مع حلول فصل الصيف من كل سنة، كثيرا ما تصادفك في ولاية سطيف مواكب أعراسٍ صاخبة وجنونية تتسبّب في إعاقة السير وغلق الطريق العام والإخلال بالسلامة المرورية، إضافة إلى مشاهد مناورات خطيرة يقوم بها سائقو السيارات والدراجات النارية التي صار حضورها في هذه المواكب موضة يتنافس عليها المراهقون والمحتفلون، ناهيك عن مظاهر الفنتازيا وإطلاق البارود في قلب المدن والتجمعات السكانية دون أدنى مراعاة للآداب والسكينة العامة. كثيرا ما تسبّبت مواكب الأعراس الاستعراضية في حوادث مرور مميتة، وحولت المناسبات من أعراس وأفراح إلى جنائز وأتراح، وتحولت لمصدر إزعاج للمواطنين، الذين أبدوا تذمرهم من هذه الظاهرة التي تعود مع موسم الصيف وتتفاقم من سنة إلى سنة. وقد تحولت مظاهر الاحتفال بالأعراس في ولاية سطيف والمبالغة في الاستعراض والصخب إلى مصدر غضب وسخط الكثير من المواطنين وأصحاب المركبات، إذ يجدون أنفسهم في الكثير من الأحيان أمام طرق مشلولة كليا بفعل احتفالات مواكب الأعراس، وما يتخللها من تصرفات طائشة وعروض لفرق الخيالة والبارود، أو أمام سائقين متهورين يستعرضون جنونهم في الطرقات ويقومون بمناورات وتجاوزات في غاية الخطورة تهدد أمنهم وسلامتهم، وما من رادعٍ يقف أمام هذه الظاهرة التي تشهد تفاقما سنة بعد سنة وتتسبب في الكثير من الحوادث والمآسي. إضافة إلى السرعة الجنونية والسياقة المتهورة التي تسقط فيها كل قوانين المرور وقواعد السلامة المرورية، تطلق هذه المواكب العنان لأبواق السيارات ودوي البارود والمفرقعات والموسيقى الصاخبة، وأحيانا يتوقف الموكب وسط الطريق لينزل أشخاص من السيارات ويشرعون في الرقص في منتصف الطريق، واستعراض الفنتازيا والبارود وشل السير بشكل تام، غير مبالين بغيرهم من السائقين والظروف التي قد يكونون عليها كوجود حالات استثنائية أو مرضى أو حوامل ومسافرين لمسافات طويلة، أمام صمت وتواطؤ من عائلات العرسان، ومباركة لهذه المظاهر التي تتنافى مع القانون والضوابط وقواعد السلامة المرورية، وتضر بالأمن العام والسكينة. الغريب أنّ بعض السّائقين أثناء احتفالهم في هذه المواكب يعرضون أمنهم وأمن عائلاتهم للخطر، فكثيرا ما ترى أطفالا في سن الزهور ومراهقين من الجنسين يخرجون رؤوسهم أو أجزاء من أجسامهم من نوافذ السيارات وهي تسير بسرعة فائقة، ويعرّضون أرواحهم للخطر أمام لا مبالاة ذويهم من السائقين وتقصيرهم وغرقهم في نشوة هذه المواكب الزائفة، وممّا يزيد الأمر سوء هو استعراضات الدراجات النارية، وما تسبّبه من ضجيج ومخاطر خصوصا مع القيادة المتهورة والاستعراضات الخطيرة التي يقوم بها سائقو هذه الدراجات، وكثيرا ما تسببت هذه التصرفات في حوادث مميتة ومآس حولت الكثير من الأفراح إلى أتراح وقلبت الأعراس إلى مآتم، وحوّلت المبالغة في الفرح إلى غرق في الحسرة والندم. والمؤسف أنّ هذه الظاهرة عمت كل المدن في تراب الولاية وأصبحت يومية كل موسم صيف، ولم تسلم منها حتى القرى والأرياف، وهو ما صار يسبب قلق وسخط أصحاب المركبات الذين دعوا إلى التدخل من طرف السلطات الأمنية والمحلية لوضع حد لهذه الظاهرة حفاظا على أمنهم وسلامتهم، وحماية الطرقات من طيش ولا مبالاة المتهورين والمجازفين بحياتهم وحياة الآخرين، ويذكر أنّ القانون يعاقب على هذه الأفعال بنصوص قانونية واضحة وصريحة تمنع شل الطريق العام، وتنص على عقوبات ضد مرتكبي هذه الأفعال.