لم تمر الهزيمة التي تلقاها شباب بلوزداد بميدانه يوم السبت الماضي، أمام الغريم التقليدي مولودية الجزائر، دون أن تلقي بضلالها على تشكيلة المدرب بوعلام لعروم، التي عاشت في اليومين الأخيرين واحدة من أصعب وأحرج الفترات منذ بداية الموسم، بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها لهم الأنصار، الذين لم يبقوا صامتين عقب هذ الخسارة التي اعتبروها قاسية ومذلة، وغادروا ملعب 20 أوت غاضبين عن مردود تشكيلتهم وأداء بعض اللاعبين على وجه الخصوص. وقد نال زملاء برڤيڤة نصيبهم من انتقادات الأنصار الغاضبين، الذين طالبوهم بتشريف ألوان الفريق، وحذروهم من أي تعثر جديد، كما لقي المدرب لعروم نفس المصير من الأنصار، الذين لم يتقبلوا الطريقة التي ينتهجها واختياراته التي لم تكن موفقة على حد تعبيرهم وطالبوه باحداث تغييرات جذرية في المباراة المقبلة أمام إتحاد الحراش، التي لن يرضوا فيها بغير الفوز. الهزيمة الرابعة هذا الموسم و''20 أوت'' أصبح عقدة وتعتبر هزيمة يوم السبت الماضي أمام العميد الرابعة في رصيد الشباب هذا الموسم، بعد الخسارة أمام كل من أولمبي الشلف، إتحاد البليدة ومولودية سعيدة، وهو ما جعل الفريق يتراجع في سلم الترتيب، حيث أضحى زملاء الحارس أوسرير يحتلون حاليا الصف الخامس برصيد 14 نقطة بعد ما كانوا مرشحين لاحتلال احدى المراتب المتقدمة ولعب الأدوار الأولى على إثر انطلاقتهم الموفقة، قبل أن تتراجع نتائجهم بشكل رهيب في الجولات الأخيرة. وقد أصبح ''ملعب 20 أوت'' في السنتين الأخيرتين بمثابة عقدة حقيقية بالنسبة للبلوزاديين بعدما كان في الماضي القريب نقطة قوتهم، حيث أصبح الشباب يواجه صعوبات كبيرة فيه كلما استقبل ضيوفه، بدليل التعثرات العديدة والمتتالية المسجلة به هذا الموسم، حيث تعادل الشباب أمام كل من إتحاد العاصمة ووفاق سطيف، وانهزم أمام إتحاد البليدة ومولودية الجزائر، فيما لم ينهزم سوى بمواجهتين أمام إتحاد عنابة في الجولة الافتتاحية وشبيبة القبائل. عقدة الداربيات تتواصل والمسيرون يتوعدون والظاهر أن شباب بلوزداد لن يتخلص من عقدة الداربيات التي لازمته في السنوات الأخيرة، وهذا بعد هزيمته أمام العميد مرة أخرى، حيث أصبحت المباريات المحلية تمثل عقدة وهاجسا بالنسبة لأصحاب اللونين الأحمر والأبيض، الذين عجزوا عن الفوز على العميد، رغم أن المباراة جرت فوق ميدانهم، وتفوقهم عدديا منذ بداية الشوط الثاني. وكان عشاق الشباب يأملون في أن يتمكن زملاء القائد معمري من فك عقدة الداربيات ومولودية الجزائر على وجه الخصوص، وأن يلحقوا بها نفس المصير الذي لقيته شبيبة القبائل قبل أيام من ذلك، غير أن الأمور كانت مغايرة فوق الميدان، حيث غابت الارادة والحرارة عن لاعبي الشباب الذين عجزوا عن تحقيق الفوز رغم أن كل الظروف كانت في صالحهم، وهو ما جعل الادارة البلوزدادية تطالب من المدرب بتوضيحات حول هذا التعثر المهين الذي لم يكن في الحسبان. وقد قامت ادارة الفريق وعلى رأسها عدلان جعدي رئيس فرع كرة القدم، بتقديم انتقادات شديدة للاعبين، حيث أبدى المسيرون غضبهم وعدم تقبلهم بتراجع النتائج، وحذروا زملاء بن دحمان من أي تعثر جديد، مهددين إياهم بالضرب بيد من حديد. الدفاع والهجوم كارثة وسببا الهزيمة وقد انطبقت على الشباب مقولة ''من يضيع يسجل عليه''، حيث ضيع هجوم الفريق عدة فرص حقيقية وأهداف مؤكدة كانت ستحول مجرى المباراة لو عرف أاشبال لعروم كيفية استغلالها، فلا برڤيڤة، براجة، غربي وحتى ألاكس تمكنوا من التهديف رغم الفرص التي أتيحت لهم، وهو أدخل نوعا من الشك في نفوس البلوزداديين وأكسب زملاء بلحاج ثقة أكبر بالفوز بدليل افتتاحهم لمجال التهديف عن طريق كوليبالي، الذي استغل خطأ فادحا من الدفاع في المراقبة، وأسكن الكرة في شباك الحارس أوسرير الذي لعب مباراة في القمة، وانقذ فريقه من عدة كرات خطيرة. وقد ارتكب محور الدفاع عدة أخطاء كادت تكلف الفريق تلقي أهداف أخرى لولا تسرع مهاجمي العميد، وهو ما يجعل المدرب لعروم مطالبا بايجاد حلول عاجلة خلال المواعيد المقبلة، خاصة وأن الشباب سيكون محروما من خدمات كل من معمري وبن دحمان، اللذان تلقيا الانذار الثالث في مواجهة العميد. وعلى غرار الخط الخلفي، يبقى هجوم الشباب يعاني من غياب الفعالية أمام خط المرمى، التي تبقى النقطة السوداء هذا الموسم رغم الاستقدامات النوعية التي قامت بها الإدارة، حيث كان منعرج المباراة بين أرجل مهاجمي الشباب على غرار برڤيڤة براجة وغربي، الذين ضيعوا في عدة مناسبات هدف التقدم للشباب، ونفس السيناريو تواصل في المرحلة الثانية، حيث أهدر برڤيڤة لوحدة مالا يقل عن 4 فرص حقيقية قبل أن يقلص الفارق، وهو ما كلف الفريق الهزيمة بعقر دياره، وأمام الغريم التقليدي. ------------------------------------------------------------------------