بينما تواصل وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، هجماتها ضد مواقع قوات الاحتلال المغربي بقطاعات الفرسية، المحبس، والسمارة مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، عقدت مؤخرا بالعاصمة الإسبانية جلسة علنية من طرف جمعيات الصداقة بمدريد لتقييم الوضعية الحالية ورسم معالم أنشطة تضامنية مع الشعب الصحراوي. مع ظرف مطبوع بالعودة الى الكفاح المسلح وتصاعد القمع الممنهج على مستوى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، دعت تنسيقية جمعيات الصداقة والتضامن الإسبانية مع الشعب الصحراوي الى عقد جلسة علنية، بهدف الوقوف الدقيق على سمات المرحلة الحالية، ورسم مخطط عمل تضامني جديد في الميادين السياسية والإنسانية وتحسيس الرأي العام بالساحتين الوطنية الإسبانية والأوروبية. وفي أعقاب اجتماع الهيئة المديرة للتنسيقية العامة، بتاريخ 17 سبتمبر الجاري، بدأت الجلسة المذكورة بعرض تقييمي قدمه الممثل بإسبانيا الأخ عبد الله العرابي، "بتمحيص الظرف الراهن لكفاح الشعب الصحراوي، والحاجة الملحّة لتجميع الجهود على كافة الجبهات لمرافقة شعبنا لتحقيق طموحاته في الحرية والسلام". كفاح على أعمدة صلبة أشار الممثل بإسبانيا الى أن الكفاح الوطني يرتكز في هذه الظروف على أعمدة صلبة، بينها المعركة القانونية ضد المملكة المغربية على صعيد المحاكم الأوروبية، وتعيين الأممالمتحدة لمبعوث جديد لقيادة مسلسل تصفية الاستعمار، بالإضافة الى انعكاسات هجمات جيش التحرير الشعبي الصحراوي على مخيمات اللاجئين والمناطق المحتلة ضد جيش الاحتلال المغربي. وفي ذات السياق، أثنى الممثل بإسبانيا على الدور التاريخي والمهم للتنسيقية العامة لجمعيات الصداقة والتضامن، كمرآة عاكسة لتضامن فئات المجتمع المدني الإسباني والمنظمات غير الحكومية مع الشعب الصحراوي. احترام حقوق الإنسان بالمناطق المحتلّة قرّر المجتمعون في إطار الجلسة العلنية المذكورة الدفع الى الأمام بحملة واسعة من أجل احترام حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة، والتعبير عن القلق الشديد بشأن الوضعية الكارثية التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون الصحراويون والناشطون الحقوقيون، بينهم الناشطة سلطانة خيّا وأفراد عائلتها، بمدينة بوجدور المحتلة. وتناولت الجلسة العلنية أيضا التفصيلات المتعلقة بأول طائرة تضامنية خاصة باتجاه مخيمات اللاجئين منذ بدء جائحة كورونا وغلق الحدود. ونقلا عن المصادر المقرّبة من التنسيقية العامة، فإن الطائرة المشار إليها ستعطي الأسبقية لسفر الوفود السياسية ووسائل الإعلام وممثلي المنظمات العاملة بمخيمات اللاجئين. دي ميستورا "مقيّد" بخارطة طريق مجلس الأمن من ناحية ثانية، أكد ممثل جبهة البوليساريو بأوروبا، أبي بشرايا أن المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستيفان دي ميستورا الذي سيتولى أساسا مهمة تسريع تطبيق الحلول الكفيلة بتسوية النزاع الصحراوي "يبقى مقيدا بخارطة الطريق التي سيعدها له مجلس الأمن الأممي". وبرأي المتحدث الصحراوي "إذا كان المغرب قد تمكن من تأخير تولي دبلوماسي آخر لهذا المنصب بهدف ابقاء الوضع الراهن الحالي المستمر منذ أكثر من 30 سنة حتى يتسنى له في نهاية المطاف حمل المجتمع الدولي على تقبل مخططه للحكم الذاتي كالأمر واقع، فالأمر راجع أساسا لتهاون من يملك حل النزاع بين يديه، بمعنى مجلس الأمن، لاسيما أعضائه الدائمين, الذي تقاعس عن أداء مسؤولياته في الصحراء الغربية".