بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، أمس الأول، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجهود الأممية لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وإنهاء المراحل الانتقالية. جاء التطور خلال لقاء جمعهما، على هامش مؤتمر المناخ الدولي (ستوكهولم +50) الذي استضافته العاصمة السويدية. وأشاد المنفي بجهود الأممالمتحدة في دعم مساعي الليبيين للتوصل إلى حلول سلمية، من خلال بعثتها في ليبيا، لإعادة الأمن والاستقرار والسلام للبلاد. ونقل بيان عن غوتيريش تأكيده على أهمية عمل جميع الأطراف للحفاظ على الاستقرار في طرابلس وفي جميع أنحاء البلاد. وتبذل الأممالمتحدة جهودا لتحقيق توافق ليبي على قاعدة دستورية تمهد لإجراء الانتخابات «في أقرب وقت ممكن». وضمن المسار الأممي، تستضيف القاهرة، في 11 جوان الجاري، جولة ثالثة من اجتماعات لجنة ليبية مشتركة من مجلسي النواب والأعلى للدولة. ويأمل الليبيون أن يسهم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في إعادة الأمن والاستقرار. الانتخابات هي المنقذ في الأثناء قال السفير الأميركي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، «إنّ الخروج من المأزق السياسي الراهن في البلاد يكمن من خلال تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن». وأضاف أنّ الانتخابات يمكن أن تحدث في وقت أقرب ممّا يعتقده الكثيرون. وأضاف نورلاند إنّه من الممكن إجراء انتخابات عامة في ليبيا، وفي وقت قريب، متحدثاً عن عملية إدارة مالية مشتركة تقود إلى هذا الاستحقاق. وأوضح أنّ الانتخابات يمكن أن تحدث في وقت أقرب ممّا يعتقده معظم الناس، لأنّه لا توجد طريقة أخرى لإقرار القيادة الواضحة والشرعية التي يطالب بها الليبيون. وقال إنّه يعتقد أنّ جميع الليبيين يأملون، مثلما نأمل نحن، في أن يتمكن وفدا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في لجنة المسار الدستوري، من التوصل إلى اتفاق عند استئناف المحادثات، في 12 جوان في القاهرة. وأضاف أنّه ومن شأن ذلك توفير دفعة كبيرة لعملية الانتخابات. في تلك الأثناء، يتحدث القادة الليبيون عن الانتخابات وتبدو المفوضية الوطنية العليا للانتخابات على استعداد من الناحية الفنية لتحريك الأمور فلماذا الانتظار إذن؟ وتحدث نورلاند عن عقد الأطراف الليبية، بدعم من مجموعة العمل الاقتصادي الدولية بشأن ليبيا، اتفاقاً على النفقات ذات الأولوية، مثل الرواتب والدعم، وكذلك آلية لضمان الشفافية والمساءلة في الإنفاق. وتابع أنّ عملية الإدارة المالية المشتركة التي تقودها ليبيا العمل بمثابة جسر لتحقيق استقرار الوضع السياسي وتمهيد الطريق أمام عقد الانتخابات في أقرب وقت ممكن. وشدّد نورلاند على أنّه يجب عدم السماح بوقوع أعمال عنف، مرة أخرى، في أيّ مكان في البلاد، محذراً من سماهم «مقوّضي السلام والأمن والاستقرار» من أن يخاطروا بالتعرض للعقوبات والعزلة، مؤكداً أنه يجب على القوى السياسية المتنافسة الحديث ممارسة نفوذها من أجل تهيئة الظروف لعقد الانتخابات في أقرب وقت ممكن. وعلى صعيد آخر، أشار السفير الأمريكي، إلى أنّ الجماعات الإرهابية تبذل جهودها لضرب الأراضي الليبية مرة أخرى، ويجب أن يكون هذا بمثابة جرس إنذار للقادة الليبيين بشأن الحاجة إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن لتوحيد البلاد وهياكلها الأمنية حتى يمكن استعادة السيطرة على الحدود. تصريحات نورلاند الجديدة لم تختلف عن سابقتها في الدعوة إلى الانتخابات دون الحديث عن الأزمة الحالية المتمثلة في وجود حكومتين على أرض الواقع ونزاع القوة بينهم، بل اكتفى هو وكافة الدول بالصمت، ويرى العديد من السياسيين أنّ الدبيبة لا زال يحظى بدعم دولي والدليل هو قلة اللقاءات التي عقدها باشاغا مع الرؤساء والحكومات في الدولة الأخرى.