عادت المخاوف من فيروس كورونا بعد تسجيل حالة وفاة بعد أشهر من الاستقرار الوبائي؛ وضع يؤشر إلى موجة خامسة وشيكة، إذا استمر المتحور أوميكرون ba5 في الانتشار بالوتيرة المسجلة حاليا، وفق توقعات الدكتور محمد ملهاق باحث في علم الفيروسات وبيولوجي سابق في مخابر التحاليل الطبية. قال ملهاق في تصريح ل «الشعب»، إن الوضعية الوبائية الحالية متوقعة، وذلك لعدة مؤشرات داخلية، عالمية وعلمية متعلقة بالفيروس. بالنسبة للمؤشر الأول ذي الطابع العلمي، ذكر ملهاق أن الفيروس التاجي لم يتوقف يوما عن التحور وإيجاد طفرات تدخل في دورة حياة الفيروسات، خاصة التنفسية ككوفيد-19، وتسمى (فيروسات غير مستقرة جينيا)، وعندما لا تستقر، تحدث فيها تغيرات في الخصائص. أما المؤشر الثاني، وهو «عالمية الفيروس»، الذي قد عاد للانتشار بقوة يؤكد المتحدث وقد دخلت عدة دول الموجة 5،منها جنوب إفريقيا في القارة السمراء، وفي أوروبا القريبة جغرافيا من بلادنا، على غرار البرتغال، فرنسا، إيطاليا وألمانيا. ونظرا لحركية تنقل الأشخاص من والى هذه الدول، فهذا سيساعد في انتقال الفيروس لبلادنا وانتشارالعدوى. ويتعلق المؤشر الأخير بالوضع في الداخل، حيث أفاد ملهاق أن الجزائر لم تحقق مناعة جماعية، عكس ما جزم به زملاءه من الأطباء. وما يزيد الوضع خطورة بحسبه حالة التراخي الملاحظة منذ أشهر، مشيرا الى أن حالة «الهدنة» هذه جعلت الجميع يعتقد أن الفيروس قد اضمحل، «وهذا غير صحيح تماما». مجددا دعوته لتوخي الحذر أكثر، على ضوء احتمال كبير دخول موجة 5، إذا ما بقيت وتيرة الإصابات في تصاعد على النحو التي هي عليه حاليا. يرى ملهاق أنه من الضروري استباق الأمور، من خلال الوقاية، لأنها أحسن أسلوب لتفادي الموجة 5 وتعقيداتها، وذلك من خلال العودة لتطبيق التدابير الوقائية، بارتداء الكمامات في الأماكن العمومية المغلقة كقاعات الحفلات وغيرها... وهي ثقافة اكتسبها الجزائريون خلال الموجات السابقة، لابد من الرجوع إليها لدرء الخطر. كما يرى الدكتور ملهاق، أنه لابد من التعايش مع هذا الفيروس المتحور، لكن بأخذ كل الاحتياطات اللازمة، أهمها التلقيح، وهو ضروري جدا لفئتين من الأشخاص (المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة)، لأنهم الأكثر عرضة والأقل مناعة، لافتا الى أنه مطلوب أخذه بالنسبة للجميع لما يوفره من حماية من تعقيدات الإصابة بفيروس كورونا وفروعه المتحورة.