مطالب باستقلالية مالية وإدارية للتّكفّل الأمثل يوفّر مركز مكافحة السرطان بمستشفى محمد بوضياف بورقلة خدمات طبية لفائدة المرضى، حيث يضم المستشفى طاقما طبيا في تخصصات متعددة، ويضمن فحوصات طبية متخصصة لكل المرضى الموجهين من قبل الأطباء الذين يشتبهون في إصابة المريض بورم ما. بالنظر لما توفره من تكفل بالمرضى في جميع مراحل العلاج، خفّفت هذه المنشأة الصحية منذ دخولها حيز الخدمة، من عناء المرضى في ولاية ورقلة وبعض الولايات القريبة والمجاورة كثيرا، بعد أن كان المريض يضطر في سنوات سابقة للتنقل على مسافات طويلة إلى المدن الكبرى من أجل التشخيص أو تلقي العلاج. يعد مركز مكافحة السرطان مصلحة تابعة للمؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف وتقدر طاقته الاستيعابية بنحو 100 سرير، ويقدّم خدمات تتعلق بالجراحة السرطانية والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيمياوي، ويضم طاقما طبيا مكوّنا من جزائريين وكوبيين. ويوفّر حسب مصالح هذه المؤسّسة متابعة للحالة الصحية للمرضى من طرف طاقم طبي متخصص في طب الأورام، العلاج بالأشعة، التشريح المرضي، طب الأشعة، الجراحة العامة للأورام، أمراض النساء، جراحة الأنف، الأذن، الحنجرة، أمراض الدم، الجهاز الهضمي، المسالك البولية ويستفيد المريض من إمكانيات التشخيص المتوفرة بالمستشفى من التحاليل اللازمة المتوفرة في مخبر التشريح المرضي، بالإضافة إلى مختلف الأشعة اللازمة. وفي حالة تأكّد إصابة المريض بالمرض، فإنّه يستفيد حسب الحالة من الجراحة أو العلاج الكيمياوي أو العلاج، ويضمن المستشفى تجهيزات كبرى، مثل «سكانير» كوسيلة لتحديد أماكن الورم، وجهاز «المسرع»، ونظرا لأهمية الجانب النفسي، يرافق المرضى وذويهم نفسانيون عياديون، وكذا مساعدة اجتماعية للمساعدة على تخطي الآثار السلبية سواء للمرضى أو للعلاج لاسيما الكيمياوي. ويتوفر المستشفى أيضا على مصلحة للطب النووي، تضمن حاليا متابعة واستخدام الأجهزة الطبية العصرية والضّرورية في مراحل علاج المرضى في ورقلة وباقي الولايات، هذا وينتظر أن يتدعّم المستشفى بتجهيزات أخرى من شأنها المساهمة في تقليص مواعيد العلاج بالأشعة، وفي تقديم خدمات العلاج بمصلحة الطب النووي، وكذا العمل على التكفل بسرطانات الأطفال. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المقدمة من طرف الطواقم الطبية والإدارية المكلفة بضمان السير الحسن لهذه المنشأة، إلا أن العديد من تقارير المتتبعين للشأن المحلي والناشطين في المجال الصحي، ما زالت تؤكّد على ضرورة التعجيل بالاستقلالية الإدارية والمالية لمركز مكافحة السرطان بورقلة، والذي على الرغم من النشاط الكثيف الذي يشهده، حيث يستقبل بالإضافة إلى المرضى المقيمين بالولاية عديد المرضى من الولايات المجاورة، إلا أنه ما زال مصلحة تابعة لمستشفى محمد بوضياف. العمل الجمعوي لتعزيز التكفل بالمرضى يؤدي العمل الجمعوي دورا مهما، في إطار تعزيز فعالية التكفل بالمرضى، ويتوضّح هذا النشاط بولاية ورقلة من خلال جمعية شفاء لرعاية مرضى السرطان بورقلة، وهي جمعية ولائية دخلت النشاط وتسعى إطاراتها إلى تعزيز عمل الجمعيات الفاعلة في مدينة ورقلة من أجل دعم المنظومة الصحية في شقها التطوعي. وبالإضافة إلى اهتمامها بمرضى السرطان، تأخذ التوعية بمخاطر هذا المرض حيّزا هاما من نشاطها، خاصة أن هذا المرض أضحى من بين الأمراض الشائعة في المجتمع، ويقوم عمل الجمعية على رعاية مرضى السرطان في مدينة ورقلة وضواحيها بالتواصل مع مرضى السرطان في مركز مكافحة السرطان بمستشفى محمد بوضياف من أجل متابعة الحالات الموجودة ومرافقة المرضى، ودعمهم نفسيا وماديا بما تيسّر للجمعية من إمكانات، كما ذكرت العضو في الجمعية خديجة عنيشل في حديث ل «الشعب». وتنشط الجمعية من خلال تواصلها الدائم مع مركز مكافحة السرطان من أجل تزويد وتحيين المعلومات حول المرضى وعددهم نساء ورجالا واحتياجاتهم، كما تتواصل الجمعية مع المركز بشكل مباشر، وتجري زيارات دورية ويربط أعضاؤها علاقات أخوية مع المرضى وتستجيب لحاجاتهم واحتياجاتهم، خاصة أنّ من بينهم مرضى قادمين من خارج الولاية للاستشفاء بمصلحة السرطان. وساهمت الجمعية في تلبية حاجات كثيرة للمرضى بفضل إعانات أعضائها وإعانات المحسنين، الذين يتواصلون مع الجمعية، وكذا الاستعانة بما يقدّمه أهل الخير والإحسان من تبرّعات تفي أحيانا بما هو مطلوب. جائحة كورونا وتأثيرها بالنسبة لجائحة كورونا ووقع تأثيرها على المرضى، أوضحت الدكتورة عنيشل أنّ كورونا كان لها أثر كبير على وضع مرضى السرطان، خاصة خلال الفترات التي تعقد فيها الوضع الوبائي، إذ تمّ تخفيض عدد الزيارات التي كانت متاحة سابقا في الظروف العادية قبل جائحة كورونا، وهو أمر فرضت في الواقع الظرف الوبائي، وحتّم على المصالح الاستشفائية الالتزام به حفاظا على صحة المرضى، خاصة المتواجدين في مركز مكافحة السرطان، والذين يعدون من الفئات الهشة مناعيا، لذلك كان هناك تحديد للزيارات ولكن لم يمنع هذا من أن يكون النشاط التطوعي لفائدة المرضى. ويؤكد من جانب آخر المرضى وكذا ناشطين في الحركة الجمعوية، على ما تبذله إطارات مستشفى محمد بوضياف من جهود للتكفل بالمرضى بشكل يستحق التثمين، خاصة أن التكفل بفئة مرضى السرطان يتطلب تكاتف جهود الجميع، المصالح الاستشفائية والطاقم الطبي وشبه الطبي الموجود ومركز مكافحة السرطان باعتباره المصلحة المعنية بشكل مباشر بالمرضى وأعضاء المجتمع المدني أيضا، الذين ينبغي أن يدركوا جيدا أهمية حاجة مرضى السرطان إلى الدعم النفسي، المعنوي والمادي، لذلك ينبغي أن تتكاتف الجهود من أجل تحقيق التكفل التام بهؤلاء المرضى. وتسعى جمعية «شفاء» لرعاية مرضى السرطان، كما أشارت إطاراتها إلى مد يد العون لهذه الفئة وهؤلاء المرضى بما هو متاح من إمكانات، والتي ينتظر أن تتعزّز بإعانات المحسنين وإعانة السلطات المحلية ومديرية الصحة الولائية لدعم الجمعيات الناشطة والفاعلة في هذا المجال. وفي هذا السياق، تقوم الجمعية بالتغطية الصحية للمرضى، من خلال التواصل مع مصالح المستشفى من أجل تحديد المواعيد للمرضى وخاصة الوافدين من خارج الولاية، كما تساعد الجمعية كثيرا في هذا الجانب، وتلقى استجابة كبيرة من مصالح المستشفى، وبخاصة مصلحة مكافحة السرطان. وتعتبر الجمعية واسطة بين المريض وبين المصالح الاستشفائية وواسطة إدارية أيضا، إذ تتكفل حتى بالموضوعات الإدارية، وما يتطلّبه هذا الجانب من تسهيلات إدارية تثقل كاهل المريض، فيما تسعى الجمعية من جانبها لتخفيف هذا العناء عن المريض، وهذا جانب مهم جدا. وتولي إطارات الجمعية للمتابعة النفسية للمرضى مجالا مهما، حيث تحرص على مرافقتهم والحديث معهم وبث الأمل في نفوسهم بالتذكير، وبالكلمة الطيبة والتسلية وتشجيعهم على مواجهة المرض، وحثهم على التحلي بقوة الإيمان والصبر لتجاوز محنة السرطان. ومع تكفل الدولة الجيد بهذه الشريحة من مرضى السرطان كما قالت الدكتورة خديجة عنيشل، سجّل تقدّم نسبي وملحوظ في جوانب علاج السرطان، فلم يعد هذا المرض قاتلا في جميع الأحوال، إذ هناك حالات شفيت وكثير من الحالات تجاوزت المرض إلى مرحلة التعافي، لذلك يحاول أعضاء الجمعية والمنخرطين فيها إيصال هذه الرسالة للمرضى، لأنّ مرض السرطان لا يحتاج دائما إلى الماديات فقط، بل الحاجة للدعم النفسي، تعد أكثر أهمية ومن المهم أن ندعم المريض من خلال زياراتنا ودوراتنا، بالتعاون والتنسيق مع أخصائيين في هذا الجانب وأفراد الجمعية، وهذا يهون عليهم كثيرا حسبما لاحظناه كما أضافت، حتى أن غياب هذا النشاط أضحى يؤثر فيهم. صعوبات العمل التّطوّعي لقلة النّشاط التطوعي في مجال المساعدة على مرافقة مرضى السرطان والتكفل بهم بولاية ورقلة، حيث تعد جمعية شفاء لرعاية مرضى السرطان من بين الجمعيات القليلة المختصة في التكفل بهذه الفئة من المرضى، لذلك فإن دعمها في التأطير ضروري لتعزيز مساعي التكفل بالمرضى. وبهذا الصدد، أكّدت الدكتورة عنيشل أنّ الجمعية التي يتواجد مقرها بحي لاسيليس بوسط مدينة ورقلة، أبوابها مفتوحة للجميع وتدعو جميع المحسنين في المدينة وخارجها إلى الانخراط، والمساهمة في الجانب الجمعوي والتطوعي، وبتكثيف جهود المحسنين والمتطوعين والأطباء والأخصائيين والأعضاء المنخرطين في الجمعية، لأنّ هذه المهمة حسبها تحتاج إلى قوة وإلى صبر ووقت ويجب أن يتشارك الجميع في الأجر والجهد كل من جانبه، وحتى تتشكّل جبهة قوية في مواجهة مرض السرطان، وفي دعم المرضى ومرافقتهم ورعايتهم. ولتعزيز التواجد الدائم في خدمة المرضى، ومن خلال هذه الجمعية التي تعد من الجمعيات القليلة المهتمة بهذه الفئة، والتي دعّم تأسيسها كوادر جامعيون وإطارات وموظفون وربات بيوت وتنتظر تعزيز عددها، من خلال المهتمين بالمجال التطوعي لتقديم يد العون لمريض السرطان ومساعدتهم لتخطي هذا المرض. وبالإضافة إلى دعم الكادر البشري للجمعية، تشكّل قلة الموارد المالية أحد الصعوبات التي تعترضها، خاصة تكاليف العلاج الباهظة جدا والأشعة والأدوية، وأحيانا بعض الأدوية تكون غير متوفرة، فقلة الموارد المالية كما ذكرت محدثتنا، تقف حاجزا أمام تلبية كل متطلبات المريض الذي يحتاج الى أمور يعجز عنها، ولكن هناك ما تتكفل الجمعية بتلبيته، وهناك ما يفوق طاقتها المالية، لذلك تلجأ إلى أهل الخير والإحسان وأحيانا لا تجد من يتكفل، وهذه من أبرز الصعوبات التي تعترض نشاط الجمعية، ولذا تدعو أهل الخير إلى الالتفاف حولها، ودعم مسعاها في إعانة مرضى السرطان. ويعد ضيق مساحة مصلحة مكافحة السرطان، من بين الصعوبات أيضا تقول المتحدثة، حيث يعيق هذا الأمر كثير من نشاطات الجمعية، وخاصة أثناء الزيارات أو بالنسبة أيضا للمرضى، بحكم هذه المصلحة تستقبل أيضا الوافدين من خارج الولاية، لذلك ينتظر الاستجابة للمطلب وتتحقق الوعود بإنجاز مركز جهوي في مكافحة السرطان يكون مستقلا عن المستشفى قائما بذاته مساحته كبيرة بميزانية مستقلة، وأضافت هنا «الدولة تبدي اهتماما كبيرا بهذا الجانب، لذا يُنتظر من السلطات أن تسعى في هذا الأمر، حتى نخفّف على مريض السرطان، خاصة أنّ الأعداد في تزايد يومي ومرض السرطان أضحى مرضا منتشرا في أوساط المجتمع، أمر تؤكّده الإحصائيات، لذلك نتمنى أن يُعجّل بإنشاء مركز جهوي لمكافحة السرطان بمساحة وإمكانات كافية، حتى نستطيع أن نلبّي كل احتياجات مرضى السرطان الذين نسأل الله أن يشفيهم».