قال الدكتور محمد ملهاق، بيولوجي سابق بمخابر التحليلات الطبية وباحث في علم الفيروسات، أن السلالة الفرعية من متحور فيروس كورونا "أوميكرون" (BA2 وBA3) التي ظهرت في الجزائر، تتميّز بسرعة فائقة في الانتشار مقارنة بالنسخة الأصلية للمتغير "أوميكرون". وأوضح الدكتور ملهاق في تصريح خص به "الاتحاد" أمس الثلاثاء، أن الدراسات الأولية أشارت إلى أن هذه السلالة الفرعية تتمتع بنفس خصائص المتحور "أوميكرون" سواء من حيث درجة الخطورة أو فيما يخص الأعراض، إلا أنها أسرع انتشارا. وفي هذا الصدد، قال الدكتور ملهاق، أن الأطفال قد يكونون هم الأكثر عرضة للإصابة بالسلالات الفرعية، وفقا لما أفادت به الدراسات الأولية المتعلقة بهذا الشأن، ولكن لا توجد معلومات دقيقة فيما يخص درجة خطورته على الأطفال". أما فيما يتعلق بمدى مقاومتها للأجسام المضادة واللقاح، قال الباحث في علم الفيروسات، أن "المعلومات المتاحة في هذا الشأن شحيحة جدا، لكن ما يمكن تأكيده هو أن اللقاحات المضادة لكورونا تبقى فعّالة ضد أي متحور إلى أن يثبت العكس". وفي حديثه عن الوضعية الوبائية، قال محدثنا: "أن الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة لا تعبّر عن العدد الحقيقي للإصابات المسجلة، لأنها تعتمد في إحصائياتها على عدد الإصابات المشخصة عن طريق تقنية ال PCR فقط، وبالتالي العدد الحقيقي للإصابات قد يكون أضعاف ذلك، ولكن بصفة عامة يمكن التأكيد على أن الوضعية الوبائية حاليا مستقرة ومتحكم فيها، إلا أن الخطر لا يزال قائما وإمكانية ظهور متحورات جديدة لا يزال مطروحا، وبالتالي الالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية مطلوب أكثر من أي وقت مضى". هذا، ويرى البيولوجي السابق بمخابر التحليلات الطبية أنه لابد من تغيير أساليب توعية وتحسيس المواطنين بأهمية عملية التلقيح لكبح تفشي الوباء، داعيا في هذا الصدد، إلى ضرورة التحسيس داخل قطاع الصحة وفتح نقاش علمي حول اللقاح، ومدى أهميته ودوره في حماية الأرواح، مؤكدا أن الأطباء والممرضين ومستخدمي الصحة بصفة عامة لهم دور بالغ في ترك أثر إيجابي لحث المواطنين على تلقي اللقاح المضاد لكورونا وبالتالي المساهمة في كبح جماح الفيروس وتحقيق المناعة الجماعية. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر سجلت مؤخرا عدة حالات ب "بي إيه 2′′، "BA2′′ التي تعرف انتشارا واسعا في بعض البلدان الأوروبية، على غرار الدانمارك وجنوب إفريقيا والولايات المتحدةالأمريكية وفي بعض البلدان الآسيوية.