تشهد المنابع الأربعة للمعلم المميز لمدينة سطيف عين الفوارة حركة دؤوبة طوال اليوم من خلال إزدحام المارة والزوار أمام هذه المنابع للارتواء من مياهها العذبة الباردة والتي لا تتوقف عن الانسكاب، وذلك تحت ظلال الاشجار الاربعة كثيفة الاوراق التي تظللها طوال اليوم، مما جعلها المكان المفضل للجميع للاستراحة ولو لثواني بين أرجاء المعلم الشهير بعد أخذ نصيب من مياهها لإطفاء نار الظمأ بسبب الحرارة الشديدة هذه الايام،وتزداد الحركة خاصة بقدوم الوفود الزائرة في إطار الرحلات الترفيهية للمدينة من أرجاء مختلفة من الوطن. كما يتوقف الكثير من العابرين على مدينة سطيف بإتجاهات مختلفة من الوطن عند عين الفوارة خاصة الذين سبق لهم زيارتها والارتواء منها سابقا، وهذا طبقا لما يتداول عنها من أن كل من زارها وشرب ماءها لا بد أن يعود اليها مرة اخرى، كما يفضل الكثير من الزوار وحتى سكان المدينة ملء قوارير وصفائح من مياهها العذبة، مما يزيد في الازدحام حولها والذي لا يعرف التوقف. وأول ما يقوم به أبناء المدينة العائدون اليها من الخارج أو العاملون خارج سطيف هو زيارة المعلم الذي إستطاع أن يخلق علاقة عاطفية وحميمية مع أبنائها، وتجلى هذا بشكل واضح عندما تعرض المعلم لاعتداء بنسفه بقنبلة في أفريل 1997 تسبب في إلحاق أضرار به، فهرع السكان نحو المعلم وخاصة النساء اللواتي إعتصمن حوله عدة أيام الى أن تم ترميمه، فكان هذا الحادث نقطة إنعطاف نحو التعلق الابدي بعين الفوارة. وفي هذا الاطار تنتشر بكثرة تجارة بيع تماثيل صغيرة في شكل مجسمات للمعلم وكذا أخذ الصور التذكارية التي تخلد المرور على سطيف ومعلمها الشهير، وفي عين المكان يمكن معاينة الزوار من كل أرجاء الوطن من خلال إختلاف اللهجات المسموعة وكذا الحماس الذي يبدونه في أخذ الصور التذكارية. ونشير أن المعلم أعطى رمزا كبيرا للمدينة المشهورة بكرمها من خلال توفر الماء العذب البارد في كل وقت مجانا مما يقلل اللجوء الى المقاهي للارتواء من العطش، وفي هذا الصدد تتوفر المدينة على بعد أمتار قليلة من المعلم على عين اخرى تسمى عين الدروج بثلاثة منابع قوية لا تتوقف هي الاخرى عن الإنسكاب وتعرف إزدحاما هي الاخرى للشرب وحتى ملء الدلاء. كما يتعين التنويه بمبادرة الكثير من المحسنين في نقاط متفرقة من المدينة بوضع مياه باردة أمام المحلات والبيوت للمارة.