أعلنت وزيرة الثقافة، أمس برياض الفتح، افتتاح فعاليات المهرجان الدولي الخامس للشريط المرسوم، الذي اتسم في طبعته لهذا العام بتزامنه وخمسينية استرجاع السيادة الوطنية، الشيء الذي دفع المنظمون إلى إعطاء كل مراحل تاريخ الجزائر نصيبها ضمن الشريط المرسوم الذي يعرف بالفن التاسع، الذي شاركت فيه أكثر من 30 دولة. وقد جالت تومي عبر مختلف أجنحة المهرجان التي جاءت في مجموعة من الخيمات كل لها فعاليتها، في ساحة تعد الفضاء الذي استقبل كل نشاطات هذه التظاهرة الثقافية منذ طبعتها الأولى سنة 2008 وصولا إلى طبعة هذا العام التي تستمر إلى 13 من الشهر الحالي. وقفت تومي عند كل المحطات التي تميز هذه الطبعة بدءا بالمكتبة التي تحتوي عددا كبيرا من الإصدارات في هذا النوع من الفنون لمختلف دور النشر من مختلف الدول المشاركة في المهرجان، فتعريجها على «فقاعة القراءة» التي تعد منبرا لتعليم الشباب لفنون قراءة الشريط المرسوم، إضافة إلى فضاء للإهداء، وورشات لتعليم إنتاج هذا النوع الفني. كما كشفت وزيرة الثقافة في تصريح لها للصحافة على الدور الكبير الذي يلعبه هذا المهرجان، الذي له لغته الخاصة في التأريخ لمختلف المراحل التي مرت بها الجزائر، داعية المجتمع الجزائري بمختلف شرائحه إلى التقرب والاندماج في مثل هذه الفعاليات، خاصة وانه ينظم، حسب تومي، في المكان الذي عقد فيه أول لقاء أو اجتماع للمجموعةال22 المفجرة للثورة التحريرية، ومثمنة المجهودات التي بذلها وما يزال يبذلها المنظمين من اجل مد يد العون للشباب وصقل المواهب في هذا القالب الفني. وقد أعطى المنظمون للمهرجان الدولي للشريط المرسوم في طبعة هذا العام نصيبا وافرا من التاريخ، حيث تم التعريج على مختلف المراحل التاريخية للجزائر، وعرض أعمال لفناني هذا القالب في معرض مركزي، يحس المتجول فيه وكأنه يدور عبر «كبسولة الزمن» من مرحلة إلى أخرى بدءا بالفتوحات الإسلامية في القرن السابع ميلادي، فالمقاومة الشعبية للأمير عبد القادر، التي وضعت لوحاتها فوق رمل تعكس المقاومة الشرسة التي خاضتها الصحراء الجزائرية في تلك الفترة، كما أعطي الطابع العمراني القديم اهتماما كبيرا في هذا المعرض، من خلال الطابع العمراني للقصبة التي حملت رسوم تؤرخ لفترة الاستعمار الفرنسي إلى غاية الاستقلال. يتضمن المهرجان الدولي الخامس للشريط المرسوم بالجزائر برنامجا ثريا ومتنوعا من النشاطات من معارض وورشات ومحاضرات وبيع بالإهداء لرسامي الشريط المرسوم من الجزائر وخارجها، حيث يشارك مختصون في هذا النوع الفني ورسامون وكتاب نصوص جزائريين وأجانب في هذا المهرجان المنظم بمناسبة إحياء خمسينية استرجاع الجزائر لاستقلالها تحت شعار «الجزائر 50 فقاعة!» .و من بين المواضيع التي تتم مناقشتها بالمناسبة «الشريط المرسوم مرآة التاريخ» و«آليات دعم النشر، دور الوزارات» و «تخليص الشريط المرسوم الأفريقي من الاستعمار» وأيضا «الهجرة عبر الشريط المرسوم». كما تعرض أفلام تنشيطية وتظم ورشات حول مبادئ وتقنيات الشريط المرسوم وعلاقة هذا الفن بالسينما والصحافة والتكنولوجيات الجديدة. في ذات السياق تقوم منشورات «زاد لينك» بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بتنظيم مسابقة «كوزبلاي زاد لينك 2012» لأفضل لباس يمثل شخصية مونغا بشريط مرسوم وألعاب الفيديو والسينما أو شخصية نموذجية».