لم تفوّت المحافظة السّامية للأمازيغية سانحة المعرض الدولي للكتاب لتسجّل حضورها القوي، من خلال العديد من النّشاطات العلمية والثقافية، الموزّعة على ثلاث محاور رئيسية..ويتزامن ذلك مع تواصل الإقبال على الكتاب باللغة الأمازيغية، الحاضر أيضا في الطبعة الخامسة والعشرين من التظاهرة، وهو ما «يؤكّد على دور الأمازيغية كعامل يغذّي الوحدة الوطنية باعتباره مقوما رئيسا للأمة الجزائرية». عديدة هي العناوين التي قد يقابلها الزائر لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، ومتنوّعة هي اللغات التي تنقلها صفحات الكتب المعروضة..ومن بين هذه اللغات، نجد الأمازيغية بمختلف متغيّراتها، ولعلّنا لا نفشي سرّا حينما نقول إنّ أكبر فضاء يعنى بهذه اللغة وإصداراتها هو فضاء المحافظة السّامية للأمازيغية، الذي يحتضن ندوات علمية وجلسات بيع التوقيع، إلى جانب إصداراته للسنتين السّابقة والجارية. اقتربنا من المكلّف بالإعلام في المحافظة السامية للأمازيغية، أحمد لعلاوي، وسألناه عن موقع الكتاب باللغة الأمازيغية في هذه التظاهرة العائدة بعد طول غياب، وأجابنا بأنّ حضور الكتاب الأمازيغي يبقى مميزا في هذه الدورة الاستثنائية للصالون الدولي للكتاب في طبعته ال 25: «هناك العديد من دور النشر التي أصبحت تهتم بالكتاب الأمازيغي»، يقول لعلاوي، مبرّرا ذلك بكون هذا الكتاب مطلوبا في سوق النشر من قبل الطلبة والتلاميذ والأساتذة والباحثين والجامعيين، وهذا ما شجّع النّاشرين على الاهتمام بهذا الكتاب، خاصة مع وجود كثافة في عملية الإنتاج في مختلف الحقول العلمية والإنسانية باللغة الأمازيغية، وبمختلف التنوّعات اللّسانية الأمازيغية المتداولة في الجزائر، «وهنا أخص بالذكر العديد من دور النشر التي تتعامل معها المحافظة السامية للأمازيغية من خلال صيغة الطبع المشترك، وهي حاضرة بقوة في الصالون، على غرار دار نشر «تيرا» من بجاية، «إذليس» من باتنة، دار الحكمة، وكذلك المؤسّسة الوطنية للفنون المطبعية التي أصبحت تهتم بالكتاب الأمازيغي، وغيرها من دور النشر العديدة، الخاصة والعمومية، التي تهتم بطباعة ونشر الكتاب الأمازيغي»، يؤكّد محدّثنا. وعن سؤالنا حول أهم المحاور التي ركّزت عليها المحافظة في هذه التّظاهرة، والأهداف من وراء ذلك، يجيب أحمد لعلاوي بأنّه، على الرغم من كون هذه الطبعة استثنائية في الصالون الدولي للكتاب، إلا أنّ المحافظة السامية للأمازيغية حاضرة بقوة من خلال العديد من النشاطات العلمية والثقافية في ذات التظاهرة، وقد ركزت على ثلاث محاور رئيسية، «يتمثّل المحور الأول منها في التعريف بمختلف المطبوعات الصادرة مؤخرا عن مؤسستنا والمتمثلة في 27 من العناوين، موزّعة على مختلف المجالات البحثية والعلمية والإبداعية، فضلا عن الكتب الفائزة بجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، وهذا من شأنه أن يعطي الفرصة للجمهور العريض لكي يتعرف على إصدارتنا، ويشجّع عملية الإبداع في المجالات البحثية المختلفة، العلمية منها والإبداعية بمختلف التنوّعات اللسانية الأمازيغية المتداولة في الجزائر». أمّا المحور الثاني، يضيف لعلاوي، فيتمثل في تنظيم ندوة علمية تحت عنوان: «الخارطة اللّسانية والثّقافية في الجزائر»، والذي نشّطه العديد من الأساتذة من مختلف جامعات الوطن، «مبرزين دور الأمازيغية كعامل يغذي الوحدة الوطنية باعتباره مقوّما رئيسا للأمّة الجزائرية، إضافة إلى الإسلام والعربية». ويتعلق المحور الثالث بتخصيص فضاء المحافظة السامية كفضاء للبيع بالإهداء للعديد من الكتّاب الذين نشروا مؤلفاتهم بصيغة الطبع المشترك، مع العلم أنّ «المحافظة السامية للأمازيغية لا تبيع الكتاب لكنها تقوم بالتشجيع على عملية التأليف والنشر في مجال اللغة والثقافة الأمازيغية، ويمكن اعتبارها أكبر دار نشر للكتاب الأمازيغي في الجزائر»، يقول محدّثنا، مؤكّدا أنّ الهدف من هذه النشاطات هو «إبراز المؤلفات الأمازيغية في الصالون الدولي للكتاب، خاصة مع وجود إقبال متزايد على الكتاب الأمازيغي من قبل المهتمين والباحثين والطلبة الجامعيين والأساتذة، والمعرض هو فرصة للاحتكاك مع الجمهور ومعرفة تطلّعاته حول التأليف باللغة الأمازيغية في بلادنا».