التلقيح لضمان موسم آمن تفصل أيام قليلة عن الدخول المدرسي الذي يأمل المختصون في القطاع أن يكون آمنا صحيا، بيداغوجيا وتربويا، مؤكدين أنّ نجاحه مرهون بفتح باب التوظيف في مختلف التخصصات، وبما يتوافق مع المخططات الاستثنائية التي وضعتها وزارة التربية الوطنية جراء الأزمة الصحية التي تعيشها بلادنا للسنة الثانية على التوالي. أثار الإعلان عن المخططات الاستثنائية المعتمدة من قبل وزارة التربية الوطنية ردود أفعال قوية، حيث أكد الأساتذة في مختلف الأطوار، أنّ انطلاق الموسم الدراسي بالحجم الساعي المعلن عنه يتسبّب في مشاكل كبيرة في الدخول المدرسي، داعية إلى فتح باب التوظيف لتخفيف الضغط عنهم وسدّ النقص في العديد من التخصّصات، خاصة في الطور المتوسط والثانوي. *اينباف: التوظيف أو التخفيف يأمل رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، أن يكون الدخول المدرسي المحدد يوم 21 سبتمبر المقبل آمنا صحيا، من حيث التطبيق الجدي للبروتوكول الصحي لمواجهة فيروس كورونا في موجته الثالثة، مؤكدا أن نجاحه سيكون بمثابة تحدّ للأسرة التربوية. أوضح المتحدث بخصوص عملية التلقيح التي دعت إليها وزارة التربية الوطنية، أنه قرار يمثل جميع المواطنين وليس فيه جبرا، مؤكدا دعمه للعملية من خلال توعية الأسرة التربوية بأهمية التطعيم الذي سخرت له مختلف الهياكل والإمكانيات المتمثلة في مراكز طب العمل المنتشرة عبر ولايات الوطن لتطعيم أكبر عدد ممكن من عمال وموظفي القطاع. وقال دزيري، أنّ الجبر ينفر الطاقم التربوي، بينما الحديث عن الوقاية والحماية فهو تحفيز للإقبال على العملية، خاصة الأساتذة الذين يشكلون عاملا أساسيا في إنجاح وتنفيذ البروتوكول الوقائي المزمع اعتماده، خلال الدخول المدرسي القادم الذي سيكون استثنائيا بكل المقاييس. كما أكد، أنّ نجاح الموسم الدراسي مرهون أيضا، باعتماد نظام صحي وقائي صارم في مختلف المدارس والهياكل شبه التربوية، مبرزا في ذات السياق دور المختصين في إقناع أفراد الجماعات التربوية للقيام بعمليات التلقيح لتحقيق المناعة الجماعية. ومن بين المحاور التي أكدت عليها «اينباف» خلال مراسلتها لوزارة التوظيف أو التخفيف في الحجم الساعي، خاصة وأنّ المخططات الاستثنائية لا يمكن أن تنجح دون هذه الخطوة التي ستخفف الضغط على الأساتذة وتجنّب كثافة الساعات الإضافية، لاسيما الحصص الأساسية التي أرهقت المعلمين الموسم الدراسي الماضي. وطالبت في ذات المراسلة، تحقيق الحدّ الأدنى من المطالب المهنية والاجتماعية التي كانت السبب في الإضطرابات السنة الماضية، وتتعلق أساسا بإعادة النظر في القانون الأساسي وكذا المنحة استعجالا في انتظار تسوية ملف الأجور، مشدّدا على ضرورة تثمين منحة تحسين الأداء والمعالجة البيداغوجية «اي. سي. أر .بي « إلى غاية تسوية ملف القدرة الشرائية لضمان موسم دراسي مستقر. ضبط الحجم الساعي من جهته، أكد الخبير التربوي بن زهرير بلال، أنّ الموسم الدراسي سيكون صعبا من جميع النواحي، لأنّ جائحة كورونا ستلقي بظلالها النفسية والاجتماعية على هذا الدخول الذي سيكون استثنائيا، وسيجعل الأسرة التربوية مرة أخرى أمام تحدّ جديد من أجل إنجاحه. وأوضح بن زهرير في اتصال مع « الشعب»، أنّ الوزارة الوصية تسارع الزمن من أجل ضبط مخططاتها الاستثنائية، فبعد المخطط الاستثنائي الأول أفرجت عن مخطط استثنائي ثاني مغاير للمخطط الأول في الحجم الساعي، فبعدما كانت 12 ساعة في المخطط الأول أصبحت 10 ساعات تدريس لكل فوج سواء نظام الدوامين أو الدوام الواحد. وقال بخصوص إلغاء التدريس يوم السبت لنظام الدوامين، إن النقطة محل خلاف كبير بين النقابات والوزارة الوصية خلال الموسم الدراسي المنصرم، وهذه الأخيرة تداركت الأمر لتفادي الاختلافات والاحتجاجات مرة أخرى. والملفت للانتباه -بحسبه -أنه في المخطط الاستثنائي الجديد، تم تقليص عدد التلاميذ الذين يفوجون من 25 غير قابل للتفويج إلى أقسام يقل أو يساوي فيها عدد التلاميذ 20 تلميذا لا تفوج، والأكثر من ذلك تم الإقرار، أنّ الأقسام التي لا تفوّج تستفيد من يوم راحة الثلاثاء لكي يتساوى التوقيت الزمني بين جميع الأنظمة بعشر ساعات للجميع. ويرى بخصوص المخطط الاستثنائي الجديد، أنه يضيع حق المتعلم في تمدرس جيد، لأنه من غير المعقول أنّ التلميذ يدرس 10 ساعات في الأسبوع الواحد، هذا من جهة، ومن أخرى، هل التساوي في نظر الوزارة هو العدل -يضيف المتحدث- لأن من غير المقبول أن تلميذ في التحضيري أو السنة الأولى يساوي تمدرسه تمدرس تلميذ في السنة الخامسة. وعرج الخبير التربوي إلى نظام التفويج بالرغم من إيجابياته إلى أنه إرهاق للأستاذ، لأنه يعمل مع قسمين تحضير وشرح، وغيرها من الأمور التي ستلقي بظلالها أيضا خلال هذا الموسم. وعن فتح باب التوظيف، صرح بن زهرير بلال، أنه الحلّ الوحيد لإنجاح الدخول المدرسي، وهو العامل الوحيد لحلحلة الكثير من المشاكل ويضمن تمدرسا عاديا لكل أستاذ مع فوجه، وكذا يضمن ساعات تدريس أكبر من الحالية، إلى جانب تخفيف الضغط على الأساتذة، خاصة مع صعوبة التفويج وكثرة المهام التربوية.