العودة لتطبيق البروتوكول الصحي قدر الإمكان دعا رئيس قسم علم الأوبئة بمستشفى تيبازة البروفسور عبد الرزاق بوعمرة إلى العودة للتدابير الصحية، وتوخي الحذر من الموجة 7 التي دخلتها الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا، التي تضاعف بها عدد الإصابات بالفروع المتحورة عن أوميكرون، حسبما أدلى به ل» الشعب». بالرغم من الاستقرار المسجل في الوضع الوبائي، وخلو مصالح الإنعاش من الحالات الحرجة وعدم تسجيل وفيات طيلة أشهر، إلا أنّ المتحور أوميكرون يهدد بالعودة، تاركا العالم في حالة دائمة من المتابعة والترقب، والخوف من إمكانية ظهور متحور شرس يضاهي « دلتا « الذي ما تزال الآثار النفسية المرافقة له موجودة، كما أشار بوعمرة. ويبرر المتحدث التخوف من عودة تفشي الفيروس مجدّدا، بعد فرض القناع في وسائل النقل بفرنسا، الأيام القليلة الماضية، وبدأ منحنى الإصابات في تزايد مستمر، حيث تضاعف عدد الإصابات 3 مرات، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حسب المعلومات الواردة من هناك، كما تم فرض الجواز الصحي في بلد أحرز تقدما كبيرا في نسبة اللقاح المضاد لكوفيد 19. وذكر بوعمرة أنّ الإجراءات التي اتخذتها الجزائر في مكافحة الجائحة، مكن من كسر سلسلة العدوى وتسجيل الاستقرار في عدد الإصابات، مع تراجع عدد الوفيات إلى الصفر (0)، مفيدا أن بلوغ المناعة الجماعية كان بفضل نسبة التلقيح ولو أنها ضعيفة جدا لا تتعدى 33 بالمائة، إلى جانب المناعة التي اكتسبها الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس. لكنّ هذه المناعة الجماعية المكتسبة وصلت لمرحلة « انتهاء مدة الصلاحية « المحددة ب6 أشهر، حسبما ما تشير إليه البحوث والدراسات الخاصة بمتابعة حركة فيروس كورونا وفروعه المتحورة، وبالنظر إلى الوضع الوبائي الذي يسود أوروبا ودول أخرى من العالم حاليا، ودخول الموجة 7 للوباء، يضع المصالح الصحية الجزائرية في حالة استعداد دائم لمواجهة الفيروس، مستفيدة بذلك من خبرتها التي اكتسبتها في مكافحة الجائحة، طيلة سنتين ونصف تقريبا. وشدّد بوعمرة على الاستمرار في التقيد بالبروتوكول الصحي قدر الإمكان، خاصة بعد أن تخلى الجميع عن القناع الواقي والتعقيم كما كان في بداية الجائحة، كما لم يخف تخوفه من إمكانية ظهور متحور قد يكون أكثر خطورة، لأنّ الدراسات والبحوث لم تتوصل بعد إلى الإحاطة بكل المعلومات حوله. ولفت المتحدث إلى أنّ أوميكرون والفروع المتحورة منه (ba1 ba2 )، يخلف أعراضا، تزيد مدتها عن 3 أشهر، وقد تصل إلى سنة، وتتمثل في التعب الدائم، النعاس وخاصة النسيان، الذي أصبح كثير من الناس الذين أصيبوا بفروع متحور أوميكرون يعانون منه، لدرجة أنه أثر سلبا على نفسيتهم وولد لديهم القلق من هذه الحالة.