احتضنت جامعة سعد دحلب بالبليدة، صبيحة أمس، لقاءً تشاوريا لمناقشة التدابير التي وجب اتخاذها تحسبا للدخول الجامعي الجديد 2021 - 2022 بمشاركة الشركاء الاجتماعيين، ويتعلق الأمر بالنقابات والمنظمات الطلابية وممثلي الخدمات الجامعية. تمّ تنظيم اللقاء بقاعة المؤتمرات لجامعة البليدة 1 برئاسة مديرها العام محمد بزينة، الذي أخبر الحضور بأنه يرغب في إشراكهم في وضع بروتوكول صحي خاص لإنجاح الموسم الدراسي المقبل، بناء على التوصيات الأخيرة التي وصلته من قبل الوزارة الوصية. وقال بزينة إنّ أهم إجراء تعوّل عليه مؤسسته من أجل السير الحسن للتدريس، هو تلقيح أكبر عدد ممكن من أفراد الأسرة الجامعية من العمال والطلبة والأستاذة، وهذا بعدما أكدت اللجنة العلمية الوطنية لمكافحة الوباء، بأنّ التطعيم ضد وباء كورونا هو أفضل حل لمجابهته، وسيسهل العودة إلى الحياة الطبيعية. وأكّد المتحدّث بأنّ البروتوكول الصحي يتضمن إتباع نفس إجراءات الوقاية المطبقة خلال الموسم المنصرم، ويتعلق الأمر بفرض التباعد الاجتماعي وارتداء الواقيات، وفي هذا الصدد أشار إلى تقيد الطلبة بهذه الإجراءات داخل الهياكل البيداغوجية خلال الموسم الجامعي المنقضي مع تسجيل تهاونهم في بهو الجامعة. واقترح بزينة على الحضور أن يزاول الطلبة الجدد المسجلين في السنة الأول دراستهم بشكل عادي حتى لا يتأثر تحصيلهم العلمي بالنظام الاستثنائي الذي فرضته الجائحة، ونفس الشيء بالنسبة لطلبة كلية الطب الذين يبلغ عددهم نسبة 42 بالمائة، والذين سيشرعون في الدراسة يوم الثالث أكتوبر المقبل. أما النسبة المتبقية أي طلبة الفروع العلمية الأخرى، فسيتم اعتماد نظام التفويج بطريقة مستحدثة، وفي هذا الصدد أوضح بزينة: «نرغب في أن يكون نظام التفويج خلال السنة الدراسية مختلفا عن السنة الماضية التي اعتمدنا خلالها على التدريس بدفعات، وسيكون نظام التفويج بأن يدرس الطالب أسبوع ثم يتوقف أسبوع فقط، ولا يبتعد عن الجامعة لأكثر من أسبوع كي يحافظ على رغبته في الدراسة وعلى إلمامه بالمستجدات». وبناءً على مراسلات الوصاية، فإنّ التدريس في الجامعة سيكون السبت الذي من المفروض هو يوم عطلة، غير أن الظروف الاستثنائية جعلت من الوصاية استغلاله للتدريس، وكشف بزينة بأنّ هذه المراسلات تضمنت أيضا استغلال كل الهياكل البيداغوجية المتاحة بما فيها المكتبات، لذا سيستغل المكتبة المركزية على حد قوله، كما سيتم نشر الدروس في الموقع الإلكتروني للجامعة، ويمكن للطلبة تحميلها للاطلاع عليها قبل تلقينها لهم من قبل الأستاذة لما يتعلق الأمر بالتعليم عن بعد. وأجمع المشاركون في لقاء، أمس، بجامعة البليدة 1 على فشل نظام التعليم عن بعد بسبب عدم استعداد الأستاذة لهذا النظام من جهة، وعدم توفر الطلبة على أجهزة الحاسوب والأنترنت، خاصة هؤلاء الذين يعيشون في مناطق الظل أو من العائلات الفقيرة التي لا يمكنها في أغلب الأحيان توفير الانترنت لأبنائها. واقترح أحد ممثلي المنظمات الطلابية تحسين التعليم عن بعد بجعل حضوريا عن بعد، أي بتخصيص قاعة يتوجه إلى الأستاذ في توقيت محدد لتلقين الدروس لطلبته الذين يحضرون بالقاعة أو عن طريق النقل المباشر في شبكة الانترنت أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع الإشارة إلى أن تدريس المواد الأساسية يُجرى حضوريا بصفة إلزامية، ويتم تعليم المواد الاستكشافية الثانوية عن بعد. وأكّد بزينة بأن التعليم عن بعد يقتضي تحسينه حتى بعد انتهاء الوباء، لأنّه سيطوّر التعليم العالي ويساعد على رسكلة وإعادة رسكلة الإطارات التي تخرجت من الجامعة سابقا، وبخصوص فئة الطلبة المعوزين اقترحت ممثلة الأستاذة تلقيحهم إجباريا كي يضمنوا البقاء في الإقامات الجامعية ويُزاولون دراستهم حضوريا.