صرح أمس الطيب بلولة رئيس التحرير لاول عنوان للصحافة الوطنية في الجزائر المستقلة " le peuple" ان خوض التجربة الاعلامية شهرين فقط بعد استعادة الجزائر سيادتها، كان بمثابة رهان وتحد كبيرين، ومغامرة فريدة من نوعها. وأوضح بلولة في مداخلة له بمناسبة نزوله ضيفا على مركز الصحافة «المجاهد» ان التجربة التي قادها تحت رئاسة المرحوم صالح لورانشي ورفقة زمرة من الصحافيين والصحافيات كانت وليدة مشروع عظيم، ارتأت من خلالها الحكومة الجزائرية الحديثة وضع اول الأسس في تاريخ الصحافة الوطنية، بقرار إصدار جريدة الشعب بالفرنسية التي حول عنوانها مباشرة بعد صدور العدد «0» إلى " le peuple" . واستعرض الطيب بلولة الجهود التي انصبت على عدة جبهات نظرا لضيق الوقت، اذ اقتضى الأمر منهم الاهتمام بإيجاد المقرات اللازمة وتعيين وتكوين الفريق العامل الى جانب مجال النشر. وقال المتدخل وهو يستعرض ذكرياته أنه عند استلامهم مقر الجريدة من مدير «ليكو دالجي» الفرنسي سيرتي تفاجأوا بوجود قنبلة موقوتة مخبأة داخل المطبعة وكان هذا هدية ملغمة قدمت للجريدة الفتية ومن فرنسا التي لم تهضم استقلال الجزائر. وأكد بلولة في سياق آخر ان السلطات المحلية في تلك الآونة عملت على تسهيل المهمة لهم، وتوفير المعلومة، حيث لم تكن هناك أية رقابة تذكر على المقالات الصحفية بخلاف بعض الضغوطات التي تعرض لها محررو مقالات لم تلق استحسان بعض المسؤولين. وكشف ضيف المنتدى من جهة اخرى ان الجريدة الوطنية الاولى في الجزائر المستقلة، قد حظيت باهتمام الوزراء والمسؤولين آنذاك في الحكومة وفي حزب جبهة التحرير الوطني، أمثال فرحات عباس، أحمد بن بلة، قايد احمد وغيرهم شكل مقرها مكانا للقاءاتهم ووجهة لزياراتهم المستمرة.وأشاد بلولة في شأن آخر بالدور الذي لبعته الجريدة السويسرية "24 heures" التي ساهمت في تكوين إطارات جريدة " le peuple". كما أكد على تفاني كل من صالح لورانشي مدير الجريدة والصحافي الفرنسي، صديق الجزائر، سارج ميشال، والصحفيون محيوز رابح، محمد معوش، وصبار طارق، وزهور زناتي، ومريم مكوش،، وغيرهم وسهرهم على صدور الجريدة حتى سنة 1965، اين عمدت اللجنة المكلفة من قبل الحكومة بالاصلاحات الاولى في تاريخ الاعلام الوطني، الى إنشاء جريدة المجاهد على خلفية إدماج كل من جريدة "Algerie République و"le peuple". واضاف ان بعد اتخاذ هذا القرار واختفاء الجريدة التي ترأس تحريرها منذ ال 19 سبتمبر 1962، غادر مجال الصحف اليومية، لينتقل الى فرنسا، حيث كانت له تجربة اخرى مع إنشاء جريدة الجزائر مع الجالية المغتربة. وعاد بعدها الى ارض الوطن حيث بدأ مشوارا آخر جعل منه محاميا في حين لم تطاوعه نفسه للتخلي عن استعمال القلم والكلمة اين كان له الفضل في إنشاء مجلة العمل، ومجلة لوبارو " le barot" .