ثمن الإذاعي البيطاروالملقب بخرينة الأفكار المتنقلة بإذاعة ''صوت العرب'' كامل البيطار المشوار الإعلامي الذي قطعته عميدة الصحافة الجزائرية ''الشعب''، حيث أكد لدى نزوله ضيفا على جناح الجريدة بالمعرض الدولي للكتاب انه على دراية بكثير من المعلومات المتعلقة بالصحيفة والتي تعكس عراقتها واحتوائها للرأي الجزائري بعد الاستقلال، ما دفعه إلى تلبية الدعوة قصد الاحتكاك وإمتاع شباب الجريدة اليوم بدردشة تعمق فيها في خبايا كامل البيطار والجزائر. ورأى ضيف جناح ''الشعب'' الإذاعي والرياضي كامل البيطار، ان صدور العدد صفر من جريدة ''الشعب'' حوالي ثلاث أو أربع أشهر بعد الاستقلال، ليأتي العدد الأول في 11 ديسمبر 1962، يدل على مواكبة عميدة الصحافة الجزائرية لمستقبل الجزائر، مؤكدا في هذا الصدد أن أوضاع الجزائر في فترة الاستعمار وإبان الثورة التحريرية مخالف لتلك الأوضاع والتغيرات والطموحات التي تسعى إليها الدولة بعد استرجاع سيادتها الوطنية. وقال كامل البيطار وبعيدا عن لغة المجاملات ولا قول الشعر في الجزائر وشعبها، فالجزائريين هم الأشقاء الحقيقيين للشعب المصري، للجزائر مكانة كبيرة داخل نفسي وداخل عقيدتي وقلبي وعقلي، فهو شعب قوي وصلب، كما مجد ضيف''الشعب'' البطولات والتضحيات الجسام التي قدمها الجزائريون فداء لوطنهم لنيل الحرية وضمان حياة شريفة ومستقرة لكل الاجيال، قائلا ''وأكثر من مليون شهيد تكفي للتعبير على عزم وصلابة وشجاعة الجزائريين، فمثلا في ثورة يناير بمصر مات أكثر من ألف شهيد لكنه هزيل أمام عدد التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري من اجله بلده.'' وفتح كامل البيطار قلبه لشباب في بداية طريقه الإعلامي بأم الصحافة الجزائرية ''الشعب'' ليكشف عن أسرار وحقائق ترتبط بتعلقه ببلد المليون والنصف مليون شهيد، حيث بدأت هذه العلاقة سنة 1951، حين نشأ بداخله عشق الجزائر، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب، حيث قال : فوجئت وأنا في مرحلة الثانوي أن أول أستاذ درسني اللغة الفرنسية هو جزائري، وبدأ ذهني يتفتح على هذا البلد، لتوضع البذرة الأولى لحبي للجزائر وأنا في هذه السن الصغيرة''، مضيفا ''وكنت لاعب كرة حيث كانت الرياضة المدرسية في تلك الفترة قوية، وبالتالي كنا كلاعبين ننتقل من مدرسة إلى مدرسة، وفي هذه الأخيرة التي انتقلت إليها فوجئت أيضا بأستاذ مادة الفرنسية جزائري''، ليكتشف بعدها ذات الإذاعي القدير ملامح وحقيقة شخصية الجزائري، وبناء على الفرق بين الشخصيتين الجزائريتين اللتين أحبهما كامل البيطار، ''تكونت بداخلي شخصية الجزائري، فأستاذي الأول كان شديد العصبية والثاني كان من اهدأ الناس، وعصبية الأول كانت من اجل ترسيخ قواعد تعلم اللغة الفرنسية في أذهاننا ونحن في سن مبكرة، أما الثاني فكان يعاملنا بنظرته لنا ونحن كبار''، للتواصل الصدف مع كامل البيطار ولقاءاته مع الجزائريين، حيث شاءت الصدف وان يكون أستاذه في مادة الفرنسية وهو طالب بكلية الآداب واللغات قسم الصحافة جزائري، وبالتالي تغلغل جذور حبه لهذا البد وشعبه أكثر فأكثر. ولم يتوقف قدر التقاء صاحب مدرسة الأسلوب والإلقاء الإذاعي الرصين والجرأة بالجزائريين عند مرحلة الجامعة بل تعداها إلى مرحلة انتقاله إلى عالم الشغل ودخوله عالم الإذاعة سنة 1959 بصفة مذيع نشرات أخبار وتعليقات، قائلا ''كنت جالسا في الاستديو وأنا في بدايات مشواري مع الإذاعة، والأغرب أن صوتي بث عبر موجات الأثير بعد 15 يوما فقط بعد سماعه في تدريبي، وهذا عرف لا يوجد في الإذاعة، حيث كان المبتدئ في هذا الميدان يكون عمله منحصرا في كتابة التقرير او ما شبه ذلك ''، إلى أن، حسب ذات ضيف جناح ''الشعب'' بمعرض الكتاب، ''فوجئت في احد الأيام وأنا جالس بشخص له ملامح ملائكي طويل القامة وحسن المظهر وتظهر عليه قوة الشخصية انه المعلق الجزائري الذي يتولى التعليق بعد قراءتي نشرة الأخبار ويتعلق الأمر بعيسى مسعودي الذي اكن له كل التقدير والحب واعتبره مثلا مميزا في التعليق، وهو أول رئيس إذاعة وتلفزة عقب الاستقلال، وهو أول معلق جزائري بصوت العرب ابتداء من الفاتح نوفمبر 1954 على الساعة الثانية صباحا، حيث كان يلقي تعليقاته باللغتين العربية والفرنسية، إضافة إلى معلق أخر لم أتذكر اسمه باللهجة الامازيغية.