قرار حفر آبار في عرض البحر سيتخذ في وقته كشف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، توفيق حكار، عن قيام الشركة بدراسات تتعلق بالاستكشاف في عرض البحر، منذ مدّة بوسائلها الخاصة عبر المسح الزلزالي، مشيرا إلى إبرام اتفاقيات، مع شركتي "ايني" الايطالية و«توتال" الفرنسية لتعميق الاستكشاف. أوضح حكار في ندوة صحفية على هامش عرض الحصيلة السنوية للمجمع، أن قرار الذهاب نحو حفر الآبار لن يكون إلا بعد انجاز تقييمين تقني وبيئي لتحديد التأثير البيئي، لأن أي خطأ في البحر سيتسبب في كارثة إيكولوجية، كما أن هذا النوع من المشاريع مكلف جدا، بحيث يكلف حفر بئر واحدة ما بين 100 إلى 150 دولار، لهذا فالقرار يحتاج إلى التأني وسيتخذ في الوقت المناسب. وفي المقابل كشف ذات المسؤول عن استلام مجمع سوناطراك لمصفاة حاسي مسعود، في سنة 2024، موضحا أن الشركة قامت برفع قدراتها في إنتاج مشتقات النفط لوقف الاستيراد، فيما سيتم قريبا الإعلان عن مشروع ضخم في مجال الصناعات البيتروكماوية، بعد الانتهاء من دراسته. فتح رأس مال محطّات التحلية لأي متعامل بخصوص محطات تحلية مياه البحر، أوضح أن سوناطراك أنجزت 11 محطة بطلب من السلطات العليا للبلاد بسبب أزمة الجفاف وشحّ الأمطار، وللأسف هناك محطة لا تشتغل بكامل طاقتها لأسباب تقنية، في حين توقفت محطة أخرى بسبب إفلاس الشريك الأجنبي، علما أن هذه المحطات المنجزة تساهم في إنتاج 17 ٪ من الحاجيات الحالية للمياه. وكشف عن تكليف المؤسسة بإنجاز أربع محطات أخرى كمشاريع مستعجلة، بالإضافة الى مشاريع أخرى على الأمدين المتوسط والبعيد، مشيرا إلى أن سوناطراك منفتحة على كل الاقتراحات ومستعدة لفتح رأسمال الشركة لأي متعامل من المتعاملين في قطاع الموارد المائية، ويعود القرار الأخير للدولة وباعتبارها مؤسسة فهي في الخدمة متى استدعت الحاجة الى ذلك. مهتمون بتمويل المؤسسات الناشئة وفيما تعلق بدعم المؤسسات الناشئة، أكد أنهم مهتمين بهذا الجانب كما أن القانون منح لنا تسهيلات في انشاء صناديق خاصة للاستثمار في هذا النوع من المؤسسات التي تنشط في مجال الغاز والبترول والطاقات المتجدّدة أو المشاركة في الصناديق المنشأة لهذه الغاية. وبخصوص الاستثمار في الخارج، اعتبر الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، أن هذا الاستثمار مغامرة، سواء في الاستكشاف أو الاستغلال، مشيرا إلى أن المجمع شارك في مناقصات بليبيا ونجح، وهو يدرس العودة إلى هذا البلد على غرار كل الدول، أما في تونس، فأوضح أن الأمر مختلف بحيث كل المشاريع تسير بصفة عادية، والمشاكل السياسية لا تؤثر عليها. جاهزون لاحتمال عدم تجديد المغرب لعقد أنبوب الغاز وفيما تعلق بالإمدادات الجزائرية نحو إسبانيا، أشار ذات المسؤول أن سوناطراك ما تزال قادرة على ضمان تموين إسبانيا بالغاز الطبيعي عبر أنبوب الغاز المتوسطي "ميدغاز"، وذلك بفضل قدرات التمييع للجزائر، مشيرا إلى هذا التموين الذي يتم عن طريق الأنبوب الذي يمر عبر المغرب يخضع لعقود والذي سينتهي في 31 أكتوبر، مؤكدا اتخاذ المجمع لكل الاحتياطات، مع انتهاء عقد الامتياز، وفي حال احتمال عدم تجديد العقد أو ارتفاع الطلب فسوناطراك جاهزة للاستجابة لأي طلب إضافي محتمل من السوق الإسبانية دون أي اشكال. وفيما يخص مغادرة شركة بريتيش بيتروليوم "BP" البريطانية للجزائر أكد المتحدث أنه جاء بسبب تحوّل نشاطها إلى الطاقات الجديدة، مشيرا إلى مغادرتها ستكون بصفة تدريجية، وسيتم تعويضها بشريك آخر. وبخصوص انسحاب المجمع من السوق اللبنانية، أوضح حكار أن المجمع لم يربطه يوما أي عقد مع السلطات اللبنانية، وحقيقة الأمر يتعلق بأن فرع لمؤسسة بترولية لديه مكتب بلندن التزم بتمويل وزارة المياه والكهرباء، وبالتالي أي اخلال بالالتزامات أو البنود يتحمله المتعاقدون. وبخصوص مالي أشار إلى أنه بعد تجربة المجمع الأخيرة بهذا البلد والمشاكل التي اعترضتهم تم اتخاذ القرار بالانسحاب نهائيا منه. يهمّنا ذهاب الأموال لمستحقيها من الرياضيين وفي الشقّ الرياضي، أكد حكّار أن سوناطراك باعتبارها مؤسسة مواطنة تساهم في كل الميادين التي تخدم الجزائريين، مشيرا بخصوص الغلاف المالي المرصود لتمويل الأندية الرياضية أن الأرقام لا تهم، ما يهم هو أن تذهب هذه الأموال لمستحقيها من الرياضيين. وقال المتحدث: "يجب أن نعلم أن هناك الكثير من فروع سوناطراك يستثمرون في المجال الرياضي، من بينها "اينافور" وستستمر في تمويل الفرق الرياضية، ولابد من التفرقة بين أمرين، وهما أن الفريق الرياضي لا تتدخل المؤسسة فيه ولا في استقدام المدربين ولا اللاعبين، في حين أنه من صلاحيتها أن تحاسب الشركة المسيرة لهذه الفرق، لأنها شركة اقتصادية سواء في المصاريف، الاستثمارات، النتائج المحققة والأرباح". في هذا السياق، الرئيس المدير العام لسوناطراك، تحدث عن الاستمرار في دعم فريق مولودية الجزائر، لكن الشركة المسيرة له مطالبة بتحسين تسييرها، كما تسير الفرق العالمية، مشيرا إلى المسألة تتعلق بالعقلنة وترشيد الأموال. وفيما تعلق بحادثة اعتداء المناصرين على مقر سوناطراك، أكد حكار أنها حادثة مفتعلة تقف وراءها مصالح أخرى، ولم يستبعد استغلال حب المناصرين لفريقهم في التأثير على الإدارة. رقم أعمال المجمّع 12.6 مليار دولار وبخصوص الحصيلة السنوية لسوناطراك لسنة 2020-2021 والتي قدّمها مدير التسيير والنجاعة، محمد رشدي بوطالب، الذي كشف عن ارتفاع رقم أعمال سوناطراك من 8.1 مليار دولار في ماي 2020 إلى 12.6 مليار دولار في ماي 2021، في حين بلغ رقم أعمال التصدير 20 مليار دولار ، أما الاستثمارات فوصلت الى 7.5 مليار دولار، وبلغت الجباية البترولية 1853 مليار دج . وفيما يتعلق بواردات المواد المصفاة تمكنت سوناطراك من تقليصها من 668 مليون طن معادل بترول إلى 112 مليون طن معادل بترول خلال نفس الفترة المرجعية، وذلك بالاعتماد على المؤسسات الوطنية حيث بلغت العقود المبرمة 1600 عقد، من بين ألفي عقد مبرم مع الشركات للتوريد في مجال الخدمات، الأشغال والدراسات، فيما انخفض نشاط التصفية إلى 12.2 مليون طن معادل بترول، خلال نفس الفترة مقابل 12.8 مليون طن معادل بترول في 2020.