تزداد الحركية التجارية في ولاية البليدة، مع حلول شهر رمضان كل سنة، حيث تحرص العائلات على توفير حاجياتها من مواد غذائية لتحسين وجبة الإفطار، كما تحضر لاستقبال عيد الفطر بتحضير الحلويات وشراء ملابس جديدة للأولاد. على الرغم من الارتفاع المحسوس في الأسعار وتأثير جائحة كورونا على القدرة الشرائية للمواطنين خاصة الذين فقدوا مناصب عملهم بسببها، فإن ازدحاما واضحا سجلناه في بعض المتاجر والأسواق منذ الأيام الأولى للشهر الفضيل. اللافت في ولاية البليدة هو أن المراكز التجارية أصبحت ملاذا بالنسبة للعائلات بما توفره من عروض ترويجية وتخفيضات في الأسعار، بل تعتبر هذه المراكز بمثابة فضاءات للتنزه في ظل غياب مرافق للترويح عن النفس بجل مدن البليدة، وما يجب الإشارة إليه هو أن هذه المراكز التجارية يرتادها العائلات طوال السنة لتوفر مختلف السلع المُراد اقتنائها ومن باب التضامن تقوم بتخفيض أسعار بعض المنتوجات، خلال شهر رمضان فيرتفع عدد زبائنها. ويعتبر مركز «توب شوب « الواقع بحي « عبودي» من أهم المراكز التجارية بالإضافة إلى «فاميلي شوب» المحاذي لملعب مصطفى تشاكر، وبجانبه يقع مركز «الربيع» الذي تم افتتاحه، خلال السنة الماضية، ويوفر سلعا بأسعار مغرية، حيث شهد الأسبوع الأول من رمضان في البليدة إقبالا على المراكز التجارية لشراء ملابس العيد، بعدما تغير نظام الشراء بالنسبة للكثير من العائلات بعدم تأجيل شراء كسوة العيد إلى الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل. وتضم بلديتا بوفاريك وأولاد يعيش وبعض المدن الكبرى الأخرى مثل موزاية متاجر كبرى تُنافس بشدة مراكز «التسوق «، وعرفت هي الأخرى إقبالا على ألبسة العيد، أما محلات شارع باب الجزائر العتيقة فتعرف حركية تجارية طوال العام، ولم تزدهر تجارة الألبسة منذ الأيام الأولى لرمضان فحسب، بل شمل ارتفاع الطلب السلع الأكثر استهلاكا مثل مواد التنظيف، مواد صنع الحلويات والخضر والفواكه، والتي يمكن اقتنائها من المراكز التجارية الكبرى. ويرى مختصون بأن المراكز التجارية نجحت، بعد غلق بعض الأسواق الشعبية كالذي كان يقام في بلدية العفرون سابقا، ولأنها رحبة وتوفر الأمن وكل ظروف الراحة للعائلات، كما أنها تشتغل خلال عطلة الأسبوع وتفتح أبوابها في الليل خلال رمضان.