أكدت مجلة الجيش في افتتاحية عددها لشهر أوت، أن الجزائر الجديدة «تمضي في الطريق الصحيح نحو بناء الدولة القوية» وأن التفكير في تقسيم الوطن أو التشكيك في وحدة الشعب أو المساس بشبر واحد من التراب الوطني، هو «ضرب من ضروب الخيال والجنون». ضمن السياق، جاء في الافتتاحية المعنونة ب»خدمة الجزائر فخر تتوارثه الأجيال»، أن الجزائر، وحتى «تبقى عصية على أعدائها دولا كانوا أو أفرادا، فإن كل الإجراءات والقرارات والإنجازات المحققة في الجزائر الجديدة تستهدف أمرين مهمين، يتمثل الأول في حماية الوطن من التهديدات والمخاطر الحالية والمحتملة في ظل عالم يموج بالمتغيرات الحادة والنزاعات المسلحة ومنطقتنا تعيش على فوهة بركان لا ينجو منها إلا الذكي القوي الأكثر تماسكا، والأمر الثاني لصالح المواطن الجزائري لكي يعيش حياة كريمة يتحقق فيها الرفاه لكل الجزائريين حتى تبقى بلادنا دوما سيدة في قراراتها لا تقبل أي تدخلات أو إملاءات ولا تخضع لأي مساومات أو ابتزاز من أي جهة كانت مهما كانت قوتها أو تأثيرها». ولأن الطاقة الدفاعية للأمة ودعهما وتطويرها تنتظم حول الجيش الوطني الشعبي، فإن الجزائر الجديدة - كما تضمنته الافتتاحية - «تمضي في الطريق الصحيح نحو بناء الدولة القوية التي تملك المفاتيح التي تمكنها من الولوج إلى كثير المجالات والميادين ومعالجة الأزمات ومخلفات الماضي ومواجهة كل أنواع الانحرافات التي ينتهجها شذاذ الأفق الذين ضاقت بهم السبل فاحترفوا التهويل والتحريف والكذب». وتابعت مؤكدة، أن التفكير في تقسيم الوطن أو التشكيك في وحدة الشعب أو المساس بشبر واحد من التراب الوطني، «هو ضرب من ضروب الخيال والجنون، لأن هؤلاء الحمقى والخونة يجهلون التاريخ ويجهلون طبيعة الإنسان الجزائري ولا يقدرون ردة فعله إن حاولت النفوس المريضة المساس بمثقال ذرة بالجزائر». وتساءلت مجلة الجيش في هذا الشأن: «هل يجهل هؤلاء الخونة ومن سار على شاكلتهم أن خيانة الأوطان خزي الحدثين العظيمين في مسار ثورة التحرير المباركة. واستلهام العبر والدروس من صمودهم ونضالاتهم». وتحسبا لإحياء الجزائر للذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني وبعده بسنة انعقاد مؤتمر الصومام، دعت المجلة في افتتاحيتها إلى استحضار مآثر الأبطال من الشهداء والمجاهدين وكل الخيرين الذين كانوا الفاعلين الأساسيين لهذين الحدثين العظيمين في مسار ثورة التحرير المباركة». «إن إحياء يوم 20 أوت «سيظل - حسب الافتتاحية - محطة بارزة وهامة في تعميق مبادئ الثورة التحريرية وتحديد آفاقها وتبيين فلسفتها وتوضيح معالمها، كما ساهم هذا اليوم الخالد في تدوين الثورة واكتساب أصدقاء لها ومدافعين عنها عبر كل أرجاء المعمورة. وستبقى هذه الملحمة المزدوجة عنوانا عريضا وقصة مشوقة محملة بالعبر والتضحيات يرويها الأجداد والأحفاد وأسطورة واقعية وحقيقية يتوارثونها جيلا عن جيل». ولم تفوت الافتتاحية المناسبة لتذكر بأن الجزائر «تعكف على تقوية جيشنا وتطوير قدرات قواتنا المسلحة على أسس قوية ومرتكزات ثابتة، ليضمن التفوق في عديد المجالات والميادين ويحمي البلاد من كل التهديدات والمخاطر المحتملة»، مشيرة الى أن الخطوات السريعة والمديدة التي قطعها الجيش الوطني الشعبي حتى الساعة على درب التطور متعدد المجالات بفضل الدعم المتواصل الذي يقدمه رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، والفريق رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، «كفيلة بأن تدحض كل المؤامرات والدسائس، مهما كانت طبيعتها وأي كان مصدرها». واستدلت المجلة في هذا الشأن بما كان قد شدد عليه الفريق السعيد شنقريحة بقوله بأن الجزائر «لن تقبل أي تهديد أو وعيد من أي طرف كان، كما أنها لن ترضخ لأي جهة مهما كانت قوتها». وبالنسبة لذات الافتتاحية، فقد «كان لعوامل القوة التي اكتسبها الجيش الجزائري في السنوات الأخيرة والتي جعلت منه قوة لا يستهان بها في المحيط الإقليمي، صداها الطيب والمؤثر على كافة شرائح الشعب الجزائري، الذي ازداد فخره بجيشه الوطني الشعبي وازدادت متانة لحمته معه، لأنه شعر أكثر من أي وقت مضى بالراحة والاطمئنان على حاضر بلاده ومستقبلها وهو ما ينشده في إطار الجزائر الجديدة والذي عبر عنه في كل المواعيد الانتخابية السابقة لأجل بناء مؤسسات دستورية ثابتة وقوية». واستطردت المجلة موضحة، من جهة أخرى، أن الاهتمام الذي يوليه الجيش الوطني الشعبي لجانب التكوين في صفوف أفراده «أثبت نجاعة وفعالية هذا التوجه من خلال ما برهنت عليه الإطارات والأفراد المتخرجة من المدارس والمراكز على كفاءتها وقدرتها على تنفيذ المهام الموكلة لها بكل براعة واحترافية والاستقبال الذي حظي به مؤخرا المتفوقون من أشبال الأمة في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط من طرف الفريق رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خير دليل على التشجيع والاهتمام والرعاية التي توليها قيادتنا العسكرية لتكوين رجال الغد». وخلصت افتتاحية مجلة الجيش إلى القول بأن خدمة الجزائر «تبقى فخرا تتوارثه الأجيال من الأصل (جيش التحرير الوطني) إلى السليل (الجيش الوطني الشعبي)، لأنه وبكل بساطة لكل أرض بذرة صالحة وبذرة الجزائر جيشها الوطني الشعبي درع الأمة وحامي الوطن».