استثمار 1.4 مليار دولار لإنتاج حوالي 45 ألف برميل تحققت أولى ثمار قانون المحروقات 19-13 الصادر في سنة 2013 بتوقيع مجمع سوناطراك مع الشركة الايطالية إيني، ظهر أمس الثلاثاء، على عقد يتعلق بالاستكشاف والإنتاج على مستوى منطقة حوض بركين جنوب، يغطي مساحة 7880 كلم مربع، باستثمار يقدر ب1.4 مليار دولار لإنتاج حوالي 45 ألف برميل نفط مكافئ في اليوم واتفاقية استراتيجية تتعلق بمجال الانتقال الطاقوي وتشمل إنتاج الطاقة الشمسية واستكشاف الليثيوم وإنتاج الوقود الحيوي وكذا الهيدروجين. هو مشروع شراكة جديد أعلن عنه في حفل بمقر المديرية العامة للشركة الوطنية للمحروقات، بحضور وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، سفير إيطاليا جيوفاني بوجلياسي، الرئيس التنفيذي لشركة إيني كلاوديو ديسكالزي، الرئيس المدير العام لسوناطراك توفيق حكار، رئيس وكالة تثمين موارد المحروقات، رئيس سلطة ضبط المحروقات إلى جانب أطارت المجمع. توفيق حكار: كسب معركة الطاقة الشمسية والهيدروجين اعتبر توفيق حكار هذا الإنجاز حلقة جديدة في سجل الشراكة بين الجانبين، وفقا لقانون المحروقات الجديد، مذكرا بتاريخ إيني الإيطالية التي تأسست في 1953 وكان لصاحبها أنريكو ماتيي موقف مؤيد لثورة التحرير الجزائرية، وهي أول مؤسسة أبرمت عقد شراكة طويل الأمد في الجزائر خلال سبعينيات القرن الماضي. وأضاف، أن الشريكين يواجهان تحديات في المستقبل المنظور، موضحا بعض جوانب الاتفاقين؛ الأول يخص الاستكشاف والإنتاج على أساس تقاسم الإنتاج ببركين، حيث ينص مخطط تطوير جنوب بركين على تنفيذ أعمال الاستكشاف والتطوير بطريقة المسار السريع لتقليص مدة الإنتاج والتسويق عن طريق استغلال المنشآت القائمة حاليا على مستوى حقل منزل لجمات، ما يعطي ديناميكية لفروع المجمع بإشراكها في إنجاز المشروع. والمكسب الثاني، استراتيجي لتطوير الطاقات الجديدة يرمي إلى تعزيز التعاون القائم في المجال التكنولوجي ومواصلة جهود تخفيض البصمة الكربونية على امتداد سلسلة الإنتاج، وصولا إلى إنتاج بترول وغاز بنسبة صفر كربون، مما يعزز مكانة سوناطراك عالميا، كما أشار إليه توفيق حكار. مضيفا، قبل أن يشكر الوفدين المفاوضين، أنه يتم وضع موارد بشرية ومالية ملائمة لكسب معركة الطاقة الشمسية والهيدروجين، ما يسمح بإنتاج قيمة مضافة لوسائل الإنتاج الوطنية، مع اللجوء كلية في تجسيد المشروع إلى مؤسسات، ما يعطي فرص توظيف جديدة وفقا للقانون الجديد الذي يلزم المؤسسات بتشغيل خريجي الجامعات ومعاهد التكوين، مع تدريبهم قصد إدماجهم في العمل. كلاوديو ديسكالزي: لا توجد إيديولوجيا في عالم التكنولوجيا وأبدى من جانبه الرئيس التنفيذي لشركة إيني، ارتياحه للشراكة القائمة مع المجمع الجزائري عبر عقود مضت، قائلا: "نمر بمرحلة صعبة (جراء التحول الطاقوي والإيكولوجي)، مما يفرض تحديد خيارات وتغيير النموذج الطاقوي"، مشيرا إلى مواكبة هذا التغير في العالم كله بتغير نمط العرض. وأشار كلاوديو ديسكالزي، إلى تداعيات جائحة كوفيد-19 وتراجع معروض الغاز وارتفاع الأسعار في أوروبا، قائلا: "لذلك الفرصة مواتية للجزائر للعمل بسرعة، لأن العالم يحتاج إلى كافة أنواع الطاقة المتوفرة والتكنولوجيات الجديدة"، موضحا أنه "لا توجد إيديولوجيا في عالم التكنولوجيات، لذلك يكون الاستثمار في البحث والتنمية حتميا". وكشف عن استثمار شركته 5 ملايير في التكرير بمعايير حديثة في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن كل شيء يدور حول الطاقة والإنسان، شاكرا الجزائر على الثقة وسوناطراك على التعاون ليدعو إلى التوجه إلى المستقبل من بوابة التكنولوجيا. جيوفاني بوجليازي: عرفان بتكريم أصدقاء الثورة أما سفير إيطاليابالجزائر، فقد عبر عن رضاه لتتويج المفاوضات التي استمرت إلى غاية ليلة أمس، حول ضبط بنود الاتفاقين، على أساس قاعدة رابح -رابح، للانتقال إلى العمل في الميدان بسرعة. وذكر جيوفاني بوجليازي، من هذه المحطة الاقتصادية بزيارة الرئيس الإيطالي الجزائر في 6 نوفمبر الماضي وحظي بتكريم من جانب الرئيس عبد المجيد تبون الذي كرم أيضا أسماء إيطالية من رموز أصدقاء ثورة التحرير المجيدة. عرقاب: الجزائر دولة موثوقة ولدى تناوله الكلمة، صرح محمد عرقاب أن "هذه الثمرة تعزز استمرار العلاقات بين البلدين المتميزة بالمتانة وتكتسي طابعا استراتيجيا"، مؤكدا أن الجزائر دولة موثوقة تحترم دائما التزاماتها تجاه الشركاء حتى في زمن أوقات صعبة". وكشف بالمناسبة، عن ارتفاع صادرات المحروقات إلى إيطاليا بمعدل 4 ملايير دولار السنوات الماضية، مشيرا إلى أن إيني وسوناطراك يعملان في 12 مشروع استكشاف وإنتاج وما تم التوصل إليه امتداد لمذكرتي تفاهم بين الجانبين، جرى توقيعها في 10 ديسمبر 2020 وفي 25 مارس 2021 بميلانو الإيطالية. ويرتقب أن يرفع هذا الإنجاز سقف الشراكة ومنها الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع الطاقة، الذي بقدر ما يتجه إلى تغيرات عميقة مواكبة لمقتضيات التحول ومستلزمات معايير البيئة، بقدر ما يواصل تحمل عبء الاقتصاد في البلدين، خاصة مع آثار قوية لوباء كورونا أصابت معادلة النمو في الصميم، قبل أن تستأنف العجلة دورانها على سكة صلبة تحمل قطار الشراكة إلى محطات مقبلة عنونها استثمار منتج رابح- رابح.