أحيت السلطات الولائية بخنشلة، أمس، الذكرى 64 لمعركة أوشعوة،ببلدية المحمل، من خلال عدة نشاطات احتضنها دوار الخلافنة. تمّ، بالمناسبة، وضع إكليل من الزهور بالمعلم التذكاري المخلد لمعركة أوشعوة بدوار الخلافنة ببلدية المحمل قبل قراءة فاتحة الكتاب على ضحايا المعركة، مع تكريم المجاهدين الذين شهدوا المعركة وأفراد عائلات شهداء معركة أوشعوة من طرف والي خنشلة، علي بوزيدي، والسلطات الأمنية والعسكرية المرافقة له. كما عرضت شهادات حيّة عن معركة أوشعوة من طرف المجاهد، بشير لعيور، أمين قسمة المجاهدين لبلدية المحمل، والتي عاد من خلالها إلى تفاصيل تلك المعركة التي انطلقت، في حدود الساعة الثالثة مساء، من يوم 5 ديسمبر 1957، واستمرت إلى غاية ساعة متأخرة من الليل بعدما قرر المجاهدون الانسحاب بسبب عدم تكافؤ القوّتين العسكريتين. وأكّد مدير المجاهدين لولاية خنشلة، السعيد شريخي، أنّ معركة أوشعوة ببلدية المحمل التي جرت أحداثها بدوار الخلافنة، تعتبر واحدة من أكبر المعارك التي جرت خلال سنة 1957 بالولاية التاريخية الأولى أوراس النمامشة، وتكبّد خلالها المستعمر الفرنسي خسائر كبيرة في التعداد البشري وحتى المادي رغم تباين القوى بينه وبين أفراد جيش التحرير الوطني الذين خاضوا المعركة. وأضاف شريخي أنّ قوات الاستعمار الفرنسي المتواجدة بمنطقة تازقاغت (بلدية المحمل) علمت بتواجد فوج من المجاهدين يفوق عددهم 70، بدوار الخلافنة، لتتوجه إلى المنطقة مدعمة بمدفعيات وطائرات عمودية كشافة، حيث دخلت في مواجهة مباشرة مع عناصر جيش التحرير الوطني الذين استشهد منهم 13 مجاهدا وتمّ أسر 5 مجاهدين. وأشار إلى أنّه كان من بين المجاهدين الذين قامت قوات العدو الفرنسي بأسرهم قائد المعركة، ساعد بوساحة، المدعو «الشايب»، والذي قام العساكر الفرنسيون بتعذيبه وقتله والتنكيل بجثته، في اليوم الموالي للمعركة، بالقرب من مسجد قرية أولاد عمارة ببلدية المحمل، أمام مرأى سكان المنطقة بعدما رفض إعطاءهم أيّ معلومات عن نشاط المجاهدين ببلدية المحمل والقرى المجاورة لها. وأردف أنّ أفراد جيش التحرير الوطني ورغم قلة عددهم ومباغتتهم من طرف قوات الاستعمار الفرنسي في منطقة جرداء، إلاّ أنّهم أبلوا البلاء الحسن وتمكنوا من قتل 150 عسكريا فرنسيا وجرح 20 عسكريا آخر واسترجاع 5 أسلحة ليغادروا ميدان المعركة، عند حلول الظلام. وأكّد شريخي أنّ مديرية المجاهدين لولاية خنشلة تحرص دوما على إحياء وتخليد ذكريات أمهات المعارك التي جرت إبان الثورة التحريرية، على مستوى الولاية التاريخية الأولى أوراس النمامشة، بهدف إطلاع جيل الاستقلال على التضحيات الجسيمة التي قدّمها الشعب الجزائري إبّان الثورة وتنمية روح الوطنية وحبّ الوطن لدى الأجيال الصاعدة.