سيصدر قريبا للكاتب والاعلامي محمد بغداد كتابا جديدا يحمل عنوان "موجة الإعلام الثقافي" وهو عبارة عن دراسة نقدية لبعض القضايا السياسية والإعلامية المتعلقة بالوقت الراهن. أوضح الكاتب محمد بغداد في تصريحه للحياة العربية أن هذا الكتاب كان من المفترض أن يصدر قبل نهاية السنة الماضية، لكن لأسباب تقنية تعطل إصداره إلى الأشهر القليلة القادمة، وبخصوص كتابه يقول المتحدث انه حاول من خلاله تسليط الضوء على العديد من الإشكاليات القائمة، من خلال مجموعة من الأسئلة الراهنة، في زمن السيطرة الإعلامية الافتراضية، التي تمكنت من إزالة كل الحدود والموانع التقليدية، لتفتح الدراسة المجال أمام مختلف وجهات النظر المختلفة، في الانكباب على الهموم المقلقة الحالية، وبالذات تلك التي تشغل بال ما كان يسمى بالنخب الإعلامية الكلاسيكية، كما تركز الدراسة حسب الكاتب على العوامل المغامراتية التي تعمل الجماعات المتطرفة، على الانسجام معها في استثمارها للطاقات البشرية، من اجل تسجيل بصمتها في التاريخ عبر منتوجاتها الإعلامية المتطرفة في التعبير عن ذاتها وقدراتها، كما يتناول أيضا قدرات الجماعات المتطرفة، في فرض خطابها عبر الوسائط الاتصالية، وتحولها إلى مصادر للوسائل الإعلامية التقليدية القائمة، والتي تحولت إلى مجرد الموزع والقائم بالترويج للمنتوج الإعلامي الإرهابي، والسعي إلى استلهام نموذجه والاستفادة منه. كما تتناول الدراسة يقول محدثنا "الجهات المقابلة للمنتوج الإعلامي المتطرف، الذي تسوقه الجماعات الإرهابية، التي تجاوزت المعاني الأولية لمضمون كلمة الإرهاب، وهي الجهات الإعلامية التي تواجه المنتوج الإعلامي الجديد، كونها تدور في المحيطات المعيارية، من الأوصاف والنعوت، الفاقدة لكل إمكانية من الانخراط في المبادرة الافتراضية الجديدة. وبخصوص واقع الكتابة يرى الكاتب أنها بحاجة إلى إعادة الرسكلة نظرا للحالة التي أصبحت تتخبط فيها بسبب انعدام التسيير الجيد للقطاع وتهميش الكاتب والمثقف على حساب أشباه المثقفين الذي بسطو نفوذهم بالقطاع وأصبحوا هم أصحاب القرار. وفيما يتعلق بالنشر يقول محدثنا "ان هذا المجال صعب في الجزائر إلى درجة عالية من التعقيد، لأنه لا يوجد لدينا دور نشر بالمعنى المتعارف عليها في عالم الناس"، مضيفا "إننا لم نؤسس بعد لصناعة النشر، وهي اليوم تبتعد كثيرا عن ذلك المفهوم الكلاسيكي المتداول عندنا، والمتمثل في طبع كتاب بعدد معين من النسخ ووضعها في السوق، فزيادة على الآليات المتداولة عن مفهوم النشر، لا توجد استثمارات حقيقية في مجالات النشر، والصناعات الثقافية بصفة عامة، وغياب المرافقة الإعلامية، وانعدام المؤهلات الأساسية، التي يمكن أن تستند عليها مثل هذه الاستثمارات، مشيرا في سياق ذاته إلى أن هذا التأخر في مجال النشر تسبب جعل من الكاتب الجزائري لا يملك القدرات التنافسية، على مستوى الشكل ومستوى المضمون، وهو ما يساهم في حرمان البلاد، من الكثير من النخب الجديدة، القادرة على المساهمة في التنمية الوطنية الشاملة والمفيدة. وبخصوص نشر الدراسات الدينية يقول الكاتب محمد بغداد "لكي توجد وتنتشر أي دراسة كانت يفترض أن يتوفر لها الظاهرة التي تشتغل عليها، والحاجة إليها، والاستعداد المناسب لانجازها، وبخصوص الدراسات الدينية، فإن الواقع يؤكد ارتفاع الطلب عليها، لازدياد الاهتمام بالظاهرة الدينية في العالم، برمته بسبب الظروف القائمة في الوقت الراهن.