أكدت وزيرة الثقافة على انطلاق مشروع اوبيرا الجزائر بدءا من الفاتح نوفمبر القادم في الذكرى ال58 لاندلاع ثورة التحرير، الذي من شأنه جعل أولاد فايت، مكان تجسيد المشروع، وجهة للثقافة والفن في المستقبل، خاصة وأنها تفتقر للمنشآت ومراكز للتنفيس والترفيه. وقد قام أمس وفد صيني بزيارة لوزارة الثقافة، قصد المناقشة والتفاهم حول حيثيات وكل ما يتعلق بمشروع اوبيرا الجزائر، حيث أشاد رئيس الوفد على هامش اللقاء الذي جمعهم مع وزيرة الثقافة خليدة تومي ومسؤولين من ذات الوزارة، أشاد بالخطوات والمشاريع التي تجمع البلدين والتي تعكس واقع ايجابي للتعاون الثقافي بين الصين والجزائر، الشيء الذي يستدعي، حسب رئيس الوفد الصيني، دعم وتعميق أكثر للتعاون بين هذين البلدين الشقيق. كما نوه رئيس الوفد الصيني المجهودات التي تبذلها الجزائر من اجل مد جسور التعاون والتبادلات بين البلدين في شتى المجالات، إضافة إلى الانفتاح الكبير للاستثمار الصيني في الجزائر، مذكرا في هذا الشأن بالكثير من المنشآت والمؤسسات الصينية التي تزاول نشاطاتها وأعمالها في بلد المليون والنصف مليون شهيد. كما اعتبرت من جهتها وزيرة الثقافة خليدة تومي مشروع اوبيرا الجزائر من أضخم المشاريع الثقافية في الجزائر، والذي أولته وزارة الثقافة اهتماما كبيرا باعتباره صرح كبير يضاف إلى رصيد هذا الميدان الذي من شانه جلب انتباه المواطن من جهة وإعادته إلى هذا النوع من الفنون. وينطلق في تجسيد مشروع اوبيرا الجزائر في الفاتح نوفمبر القادم، حيث خصص له، حسب تومي، غلاف مالي قدره 30 مليون اورو، أو ما يعادل ثلاث مليار دينار جزائري، ويتربع على مساحة قدرها 18 ألف متر مربع، حيث أكدت تومي أن هذا المشروع بدأت فكرته من الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للصين، حيث هيأت الجزائر الأرضية التي يأتي موقعها بأولاد فايت، في حين تتكفل الصين بكل ما يعلق بالدراسات والتجهيز كهبة منها للجزائر وتعزيزا للعلاقات بين البلدين. وحددت مدة انجاز المشروع الكبير ب24 شهرا، حيث أسندت المهمة إلى مؤسسة صينية معروفة، التي سبق لها وان أنشأت وبنت كبرى المنشآت والمرافق الصينية الكبرى منها ملعب بكين، واوبيرا الصين الكبرى أيضا. ولم تفت تومي الفرصة لتقترح التبادل في مجال التكوين، حيث حددت موعدا للاتقاء بوزير الثقافة الصيني ، والعمل على فتح أبواب التكوين أمام الجزائريين، قائلة في هذا الشأن '' 70 في المائة من الجزائريين شباب وهم في حاجة إلى التكوين في مختلف الميادين سواء تعلق الأمر بالهندسة، أو تسيير مثل هذه المرافق الكبرى، وغيرها''، خاصة وان الصين لها خبرة في الميدان، ما يستدعي ''حاجاتنا إلى الاستفادة من هذه الخبرة وتلقي الشباب لتكوين في الجزائر والصين والاحتكاك مع اكبر وابرز المختصين في مختلف الميادين من الصين.'' أما عن تصميم الاوبيرا، فقد أكدت تومي انه موجود في الوكالة الجزائرية لإنجاز المشاريع الثقافية الكبرى، مبرزة في هذا الصدد فتح أبواب هذا المبنى أمام الصحافة للتطلع والتعرف على المجسم أو التصميم الذي يقام عليه هذا المشروع الضخم. وعن الاسم الذي سيحمله هذا الصرح الثقافي، فقد أكدت تومي أن الوزارة تقترح عدد من الأسماء، ومبينة ان تسمية المنشات والمرافق في الجزائر مقننة، والفاصل الاول والاخير فيها هو فخامة الرئيس، إلا أنها أكدت من جانب آخر على أن يحمل المشروع اسم''اوبيرا'' كما هو مألوف في كل دول العالم. للإشارة فقد تم اخذ الوفد الصيني في زيارة إلى موقع المشروع بأولاد فايت، قصد الوقوف عن قرب والإلمام بخصائص ومميزات المساحة التي منحت لتجسيد مشروع الاوبيرا، الذي يعد الأول من نوعه في الجزائر.