كشف البروفيسور رشيد بلحاج مسؤول خلية مكافحة فيروس كورونا بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة، بأن حملة التلقيح ضد كوفيد 19 المزمع انطلاقها بعد رمضان، ستكون على نطاق واسع وستستهدف المسنين لحمايتهم من السلالات المتحورة، التي تسبب مضاعفات صحية لهذه الفئة من الأشخاص. وستستقبل الجزائر بعد عيد الفطر حوالي 1 مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، سيتم تخصيص أغلبها للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة، لحمايتهم من السلالات المتحورة، التي أضرت بهذه الفئة من الأشخاص في عديد البلدان، لذلك ارتأت وزارة الصحة منحهم الأولوية في إطار الحملة التي ستنطلق قريبا. وفي توضيح «للنصر»، أكد البروفيسور رشيد بلحاج بأن تحليل الوضعية الوبائية في الجزائر بين بأن المسنين هم الأكثر عرضة وتضررا من السلالتين النيجيرية والهندية، وأن الإصابات الأخيرة تسببت في تسجيل وفيات لدى هذه الشريحة العمرية، قائلا إن الحملة المنتظرة ستكون واسعة ولا تنحصر في مناطق محددة. ووصف المصدر الوضعية الوبائية بالمستقرة على العموم، سواء فيما يتعلق بالإصابات الجديدة المسجلة يوميا، أو في عدد الوفيات، وكذا بالنسبة لمستوى الطلب على أسرة الإنعاش بالمصالح المختصة باستقبال المصابين بكوفيد 19، وذلك بعد تسجيل ارتفاع طفيف في عدد الإصابات الأسبوع الماضي خاصة بالجنوب، بعد أن بلغ 0 إصابة يومية. وتوقع من جانبه البروفيسور كمال جنوحات رئيس الجمعية الوطنية للمناعة عودة المنحنى الوبائي إلى الارتفاع بعد 15 يوما من انقضاء شهر رمضان، جراء التراخي وعدم الاكتراث للتدابير الوقائية من قبل كثير من المواطنين، لا سيما خلال يومي العيد الذي تخصصه عادة العائلات لتبادل الزيارات، مذكرا بضرورة احترام مسافة التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة، وترك النوافذ مفتوحة في حال الاجتماع في غرفة واحدة. وأكد المتحدث بدوره على ضرورة منح الأسبقية للمسنين في حملة التلقيح لتقوية مناعتهم، ووقايتهم من السلالات المتحورة لفيروس كورونا، معتقدا بأن باقي الفئات العمرية اكتسبت مناعة ضد المرض، لا أحد يعلم مدى فعاليتها، لكنها ساهمت بشكل ما في منع انتشار الفيروس على نطاق واسع. وأضاف من جهته البروفيسور رشيد بلحاج بأن التدابير الوقائية هي الوسيلة الناجعة للتحكم في الوضعية الصحية، منتقدا بشدة مظاهر الاكتظاظ والتزاحم التي تشهدها معظم الأسواق والفضاءات التجارية منذ بداية رمضان، داعيا إلى مزيد من الحيطة والحذر لتجاوز هذه المرحلة الحساسة، كما دافع المتحدث عن نجاعة اللقاحات التي اقتنتها الجزائر، منتقدا حملات التشكيك التي تتعمد إظهار الجانب السلبي منها، قصد إفشال كل جهد يرمي إلى القضاء على المرض والعودة إلى الحياة العادية. ولم يستبعد رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي تراجع مستوى انتشار فيروس كورنا بنسخه المتحورة على الصعيد العالمي خلال فصل الشتاء المقبل، مستندا إلى المعطيات العلمية التي تؤكد بأن دورة حياة أي فيروس لا تتجاوز السنتين، لذلك من المحتمل أن تتراجع فعالية وقوة فيروس كوفيد 19 شهر ديسمبر القادم، دون أن يعني ذلك تجاهل التدابير الاحترازية للحد من انتشاره. وأمام محدودية اللقاحات على المستوى العالمي جراء ارتفاع الطلب عليها، ينصح الأخصائيون باحترام الإجراءات الوقائية، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، مع تقليص الزيارات العائلية خلال أيام الأعياد، لتفادي الدخول في موجة جديدة لا أحد يمكنه تصور درجة خطورتها. وأدرج رئيس الجمعية الوطنية للمناعة الأشخاص الذين يعانون من السمنة، والمصابين بالأمراض المزمنة ضمن الفئات التي ستمنح الأولوية في التلقيح، لحمايتهم من الفيروس، ولإكسابهم مناعة أقوى.