نراهن على الجمهور للحضور بقوة لدعم الرياضيين فتح لنا مدير القرية المتوسطية سعيد قرني عيسى جبير أبواب أحد أهم المنشآت التي ستحتضن ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، أين زرنا مختلف أجنحة القرية التي ستحتضن أكثر من 5 آلاف مشارك، حيث تحدث لنا عن آخر الرتوشات التي يتم التحضير لها لاستقبال ضيوف الجزائر، وعن البرنامج الترفيهي والثقافي الذي تم التحضير له، كما أوضح أنّ الجزائر من البلدان القليلة التي وفرت منشآت جديدة وعصرية لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط عبر تاريخ التظاهرة. وأكد بأنّ ألعاب وهران ستعطي بعدا جديدا للألعاب وحياة ثانية بعد النقائص الكبيرة التي سجلت في الطبعات المنصرمة، كما تحدث عن الأسماء الجزائرية التي ينتظر منها البروز خلال الألعاب، وطالب الجمهور بالحضور بقوة لمساندة كل المشاركين، وخصوصا الجزائريين لإعطائهم الدعم بغية تحطيم الأرقام وتموقع جيدا في الترتيب العام للألعاب، كما تحدث عن العديد من الأمور المهمة في هذا الحوار:
الشعب: قبل أيام عن انطلاق العرس المتوسطي، هل القرية المتوسطية جاهزة لاستقبال ضيوف وهران؟ سعيد قرني عيسى جبير: أولا، نرحب بكم في القرية المتوسطية التي ستستقبل ضيوف الجزائر طيلة فترة ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، الحمد لله حاليا القرية جاهزة من حيث الإيواء بنسبة 100 %، أما القرية عموما فهي جاهزة بنسبة 99 %، عندما أقول 99 % لأننا الآن منذ حوالي شهر دخلنا في فترة إنهاء الكماليات التجميلية بالقرية، وذلك بهدف استقبال كل الوفود في أفضل الظروف وتوفير لهم كل أساليب الإقامة والترفيه. - القرية المتوسطية تحفة معمارية ومكسب كبير للرياضة الجزائرية، حدثنا عن طاقة استيعابها والمرافق التي تحتويها؟ .. : صحيح، القرية المتوسطية إنجاز كبير ومنشأة هامة بألعاب البحر الأبيض المتوسط، بها طاقة استيعاب تقدر ب 4280 سرير ب 3017 غرفة بينها 160 غرفة مخصّصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي غرف من طراز 3 نجوم، سنقوم بتسيير هذا العدد مع الوفود التي ستحل بالقرية حتى تكون ظروف الإقامة والإطعام مريحة للجميع، لا يخفى عليكم أنّ عدد المشاركين يتجاوز 5 آلاف رياضي ومرافق، ولهذا الغرض حضرنا برنامجا دقيقا حتى نحتضن الجميع، كما تحتوي القرية على 4 مطاعم وقاعة علاج، بالإضافة إلى 5 قاعات متعددة الرياضات و5 ملاعب كرة قدم صغيرة وملعب كبير ومضمار للركض. - وماذا عن البرنامج الترفيهي والثقافي، هل تم التفكير في هذه النقطة؟ بطبيعة الحال، القرية المتوسطية يجب أن تكون بها حياة ولن تكون مسخرة للأكل والنوم فقط، وهذا بهدف تقليل الضغط على الرياضيين المشاركين في ألعاب وهران، ومن بين الكماليات التجميلية التي تحدثت عنها بالقرية، هي أننا نقوم بتجهيز قرية مؤقتة مشكلة من 13 خيمة، بالتنسيق مع رئيس لجنة حفلات الافتتاح والاختتام سليم دادة، المكلف أيضا بكل ما يتعلق بالأمور الترفيهية والثقافية، هذه المدينة ستخصّص بها مرافق عديدة خاصة بالحرفيين الجزائريين والمحلات، وأمور خاصة بالترفيه، كما ستخصّص عروض ثقافية، حيث من المقرر أن تكون هناك عروض سينمائية على الهواء الطلق، وحفلات غنائية وستمر من هنا الفرق الموسيقية وعدد من الموسيقيين طوال فعاليات الألعاب لإحياء سهرات القرية، سليم دادة حضر برنامجا جد ثري سنبرز من خلاله لكل الوفود الحاضرة معنا الثقافة الجزائرية الغنية بمختلف الطبوع، وهو ما سيضفي جوا مميزا داخل القرية، ويجعل كل المشاركين يستمتعون بالتنافس في ألعاب وهران. - بصفتك عضو مهم في تنظيم الألعاب، كيف تقيم المنشآت التي ستحتضن الألعاب؟ من ناحية المنشآت، هناك العديد من يجهلون ما هي الألعاب الأولمبية أو ألعاب البحر الأبيض المتوسط ويعرفونها عبر ما يرون من خلال الشاشة، أنا شاركت في مختلف الألعاب الدولية والمنافسات العالمية وأعرف جيدا معنى ألعاب من الحجم الكبير من الداخل لأني شاركت بالعديد منها، في إحدى طبعات البحر المتوسط كنا نتنقل لأكثر من ساعة من الزمن عبر الحافلات للوصول إلى المنشآت الرياضية من القرية المتوسطية، للمشاركة في المنافسة وفي أغلب الألعاب التي شاركت بها كانت دائما المنشآت التي تحتضن الألعاب والمنافسات مستعملة وأعيد تجهيزها، نحن في الجزائر حضرنا منشآت جديدة ستدشن خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، لسنا البلد الوحيد الذي قام بهذا الأمر لكننا من بين القلائل الذين يقومون بتجهيز منشآت عصرية لاحتضان منافسة دولية، وبالنسبة لي هو أمر رائع وجميل، كما قال محافظ الألعاب محمد عزيز درواز واجهتنا تعطيلات، خاصة بما يتعلق بجائحة كورونا التي شلت العالم بأكمله، لكن الحمد لله وهران رفعت التحدي وهي جاهزة لكي تكون عروسا للمتوسط، كما قلت المنشآت حديثة وجميلة أتحدث عن اختصاصي السابق ملعب ألعاب القوى رائع، وكنت أود لو أنّ مسيرتي الرياضية لا زالت متواصلة حتى أركض فيه. - هل ستعيد الجزائر سمعة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي فقدتها في الطبعات المنصرمة؟ الجزائر وضعت إمكانيات كبيرة كي تعطي بعدا مميزا لهذه الألعاب، بعدما حدثت في الألعاب الماضية بعد النقائص، خصوصا في طبعة تاراغونا بإسبانيا، كما أنه من حيث عدد المشاركين أكد أكثر من 5300 مشارك حضورهم بالألعاب، وهذا رقم كبير تم تجاوزه في طبعة وحيدة، الأمر الذي يبين أنّ الجزائر أعطت بعدا جديدا لهذه الألعاب، وهران عرفت كيف تستقطب إليها الرياضيين بعد جائحة كورونا، وهو ما سيعطي نفسا جديدا لهذه الألعاب وللجزائر كبلد منظم لمنافسات وتظاهرات دولية. - بصفتك بطل عالمي في اختصاص 800 متر، ومتحصل على العديد من الألقاب الدولية والقارية، هل ترى بأنّ هناك بعض الأسماء بمكنها البروز خلال ألعاب وهران؟ شاهدنا في الملاكمة النسوية برزت بعض الملاكمات في البطولة العالمية، ومنذ أشهر برز عدد من المصارعين في رياضة المصارعة بمختلف اختصاصاتها، كما أنه في الأمس القريب تألقت عناصرنا الوطنية في البطولة الأفريقية للجيدو التي احتضنها وهران بخطفهم الميدالية الذهبية حسب الفرق، وهو ما ذكرني في أيام المنافسة وجعلني أذرف الدموع في المنصة الشرفية، كما أنّ هناك عناصر خطفت الأضواء في البطولة الأفريقية لألعاب القوى، وهناك رياضيين مميزين في مختلف الرياضات، نحن ما نتمناه أن يكونوا يوم المنافسة في قمة تركيزهم حتى يصعدوا فوق البوديوم، مثلا في ألعاب القوى هذا الموسم لدينا أرقام مميزة في مختلف الاختصاصات، الرياضيين حضروا جيدا للألعاب وإذا كانوا في يومهم متأكد من أن نشيد قسما سيدوي في الملعب. - الجزائر حاضرة لاستقبال ضيوفها والمنشآت جاهزة، ما هي الكلمة التي توجهونها لجمهور مدينة وهران؟ أود أن أطلب من جمهور مدينة وهران والمدن المجاورة لها أن يحضر بقوة في المدرجات وخاصة العائلات منهم، مساندة الرياضيين تعطي الألعاب جمالية استثنائية، كما أنّ الرياضيين يضاعفون مجهوداتهم حين يكون الجمهور حاضرا، وهو ما سيرفع مستوى المنافسة ويدفعهم لتحطيم أرقام قياسية ستسجل باسم الرياضيين في وهران برياضة ألعاب القوى أو اختصاصات أخرى تلعب على التوقيت، أما بما يتعلق برياضات أخرى على غرار المبارزة والرياضات القتالية تعطيهم دافعا كبيرا، مثلما حدث منذ أيام في الجيدو أين تمكنت مصارعة جزائرية من مدينة وهران من خطف الميدالية الذهبية بدعم الجمهور، بالرغم من أنّها لم تكن مرشحة لنيل اللقب، مختلف المنتخبات الوطنية المشاركة أمام فرصة البروز في الجزائر أمام الجمهور، ولما لا يجلبون لنا ميداليات أكثر ممّا هو مسطر، حتى نكون في المراتب الأولى في الترتيب العام لألعاب البحر الأبيض المتوسط.