على مدار يومي 11 و12 من الشّهر الجاري، وبمناسبة شهر رمضان الكريم، نظّمت الجمعية الثّقافية فن وأصالة لمدينة الجزائر بالتنسيق مع مركز الفنون والثّقافة بقصر رياس البحر حصن 23 معرضا جماعيا لمنتوجات أجدادي الأصيلة ضم 15 عارضا وعارضة الذي جاء تحت شعار ''نصوموه بالصحة والهناء مع منتوج أجدادي''. صرّحت رئيسة جمعية فن وأصالة لمدينة الجزائر، نبيلة فخارجي ل «الشعب»، أنّ إقامة المعرض الجماعي الذي جاء تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك يدخل في اطار سياسة التثمين التي تشمل المنتوج التقليدي باعتباره رافدا من روافد التراث الثقافي، حيث شارك في هذه التظاهرة الثقافية التي احتضن فيها مركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر «حصن 23»، معرضا للمنتجات التقليدية والطبيعية بحضور إطارت مركز الفنون والثقافة على رأسهم مديرة المركز فايزة رياش، خمسة عشر عارض وعارضة كلهم حاملين شهادات عليا، برهنوا من خلال ما قدّموه من مواد غذائية ذات جودة عالمية أنّهم قادرون على الولوج في أسواق التجارة من بابها الواسع، كما ثمّنت المتحدثة ترحاب مديرة المركز بفكرة المعرض الذي استغرق التحضير له ثلاثة أيام. وجاء على لسانها أيضا أنّ مثل هذه المساحات المخصّصة للحرفين والجمعيات مهتمة بالتراث المادي واللامادي في شتى المجالات تؤثر إيجابا على مردودهم الانتاجي، الأمر الذي يشجعهم على الانتاج باحترافية وبإتقان في المستقبل هذا من جهة، ومن جهة أخرى بالاضافة إلى ما سبق ذكره أن هدفهم الحقيقي خلال كل معرض على غرار هذا المعرض الجماعي هو إبراز التنوع الثقافي الضارب في أصالتنا، حيث قالت في هذا الصدد: «تميّز المعرض الجماعي لمنتوجات أجدادي الذي نظّمته الجمعية الثقافية فن وأصالة لمدينة الجزائر بالتنسيق مع مركز الفنون والثقافة بقصر رياس البحر حصن 23 الذي دام خلال 11 و12 أفريل الجاري، بالصبغة المحلية الموسومة بعبق الماضي، حيث حاول العارضون مجاراة الحاضر بمنتوجات كانت من المسلّمات التي تدخل في كل متطلّبات الحياة في الماضي، وعليه ارتأينا كجمعية عارضة أن نبرز الجانب التقليدي والعصري إلى جانب الاهتمام بالجانب الصحي من خلال مكونات كل منتوج يدوي خضع لمعايير تقنية وعلمية». ومن جهتهم، أكّد العارضون المنتسبون لجمعية فن وأصالة، أنّ المعرض كان فرصة لاستثمار المنتوج اليدوي الموروث من الأجداد، إلى جانب ترويج ثقافة الأكلات والوصفات التقليدية الصحية المصنوعة والمحضّرة في المنزل الخالية من مواد حافظة، ذات القيمة الغذائية المتوازنة لاسيما المذاق اللذيذ الذي لا يتغير طعمه، وذلك وفق آلية تخزين ذكية، لا تدخل فيها عوامل معقدة، وبالتالي يضمن سلامتها كلا من عامل البساطة والنظافة ولمدة استهلاك تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من ثلاثة أشهر. للإشارة، سمحت المناسبة بإحياء روح تراث الزمن الجميل عبر المنتجات التقليدية التي شكّلت لوحة فسيفسائية، اختار العارضون أجزاءها بعناية فائقة، لاقت استحسان الزوار الذين سافروا بدون تأشيرة وبدون جواز سفر من خلال وصفات الجدات الصحية المعروضة، المتمثلة في عينات من مركبات غذائية عولجت تحت رقابة نوعية ومدروسة في مخابر خاصة في مجال الأكلات المجهزة، حيث تنوع محتوى العبوات والعلب والأكياس على غرار مادتي العسل والزيت الزيتون بين فواكه مصبّرة، خضروات مخلّلة، خلطات مخمّرة وأخرى مطحونة، ومهدرجة المتوضعة بكل عناية، وتناسق على طاولات تضاهي فيها لمسات فن إتكيت التقديم الراقي الذي زين أروقة قصر رياس البحر «حصن 23».