أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أمس، بقصر الثقافة مفدي زكرياء، على انطلاق البرنامج الوطني للنشر بمناسبة ستينية عيدي الاستقلال والشباب، بحضور كوكبة من الوزراء، من بينهم وزير الاتصال محمد بوسليماني، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، الى جانب أسماء كبيرة في عالم الكتابة والنشر ووجوه فنية ساهمت في إثراء المشهد الثقافي والفني الجزائري. في كلمتها الافتتاحية، أشارت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي إلى ما قطعته الجزائر منذ 1962 الموافق لتاريخ استقلالها، من أشواط هائلة في مسار البناء والتأسيس لمنظومة عريضة من المرافق والمؤسسات الثقافية والإبداعية التي شكلت وما تزال سندا للعمل الإبداعي في مختلف المجالات، بدءا من شبكة المكتبات العمومية التي تتوزع على مختلف مناطق الوطن، كالمكتبة الوطنية التي تأسست سنة 1993، وصولا إلى 43 مكتبة رئيسية و144 مكتبة مطالعة عمومية و251 مكتبة منجزة، في انتظار قرار الإنشاء. ناهيك عن تخصيص 48 مكتبة متنقلة، على غرار تحدي إنجاز مكتبة لكل بلدية من أجل توصيل الكتاب إلى كل المناطق النائية، وترقية المطالعة فيها، إضافة الى كل الهياكل الثقافية كدور الثقافة والمسارح والمعاهد، وغيرها من المؤسسات الثقافية، مرورا بالبرامج المختلفة والمتعددة للنشر في شتى أنواع الفنون والآداب والشِعر والكتابة، وصولا إلى حركة التوزيع لمختلف الكتب والمنشورات ضمن عديد البرامج التي نفذتها وزارة الثقافة لصالح المكتبات ونوادي القراءة والجمعيات والزوايا والمراكز ودور الثقافة، وهي كلها من المكاسب العظيمة التي تفتح الآفاق واسعة أمام جزائر مؤهلة لكل العطاءات الجميلة والابداعات العميقة في شتى الفنون والآداب. كما أضافت، بأن هذا العطاء سيكون المناخ المحفز لكل الكُتاب والمبدعين في مضاعفة البذل والابداع، «وسيكون أيضا الدافع المتين لتعزيز تلاحمنا عبر تمتين جسور التواصل والمرافق بيننا لترقية هذا المناخات والأجواء خدمة لوطننا ولعزته وسؤدده». كما تابعت في سياق كلمتها، «ولعله من المفيد أن ينطلق برنامج النشر المرتبط بالاحتفالات بستينية الاستقلال ضمن هذه الرؤية وهذا الإصرار، حيث سيتم خلال هذا البرنامج طبع ونشر 100 عنوان، تتوزع على الرواية التاريخية، باللغتبن العربية والأمازيغية، وعلى كتب وقصص الأطفال التاريخية، وحول إعلام الجزائر، وهي منشورات سيتم طبعها في شكلها الاعتيادي وبتقنية البراي أيضا. كما تتضمن هذه العناوين كتبا فاخرة تليق بتاريخ الجزائر ومجدها». من جهته نوه رئيس المجلس الوطني للآداب والفنون الدكتور عبد المالك مرتاض، إلى جهود أبناء الوطن من صناع الفكر والثقافة والإبداع، مستذكرا العديد من الأسماء التي قدمت الكثير، منها من غيبهم الموت ومنهم من مازالوا على تطوير وتنمية المشهد الثقافي الجزائري الذي راهن على كتابة تاريخ نضاله بالدم وبالفكر والذي لن يتوانى عن التضحية بكل ما يملك في سبيل خدمة وترقية الثقافة.