أصدر الكاتب والإعلامي محمد بغداد عن دار سارة للنشر كتابا بعنوان «غدر المنصات الافتراضية ليلة سقوط النخب في الانتخابات» اعتمد فيها الكاتب إلى المقاربة التساؤلية، قصد الإجابة عن الأسئلة التي شغلت الرأي العام مباشرة بعد الاعلان عن نتائج الاستحقاقات الأخيرة البرلمانية والمحلية، معتبرا أن أهم ما يميزها السقوط المدوي لما وصفه ب»النخب النجومية» خاصة من الجيل الجديد التي تمكّنت في مدة قصيرة من التحوّل إلى مؤثرين في اتجاهات الرأي العام مكتسبة مواقعا مهمة في الاهتمام الجماعي. أشار الإعلامي محمد بغداد إلى أن الأجيال الجديدة تمتلك مهارات معقولة في التحكّم في تكنولوجيات الاتصال الحديثة والسيطرة على منصات التواصل الاجتماعي، وكان ذلك حسب بغداد «دافعا قويا للكثير من هؤلاء في الاندفاع للانخراط في العمل السياسي، والسعي إلى الحصول على ممارسة السلطة». جاء في مقدمة الكتاب أن «المقاربة التساؤلية توزعت بين محاور سبعة، بدايتها بمحور التساؤل الذي فتح فيها الكاتب المجال أمام الأسئلة المعرفية والمنهجية في تناول مثل هذه الظواهر المتحركة، لينتقل إلى مجال المفاهيم العلمية والميدانية التي تجمع بين المستويات الانتخابية وتحولاتها وتناقضات الممارسة الإعلامية الافتراضية، ولم ينس الكاتب الجوانب السلوكية للنخب الافتراضية في ممارستها العملية السياسية وهي الحالة التي سماها «أزمنة الهوس» مركزا على رصد السلوكات الاتصالية التي اعتمدتها النخب الافتراضية «. في السياق ذاته، وصف الدكتور بغداد السلوكات الاتصالية التي اعتمدتها النحب الافتراضية ب»الجثث المتحفزة» حسب ما جاء في ملخص الكتاب الذي تلقينا نسخة منه «رصد ردود فعل النخب التقليدية على ضربات النخب الافتراضية، مبينا الكثير من الحالات ومساحات الصراع بين النخبتين ونتائجها، لتكون مساحة نتائج الصراع محل توقف من طرف المؤلف التي سماها «دهشة التوارى»، حيث تناول حالة الانحصار والتراجع التي عرفتها النخب الافتراضية بعد إعلان نتائج الانتخابات». وذكر الباحث محمد بغداد في ملخصه مجال الصراع الذي عرفه المشهد الانتخابي، فتوقف الباحث عند «الأسلحة الصدئة»، متتبعا أساليب الصراع وتقنياته، ليكون المحور الأهم متمثلا في ما سماه الباحث بالعودة، التي كانت أقرب إلى الدعوة إلى ضرورة انتقال الظاهرة السياسية برمتها إلى مجال المخابر والمؤسسات البحثية للإجابة عن الاسئلة الكبرى. للتذكير، ركز الباحث محمد بغداد من خلال كتابه على الانتخابات البرلمانية والمحلية التي جرت في سنة 2021، حيث ركز على التحولات التي عرفتها الظاهرة كونها جاءت في سياق مشروع إعادة بناء مؤسسات الدولة، وهي العملية التي عرفت انخراط الجيل الجديد من النخب الذي عمل على التسلح بالتكنولوجية الاتصالية الجديدة للوصول إلى ممارسة السلطة.