 جمعية. وسيتم الاجتماع بهم من أجل شرح كيفيات العمل لإشراكهم في التحسيس والتوعية في اقتصاد الطاقة، وأيضا في ضرورة الاهتمام بالتوجه نحو مؤسسات طاقوية للذهاب تدريجيا نحو انتقال طاقوي سلس، من خلال إشراك المؤسسات المصغرة والناشئة في مختلف مشاريع تطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية في الجزائر لاسيما من خلال إزالة العقبات البيروقراطية، في إطار منح الفرص للشباب لخلق الثروة. وحول سؤال متعلق بضرورة الذهاب نحو السيارات الالكترونية، قال الوزير نستطيع الذهاب تدريجيا إلى صناعة السيارات والشاحنات الالكترونية، موضحا إن مستقبل الجزائر - التي لابد أن تتحول الى ورشة كما قال- في الصحراء من أجل خلق الحياة هناك، عن طريق إنشاء مدن طاقوية جديدة بين عين صالح وتمنراست، حيث هناك الماء والكهرباء، للذهاب نحو التطور الحاصل في العالم، والابتعاد عن رهن اقتصادنا بالبترول. ولم يتوقّف الوزير طيلة دقائق المنتدى على التشديد على «ضرورة الانتقال إلى الطاقات الشمسية التي تعتبر اقل تكلفة، وأنه لابد من الإسراع نحو المخطط الطاقوي، حيث سيكون في آفاق 2030 عجزا في الطاقات، وحان الأوان لتغيير السلوكات القديمة»، مشدّدا على أن الاعتماد على الانتقال الطاقوي يتماشى والسياسة الجديدة التي أقرّها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.