حذر الأطباء والمختصون، الأشخاص المصابين بفيروس كورونا أو الذين تظهر عليهم أعراض وعلامات الإصابة بالفيروس من استعمال المضادات الحيوية ومضادات تخثر الدم دون إشراف طبي، مؤكدين أن الاستهلاك العشوائي لهذه الأدوية يشكل خطرا على صحة المرضى وقد يؤدي إلى تعقيدات صحية خطيرة لدى بعض الفئات. شهد إقبال المواطنين على الصيدليات لاقتناء الأدوية التي تستعمل لعلاج أعراض الزكام والتهاب الحلق ارتفاعا غير مسبوق، منذ دخول الجزائر في موجة قوية من تفشي فيروس كورونا، بالرغم من حرص الكثير من الصيدليات في الفترة الأخيرة على عدم بيع المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية، باعتبار أن بعض الأدوية يؤدي تناولها إلى إضعاف جهاز المناعة ويجعل البكتيريا التي تدخل الجسم أكثر مقاومة للمضادات التي يفرزها الجسم. وأدى ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس المتحور «دلتا» إلى مضاعفة التهافت على الصيدليات للحصول على مضادات الحمى والسعال وآلام الحلق بعد زيادة حالات القلق والخوف وسط المواطنين من خطورة هذه السلالة، التي تتميز بسرعة الانتشار وتمس جميع الفئات العمرية مقارنة بالفيروسات الأخرى، ما جعلهم يقبلون بقوة على المكملات الغذائية والفيتامينات التي تساعد على تقوية المناعة. في ذات السياق، دعا المختصون الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات، قد ترتبط بالإصابة بفيروس كورونا، إلى استشارة الطبيب، مع ضرورة إجراء فحوصات الكشف عن الفيروس «بي.سي.آر» للتأكد من حقيقة الإصابة من أجل وصف الدواء المناسب للمريض، وتفادي الاستهلاك العشوائي للأدوية الذي قد يتسبب في تأخير الشفاء من المرض أو حدوث تعقيدات صحية. من جهته وجه رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى مصطفى باشا البروفيسور سليم بن خدة، نداء إلى المواطنين حول مخاطر اللجوء إلى التطبيب الذاتي لعلاج مرضى كورونا، قائلا إنه لا يوجد وصفة طبية نموذجية لمعالجة المصابين بفيروس كورونا وعلى الجميع تجنب استعمال المضادات الحيوية ومضادات تخثر الدم والأكسجين دون إشراف طبي. وأوضح البروفيسور بن خدة، أن استعمال هذه الأدوية ليس منهجيا وقد يؤدي إلى إصابة مرضى كورونا بمضاعفات خطيرة، الأمر الذي يستدعي استشارة الطبيب مع ظهور الأعراض قبل استهلاك أي مضاد حيوي أو دواء آخر، لتفادي الأضرار الناتجة عن الاستعمال العشوائي للأدوية.