تحذير «الصّحة العالمية» مرتبط بغياب معطيات تؤكّد نهاية الوباء أكّد الباحث في علم الأوبئة والمختص في الطب الوقائي بمستشفى تيبازة البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة في اتّصال مع «الشعب»، أنّ كل الاحتمالات مفتوحة فيما يتعلق بفيروس كورونا ولا يمكن الجزم بنهاية الوباء، لتبقى بذلك الموجة الخامسة احتمالا واردا، خاصة مع وجود المتغيرات وعودة منحى الإصابات في بعض الدول الأوروبية الى الارتفاع، حيث تعرف ألمانيا مثلا أكثر من 90 ألف إصابة جديدة في اليوم الواحد، في المقابل يعرف الوضع الوبائي في الجزائر حالة استقرار منذ أشهر، ما يضع المختصين والأطباء في حالة ملاحظة ومراقبة لأي تغير طارئ فيها. أوضح البروفيسور أنّه بالإضافة إلى احتمال دخول الجزائر موجة خامسة، هناك احتمال ثان هو تحول فيروس كورونا الى نوع من الانفلونزا الموسمية أي توطينه، إلى جانب احتمال ثالث هو ظهور متغير جديد بالرغم من أن «أوميكرون» ما يزال إلى حد الآن المسيطر، وسبب الزيادات في عدد الإصابات في بعض الدول الأوروبية والأمريكية. أما فيما يتعلق بتحذير منظمة الصحة العالمية من تسرّع بعض الدول في رفع قيود كورونا وإعلانها نهاية الوباء، قال بوعمرة بضرورة عدم التسرع في الفصل بنهاية الوباء بسبب عدم وجود معطيات واضحة لأن الموجودة الآن تؤكّد أنّنا في حالة استقرار بالنظر إلى انخفاض عدد الإصابات اليومية الى اقل من 20 إصابة، وعليه لا بد من الإبقاء على الحيطة والمراقبة. أما القول بنهاية الوباء فغير ممكن بالنظر إلى المؤشرات المتوفرة، أما فيما يتعلق بالمتغير «دلتاكرون» أشار بوعمرة إلى أن عدد حالات الإصابة بهذا المتغير محدودة جدا لا يتعدى حالتين أو ثلاث حالات، مذكّرا أنّ الاندماج الجيني للمتغيرين «دلتا» و»أوميكرون» ممكن من الناحية العلمية، لكنّه في الواقع حدث نتيجة وجود بقايا جينية للمتغير «دلتا» في أنابيب اختبار في أحد المختبرات. في سياق متصل، شدّد البروفيسور على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، خاصة ارتداء القناع الواقي، فبالنظر إلى حالة الاستقرار الذي يعرفها الوضع الوبائي في الجزائر وضع الكثير من المواطنين احترام الإجراءات الوقائية جانبا، مؤكّدا أنّه رد فعل طبيعي للجزائريّين، الذين تعودوا التخلي عن الالتزام بالقناع الواقي والتباعد الاجتماعي في كل مرة يشهد الوضع الوبائي انخفاضا في عدد الإصابات. في نفس الوقت، ذكّر المتحدث أنّ استراتيجية مجابهة الوباء في الجزائر مبنية على التعايش معه، حيث تعتمد التشديد في التدابير الاحترازية عند ارتفاع عدد الإصابات، بينما تلجأ الى التخفيف فيها عند تسجيل استقرار في الوضع الوبائي وهو ما نعيشه منذ أشهر، لكن لا يعني ذلك إغفال أهمية الإبقاء على الأقل على ارتداء القناع الواقي والتلقيح، الذي ما زال يسير ببطء ما يجعل من التحسيس والتوعية ضروريان لتحفيز المواطنين على الذهاب الى مراكز التلقيح لبلوغ نسبة المناعة الجماعية. احتمال وارد يرى الدكتور محمد ملهاق في تصريح سابق ل «الشعب»، وجود احتمال دخول الجزائر في موجة خامسة بعد انتهاء الرابعة التي بلغت ذروتها 2500 إصابة جديدة في 25 جانفي الماضي، لوجود ثلاثة مؤشرات مهمة هي التراخي السائد بعد انخفاض عدد الإصابات في الأسابيع الأخيرة وصلت الى اقل من 20 اصابة، وكذا بطء وتيرة التلقيح، أما المؤشر الثالث فيتعلق بظهور وانتشار المتحوّر الفرعي (BA2) سريع العدوى. وعن المؤشر الأول، قال الدكتور إنّ المواطن الجزائري تعوّد على عدم احترام الإجراءات الوقائية، خاصة ارتداء القناع الواقي والتباعد الاجتماعي في كل مرة يبدأ منحنى الإصابات في النزول، حيث نلاحظ حالة من التراخي والاستهتار تسود المساحات والفضاءات العمومية، وبالرغم من تحذيرات المختصين والأطباء من التعامل بسلبية تجاه الإجراءات الوقائية استبعدها المواطن من قاموسه اليومي، ما جعل من الموجة الخامسة احتمالا واردا. أما فيما يتعلق بالمؤشر الثاني، أوضح ملهاق أنّ ضعف وتيرة التلقيح بالنظر إلى الإقبال الضعيف على مراكز التلقيح، سيكون له أثر عكسي على المناعة الجماعية بسبب عدم تحقيق أو بلوغ النسبة المنشودة من التلقيح، وعليه لن تحمي النسبة المحققة إلى غاية اليوم من موجة جديدة محتملة، يؤدي فيها ضعف الإقبال على التلقيح دورا محوريا في انتشار العدوى. في سياق متصل، تحدّث ملهاق عن المؤشر الثالث المتعلق بوجود المتحوّر الفرعي (ب ا 2) الذي يتميز بسرعة انتشاره وانحساره في الجزائر، والذي يعزز وجود احتمالات علمية تنذر بحدوث موجة خامسة، دون استثناء فرضية ظهور متغير جديد بعد «أوميكرون»، خاصة على ضوء المؤشرين الأولين المتمثلين في حالة التراخي وضعف نسبة التلقيح. وأكّد محدّثنا ضرورة الإبقاء على حالة الحيطة واليقظة من خلال احترام الإجراءات الوقائية بالدرجة الأولى التقيد التام بالبروتوكولات الصحية التي يهملها كثير من المواطنين بالرغم من أهميتها كارتداء القناع الواقي والتباعد الجسدي والاجتماعي، بالإضافة إلى التلقيح لأنه السبيل لتحقيق مناعة جماعية تحمي المجتمع من أيّ احتمالات واردة لموجة خامسة. «الصّحة العالمية» تُحذّر في بيان لها حذّرت منظمة الصحة العالمية، أول أمس، من تسرّع بعض الدول الأوروبية في رفع التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا منها ألمانياوفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، ما جعلها تعرف اليوم عودة الارتفاع في عدد الإصابات جراء انتشار النسخة الثانية من متحور أوميكرون (BA.2). وقد سجّلت فرنسا ما يقرب من 90 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا في المتوسط خلال الأيام السبعة الماضية، ما يمثّل زيادة 36 بالمئة عن الأسبوع السابق عندما رفعت الحكومة معظم إجراءات البروتوكول الصحي لمكافحة وباء كوفيد-19، وبلغ عدد الحالات الجديدة خلال الساعات 24 الماضية، والتي نشرت الأحد 81283، أما ألمانيا فكشفت عن ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا بعد تسجيل 92314 إصابة جديدة.