شهدت مختلف أسواق العاصمة التهابا في اسعار الخضر والفواكه عشية عيد الأضحى في صورة تؤكد التسيب والفوضى الذي يعرفه قطاع التجارة في الوقت الذي عرف الخبز والحليب ندرة جعلت المواطن يتذمر من هذا الواقع الذي يفسد عليه فرحة المناسبات التي تحولت الى جحيم. ارتفعت أسعار الخضر والفواكه بصورة جنونية فاقت حتى تلك التي عرفتها الأيام الأولى من الشهر الفضيل، وعرفت البطاطا ارتفاعا من 40 الى 60 و65 دينارا للكيلوغرام الواحد وقفزت الطماطم من 30 الى 70 دينارا. ووصل سعر الكوسة الى 160 دينارا والسلاطة أو الخس ب120 دينارا كما شمل ارتفاع الأسعار جميع الفواكه، حيث انتقل الخوخ الى 200 و250 دج للكيلوغرام والعنب من 120 الى 160 دج. وأكد التاجر المتنقل «رضا» أن الأسعار في سوق الجملة وصلت الى مستويات قياسية خاصة مع اقتراب عيد الفطر، حيث نجد أنفسنا نشتري السلع باثمان باهضة وبالتالي تصل الى المواطن باسعار خيالية. وأضاف المتحدث ل«الشعب» «أنا أعمل في الخضر والفواكه منذ أكثر من عشر سنوات ولديا سمعة لدى زبائني ولم أتعامل بالغش أبدا وعليه فارتفاع الأسعار راجع الى ما يحدث في اسواق الجملة التي باتت تخضع لبارونات حقيقية استحوذت على كل شيء». وبالمقابل، وجد المواطن نفسه مجبرا على الشراء بالنظر لظروف العيد واليام التي سيغيب فيها التموين بالخضر والفواكه ومختلف المواد الأخرى. وتسببت ندرة حليب الأكياس في الاقبال المكثف على مختلف أنواع الحليب الأخرى وقال التاجر «كمال/ت» بحي الاقامة بالأبيار بان نشاط الموزعين قد تذبذب كثيرا في الأيام الأخيرة وهو ما جعل المواطن يقبل على مختلف أنواع الحليب الأخرى التي نفذت بسرعة». ووجدت المخابز في صناعة الحلويات تجارة مربحة جعلها تتخلى عن صناعة الخبز وعرفت مختلف مخابز العاصمة أول أمس وأمس ندرة كبيرة بسبب ذهاب مختلف العمال لقضاء أيام العيد والذين بقوا وجهوا نشاطهم لصناعة الحلويات. ووقفت «الشعب» على الطوابير الكبيرة بمخبزة «ميلك بار» بالأبيار للحصول على مختلف أنواع الحلويات في صورة تؤكد التحولات الكبيرة للحياة الاجتماعية للجزائريين. الشائعات تتسبب في فوضى بمحطات الوقود شهدت مختلف محطات التزود بالوقود في العاصمة فوضى كبيرة بسبب الشائعات التي تحدثت عن نفاذ الوقود وتوقف المحطات عن النشاط أيام العيد، وعرفت مختلف المحطات طوابير طويلة تسببت في عرقلة حركة المرور حتى تدخلت الشرطة لتنظيم الأمور مثلما حصل بمحطة «سان رافئيل» بالأبيار. ويخلف هذا الوضع تذمرا واستياء كبيرين لدى المواطنين الذين باتوا رهائن مافيا اقتصاد السوق التي استنزفت جيوب المواطن فبين الخضر والفواكه والحلويات وكسوة العيد والدخول الاجتماعي يبقى الحلم بواقع أحسن بعيد كل البعد عن آمال الجزائريين، وحتى الاتحاد العام لتجار والحرفيين الجزائريين عليه بمراجعة سياسته ووعوده التي لا تتعدى حدود المؤسسات الاعلامية وكل عام نعرف تدهورا أكثر ووعودا أكبر.... والأكيد أن الحل لن يكون غدا.